تتميز "سورية" بتراثها المتنوع والغني بذكريات الآباء والأجداد التي تختلف من منطقة لأخرى ومن محافظة لأخرى.
فلكل محافظة "سورية" فنونها الشعبية الخاصة وفرقها التي تمثلها وتقدم باسمها تلك الفنون وتشارك بالمهرجانات والأفراح الشعبية والرسمية، ومحافظة "الرقة" واحدةٌ من المحافظات السورية الغنية بتراثها وفرقها التي تهتم بهذا التراث الفراتي ومن بين هذه الفرق فرقة "توتول" التي انطلقت من مدينة "الثورة" ووصلت إلى كل أرجاء المعمورة.
نحن نرتدي الزي "الآشوري والسرياني والعربي"، الزي "السرياني" قريب من العربي وفيه "جلابية فتح وجمدانة" ملفوفة بطريقة تختلف عن طريقتنا، أما "الآشوري" فهو يعتمد نوعية قماش معينة إضافةً إلى الصدرية ويتميز بوضع الريشة على الرأس، ويبقى الزي العربي "الفراتي" وهو مؤلف من "الجلابية، العقال، الجمدانة، الهباري، الزبون"
وللحديث أكثر عن فرقة "توتول" موقع eSyria التقى مدربها "أنس الطياوي" وسأله عن الفرقة وبداياتها حيث قال: «إن تسمية الفرقة بـ "توتول" مأخوذة من الاسم السرياني لمملكة "توتول" والتي تعني الإطلالة على النهر، وهي تسمية تعود للألف الثالث قبل الميلاد واشتهرت وقت ذاك ببناء السفن.. الفرقة بمعظمها تنتمي إلى مدينة الثورة التي تبعد عن محافظة "الرقة" بضعة كيلومترات وهي مدينة جميلة وغنية بالتراث ما دفعنا لإنشاء فرقة تحيي هذا التراث وتنقله إلى خارج هذه المدينة، واتخذت قراراً في عام "2005" بإنشاء الفرقة وبدأت عملية البحث عن المهتمين حتى تمكنت من جمع حوالي "22" عضواً نصفهم نساء والنصف الآخر ذكور، بعد تجمع الأعضاء قمنا بالاستعانة بمدربين من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً وحصلنا منهم على مجموعةٍ من الخبرات ومازلنا حتى الآن نتواصل معهم ونستمد بعض المعلومات منهم، كما حاولنا التعاون مع بعض الفرق العربية الأخرى وكان لنا ما أردنا من خلال التعاون مع جمعية المجد للتراث "لبنان" بقيادة الفنان "خالد النابوش" وهو عضو سابق في فرقة "كركلا"، هذا التعاون لم يجعلنا نخرج عن تراثنا بل قدم لنا بعض الإضافات في مجال الفكر التدريبي أما فيما يخص التراث والفلكلور فالفرقة تقدم تراث منطقة الفرات بالكامل "آشوري، سرياني، والرقص العربي"، وهي تقدم لوحات تعبيرية محلية "الشيشواه، السدو، الرحى"».
تفاصيل اللوحات التعبيرية التي تقدمها الفرقة حدثنا عنها "الطياوي" قائلاً: «هذه اللوحات هي جزء من التراث الفراتي الأصيل ونحن نقدمه كما كان في الماضي وعلى سبيل المثال "الشيشواه" هي طريقة تحضير النساء للزبدة العربية وهي لوحة تعبيرية بحتة، فالنسوة يخرجن إلى المسرح ويقمن بتحضير الزبدة وخض الجرة، بينما أعضاء الفرقة البقية يقومون بأداء الرقصات، كما لدينا لوحة اسمها "الرحى" وهي تتحدث عن طريقة وضع الحنطة وطحنها ونخلها، وأيضاً قمنا بتجسيد عملية الحصاد التي كان يتبعها الأجداد، وهناك لوحات أخرى تتحدث عن طريقة صناعة البسط والحصر على أمل تقريب الصورة بشكل أكبر للجمهور».
ولأن الزي هو جزء لا يتجزأ من الصورة التي ظهر بها التراث اهتمت فرقة توتول بهذا الجانب، وهنا يقول "الطياوي": «نحن نرتدي الزي "الآشوري والسرياني والعربي"، الزي "السرياني" قريب من العربي وفيه "جلابية فتح وجمدانة" ملفوفة بطريقة تختلف عن طريقتنا، أما "الآشوري" فهو يعتمد نوعية قماش معينة إضافةً إلى الصدرية ويتميز بوضع الريشة على الرأس، ويبقى الزي العربي "الفراتي" وهو مؤلف من "الجلابية، العقال، الجمدانة، الهباري، الزبون"».
ولأن الغناء العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه الفرق سألنا "الطياوي" عن الأغاني التي ترقص عليها الفرقة فأجاب: «الفرقة ترقص على أنغام الأغاني الفراتية والتراث الشعبي الفراتي بطريقة تحترم عقل المتلقي، وعلى سبيل المثال لدينا أغنية تسمى "الشيشواه" وهي تقول: "خض الشيشوا يما واسويها/ وأعطي الزبدة لراعيها/ راعيها ضيف العربان لو أولها وثانيها" وأغنية ثانية تقول: "يا رمان ومتشربش يا منحدر من عانا/ جينا من بلاد البلاد زينة قومي معانا"، هذه الأغاني بمعظمها تؤدى بواسطة أعضاء الفرقة فنحن نقوم بتسجيل أغانينا حرصاً على سلامة اللهجة المحلية، ونعتمد على كورال من "الرقة" من أجل المحافظة على النمط التراثي وكذلك فيما يخص الملحنين، أما الغناء فهناك العديد من الأغاني التي تغنيها واحدة من أعضاء الفرقة وهي "ديمة رجب"».
السبب الذي يجعل الأغاني والموسيقا الفراتية حزينة وما منعكس ذلك الحزن على الرقصات والدبكات التي تؤديها الفرقة؟ كان المحور الأخير لحديثنا مع "الطياوي" الذي علل ذلك قائلاً: «موسيقانا الفراتية بشكل عام تكون حزينة ومهما دخلت فيها كلمات الفرح يبقى الحزن طاغياً عليها، والسبب يعود للطبيعة الفراتية وقساوة الأرض ما يجعل الأغاني الملجأ الوحيد للسكان كما أن الأدوات الموسيقية (الدفوف الربابة الزمارة) هي أدوات تعزف موسيقا الحزن أكثر من الفرح، وبالطبع فإن ذلك ينعكس على الرقصات لأن الغناء والرقص والدبكة لم تظهر بشكل منفصل بعضها عن بعض، بل خرجت من نفس البيئة، ما حتم عليها أن تتقاسم الإحساس السائد في المنطقة».
بقي أن نذكر بأن "فرقة توتول" شاركت في معظم المهرجانات المحلية ومنها: (مهرجان إدلب للفنون الشعبية عدة مرات، المهرجان المركزي لاتحاد شبيبة الثورة، مهرجان الربيع "تل أبيض")، كما كان لها مشاركات خارجية في "تركيا".