ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان "دمشق للفنون الشعبية"، أقيم في المركز الثقافي "بأبو رمانة" محاضرة حول الأمثال الشعبية الدمشقية للباحث الأستاذ "ياسر المالح".
حول أهمية المحاضرة الأمثال بين أحد الحضور الأستاذ "عماد أبو فخر" مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة لموقع eSyria قائلاً: «تكمن أهمية هكذا محاضرات في التراث الشعبي، في معرفة الثقافة الاجتماعية والأفكار التي ولدت تلك الجمل الشعبية الواقعية النابعة عن تجربة لفعل معين أو حادثة، ولعلها ثقافة تحتاج إلى العديد من الدراسات والبحوث والاهتمام بها أكثر حين نتطلع اليوم في عصر الفضائيات التي باتت تفرض علينا صوراً ومشاهد وعبارات ولغة، مختلفة عن واقعنا المحلي، هذا ما يجعل طرح تلك المحاضرات في التراث الشعبي هامة، بعد أن أصبح جيل من الشباب لا يعلم تاريخه، وكأنهم استطاعوا إبعاد الفرد عن ذاته أي واقعه الاجتماعي، وبالتالي فقد موروث منظومة عاداته وتقاليده، وكأنهم يسعون لتربية جيل مثقف باتجاه واحد، بعيداً عن تاريخه وحبه للانتماء المكاني والاجتماعي، ولهذا المحاضرة غنيةٌ بالأمثلة الشعبية ، وأهمية هذا الأمثلة في حياتنا اليومية، وأرى أننا بحاجة إلى العديد منها بشكل يومي لإعادة بناء شخصية الفرد المحلي، وطرح ثقافة تحمل آراء المجتمع بتكامله وتواصله، لا الفردانية المغيبة عن واقعها ومحليته من الزمان والمكان».
تأليف الأمثال حالة إبداعية تكمن في العقول التي صاغت تلك الأمثال، وأيضاً حركة البقاء في الفعل حينما تبنتها العامة من الناس لنشرها كثقافة بين الأفراد ولتصبح جزء من الموروث التاريخي، من خلال ترويجها، ورغم التغييرات الاجتماعية على تطوير مقولاتها ومضامينها ومدلولاتها تطويراً يتناسب مع دور المثل في تنمية العلاقات التي تسود بين أفراد المجتمع بأبعادها ومستوياتها وتقاليدها ومثلها ومعتقداتها
من المعلوم أن الباحث الأستاذ "ياسر المالح" هو إعلامي ولغوي وله العديد من المشاركات الثقافية، ربما من الجيل الذي أحب اللغة واهتم بالبحث في مجال الأغنية والأمثال الشعبية، وتابع الأستاذ "إياد مرشد" منظم مهرجان دمشق للفنون الشعبية بقوله: «تميز أداءه بالتشويق والأمثلة الدمشقية التي تحمل الدلالات والعبارات والإشارات الجميلة خاصة أنها تحمل قصص وحكايا لكل مثل من الأمثال، كذلك المداعبة الجميلة التي أضفاها على المحاضرة ما أعطى جواً من المرح والفرح، إذ استطاع أن يدخل السرور إلى داخلنا من زحمة الأمكنة الضيقة وضجيج السيارات اليومي في شوارع دمشق وأزقتها، نافحاً في داخلنا ماضي المكان الدمشقي والعبارات الشعبية الجميلة التي من شأنها ترك انطباع خليق، بتراثنا الشعبي الزاخر بالقصص والحكايا الرائعة».
وعن الجذور التي نبعت منها الأمثال وانعكاسها على المجتمع بينت الأستاذة "إلهام سليمان" مديرة المركز الثقافي "بأبي رمانة" قائلة: «تعد الأمثال الشعبية مرآة لحياة الشعوب التي تعكس عاداتها وتقاليدها وعقائدها وسلوك أفرادها، وذهب البعض إلى اعتبارها أبرز ما في المأثورات الشعبية لما تختزن من تجارب غاية في العمق والطرافة والبساطة ولما تخفي وراءها من حوادث وقصص خزنتها ذاكرة السنون، والمثل الشعبي إلى جانب عفويته وبساطة تعبيره يحمل جرساً موسيقياً خفيفاً محبباً للآذان يتمثل في السجع الذي يساعد على انتشاره وشيوعه بين الأفراد فالصغير يأخذه عن الكبير والزائر من المقيم ثم لا يلبث المثل أن يستعمل في المواقف التي تتماثل في حياة الأفراد بشكل يومي، ومثل تلك المحاضرات تترك انطباعاً جميلاً في التعريف والتذكير بالأمثال المحلية الدمشقية ذات التاريخ».
بدأ الأستاذ الباحث "ياسر المالح" بالأمثال «إذا حضر الماء بطل التيمم، إذا حلق جارك بل أنت، إذا بدك تحمو لا ترد بتمو، إذا فاتك الضاني عليك بالحمصاني، ذكور الذيب وهيّأ القضيب، أيد وحدة ما بتصفق، إذن من طين وإذن من عجين، وتابع بالقول: «هي الأمثال الشعبية "الدمشقية" التي مر عليها مئات السنين، وأصبحت من التراث العربي والموروث الشعبي في دمشق خاصة وسورية عامة، لأنها نتاج ثقافة اجتماعية وتجربة واقعية عاشها الإنسان الدمشقي في القرون الماضية، لأن المثل هو تعبير عن حالة فردية واجتماعية تتصل بالعمل ببعض الأحيان، مثل السوق الذي يحمل أمثال خاصة به، وهي لا تستخدم في مكان آخر، وكذلك الصناعات أمثالها تختلف، وكذلك للعرب أمثال في الصحراء والمدينة والريف، بل يمكن القول أن المثل لا يقتصر على المكان بل عام ولكل الشعوب».
وتابع الباحث "ياسر المالح" بالقول: «تأليف الأمثال حالة إبداعية تكمن في العقول التي صاغت تلك الأمثال، وأيضاً حركة البقاء في الفعل حينما تبنتها العامة من الناس لنشرها كثقافة بين الأفراد ولتصبح جزء من الموروث التاريخي، من خلال ترويجها، ورغم التغييرات الاجتماعية على تطوير مقولاتها ومضامينها ومدلولاتها تطويراً يتناسب مع دور المثل في تنمية العلاقات التي تسود بين أفراد المجتمع بأبعادها ومستوياتها وتقاليدها ومثلها ومعتقداتها».