استقبل المواطن "الديري" اليوم الأول من رمضان، وعادت الأجواء الخاصة بهذا الشهر إلى أسواق وأحياء وبيوت "دير الزور".
موقع eDeiralzor وفي سبيل الإطلاع أكثر على واقع الحال قام بجولة ميدانية بتاريخ 1/8/2011 على عدد من أحياء المدينة وأسواقها الرئيسية التي عجت بالمواطنين والباعة الجوالين، حيث تصدر التمر والمعروك والقطايف ومشروبات التمر هندي والعرق سوس الساحات العامة، أما محلات الأغذية التموينية فقد شهدت كثافة شرائية كبيرة.
أبيع الكتب في شهر رمضان بسبب إقبال المواطنين على شرائها في هذه الأيام، إضافة إلى بعض الصحف وأركز على أنواع الكتب الخفيفة التي تسلي الصائم قبيل الإفطار
والتقينا السيد "أنس خليفة" الذي كان يشتري التمر من إحدى العربات الجوالة فقال: «يلعب العرق سوس والتمر الهندي دوراً حيوياً على الموائد في رمضان، إذ يمكن أن نعتبره المشروب الرسمي للشهر الفضيل، وهي مفيدة في علاج العديد من الأمراض بالإضافة إلى أنها رخيصة الثمن ولذيذة المذاق، وعادة ما تختفي هذه المشروبات بانتهاء شهر رمضان حاملة معها معانٍ جميلة ارتبطت بشهر الخير».
الشاب "محمد العدنان" الذي وضع "بسطة" للكتب على دوار التموين قال: «أبيع الكتب في شهر رمضان بسبب إقبال المواطنين على شرائها في هذه الأيام، إضافة إلى بعض الصحف وأركز على أنواع الكتب الخفيفة التي تسلي الصائم قبيل الإفطار».
وللتعرف على الأنماط الاستهلاكية في رمضان عاداتها وطقوسها وتقاليدها سألنا السيد "أحمد يساوي" أثناء تسوقه والذي قال: «العادات الاستهلاكية طرأ عليها تغييرات بشكل كبير على معظم مواطني "دير الزور"، خاصة وأن معظمهم يصنف ضمن فئات الدخل المحدود، وقد كان التغيير بشكل عام من الناحية الكمية والنوعية بآن معاً، ومثال ذلك أن الأصناف الموجودة على المائدة قل عددها، أما الجانب النوعي فإن الأمثلة تتعدد وتتشعب فمن يعرض عليه صنفان من العدس يختار الأرخص منه، وإن كان أقل جودة لكن الواقع المادي فرض ذلك، مضيفاً بأنه قلة الاستهلاك هذه لم تمنع زيادة المصروف مقارنة بما كان عليه الحال في رمضان الماضي وما سبقه».
والصُبة حاضرة في بيوت "الديريين" والذي حدثتنا عنها السيدة "انتصار الخلف" فقالت: «في السابق لم يكن هناك مطاعم في الأسواق وكانت المطاعم محصورة على مطاعم الكباب المعدودة على أصابع الكف حيث كان الأهالي في رمضان يتبادلون الطعام الذي يسمى عند أهالي دير الزور (الصبّة) فترى موائد جميع البيوت في الحي تحتوي على الأطعمة ذاتها وهذا ناتج عن تبادل الصُبة، وهناك طعام آخر يعتبر من أهم الأكلات الشعبية في المدينة، وهي "الحبية" مع اللحم وأكلة أخرى وهي "الهبيط" وهذه الأكلة تتألف من تمر ولحم يتم طبخهما في المنازل».
وتضيف: «من العادات الرمضانية في دير الزور تقوم تكية الراوي كل عام في شهر رمضان الكريم بطبخ العدس وتوزيعه على الناس المحتاجين والصائمين والفقراء، ويطبخ حوالي ثمانية قدور كبيرة من النحاس وتستهلك بين الثمانين إلى مئة كيلوغرام من العدس وحوالي عشرة كيلوغرامات من الرز، ونصف تنكة سمنة نباتي وحوالي عشرة كيلوغرامات من البصل، ومن أفخر أنواع التوابل من الماجي والكاري والعصفر والبهارات».