نقسم بالله العظيم رب الناس أجمعين أن نبقى لله موحدين ولحدودنا حارسين ولوحدتنا حافظين وبتعايشنا متحدين ولجولاننا محررين وفي واجه أعدائنا صامدين وإلى قدسنا عائدين وعلى قسمنا هذا شهداؤنا شاهدين ومن فوقهم الله رب العالمين.

بأداء هذا القسم بدأ السيد "ياسر قشلق" رئيس حركة فلسطين حرة ندوة حوارية في "اللاذقية" رفقة الدكتور "بسام أبو عبد الله" تحدثا خلالها عن الأزمة التي تمر بها سورية وواجب السوريين تجاه وطنهم.

الجبهة الداخلية هي الأهم وحماية الوطن من الداخل مهمة الشباب والنساء والشيوخ وهي واجب عليهم أيضاً لأن سورية لا تكون جميلة إلا وهي تبتسم فلا تدعوها تبكي أرجوكم

الدكتور "بسام أبو عبد الله" تحدث بلهجة الواثق بأن سورية ستنتصر وقال متوجهاً لجمهور "اللاذقية": «ما قمنا ونقوم به لم يأت بناءً على أمر من فلان أو توجيه من فلان وإنما هو نابع من إيماننا بأن الوطن غالي، فالوطن الذي يمتلك هذا الشعب العظيم الذي غمرنا بحبه كان وسيبقى غال، وهو منتصر بإذن الله وبإرادة شعبه.

أداء القسم

منذ بدء الأحداث سألت إلى أين تسير الأمور فأجبت نحو النصر وحينها كنت معتمداً في جوابي على ثقتي بهذا الشعب وبقيادته الحكيمة، ولذلك لم يساورني الشك ولو للحظة واحدة بأننا سننتصر، ونستطيع القول أننا انتصرنا لكن بقي القليل في هذا المشروع القذر وهذا القليل سيذهب في مهب الريح».

الدكتور "أبو عبد الله" وفي معرض رده على سؤالنا لماذا سورية؟ قال: «هناك حرب كونية ضد سورية لأنها محور المقاومة والممانعة وجبهة التصدي الوحيدة الباقية في وجه أميركا.

والدلائل كثيرة فالشروع الأساسي في المنطقة هو (الشرق الأوسط الجديد) هذا المشروع عمل المحافظون على تنفيذه كثيراً لكن المقاومة اللبنانية الباسلة والدور السوري الداعم لها أجهضا هذا المشروع، وعندما حللوا أسباب فشل المشروع حددوها بالمقاومة وقالوا حينها لا يمكن ضرب المقاومة إلا من خلال سورية لأنها الحاضن لها، لذلك بدؤوا بالتخطيط لتنفيذ مشروع ضرب سورية في عام \2013\ العام الذي يسبق الانتخابات لكنهم فوجئوا بالثورات العربية (مصر وتونس) فتم استباق الزمن وتوجهوا للسيطرة على الثورات كلها وضرب مفهوم الدولة في الدول العربية وخصوصاً في سورية وما نلاحظه اليوم على أرض الواقع هو محاولات يومية لاستهداف مؤسسات الدولة.

الهدف من كل المخطط هو شرذمة العرب وتحويلهم إلى دول دينية لكي يتسنى للكيان الصهيوني أن يعلن دولته الدينية التي ستكون الأقوى في محيطها».

"طارق شعبو" وجانب من الحضور

وعن فوائد الأزمة على المجتمع السوري تحدث "عبد الله" قائلاً: «من فوائد المحنة التي مررنا بها عودة الروح الوطنية إلى جميع فئات الشعب، وتعزيز الانتماء للوطن وإدارك غلاوته، مضاعفة الثقة بجيشنا الباسل وبقدرته على حماية الوطن، وفوق كل ذلك أتى الشعور بالمسؤولية من قبل كل مواطن تجاه علم الوطن العلم الذي جمع ويجمع أبناء "سورية" ولن يفرقهم في يوم من الأيام».

الحوار الوطني كان له جزء من حديث أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الذي قال عنه: «لقد استقبل السوريون ملايين العرب ولم يقولوا في يوم من الأيام هؤلاء نازحين وإنما وصفوهم بالضيوف، لكننا اليوم نجد سوريين في دولة مجاورة أطلق عليهم تسمية نازحين أو لاجئين وأسكنوهم الخيام وهذا يدل على أن الإنسان ليس له سوى وطنه وسيعود له مهما كان، لذلك تعالوا لنتحاور داخل هذا الوطن حواراً مفتوحاً يقوم على ثوابت (لا تنازل عن الوحدة الوطنية، رفض التدخل الخارجي، رفض من يستقوي بالخارج،دعم المقومة، الشروع في الإصلاح تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد)، ومن خلال الحوار يمكن للمعارضين أن يحددوا ماذا يريدون ما هو برنامجهم الإصلاحي الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي إن وجد».

رئيس حركة فلسطين حرة الأستاذ "ياسر قشلق" منح نفسه الجنسية السورية وهاجم رجال الدين وقال: «أنا أول فلسطيني في هذا العالم يحصل على الجنسية السورية من هذا الشعب السوري، فالجنسية ليست ورقة يحملها الإنسان وإنما هي انتماء لوطن أعطانا الكثير الكثير.

لقد كان الرئيس "حافظ الأسد" على حق عندما سألته لماذا أنا هنا واليهودي في أرضي فأجابني أن التاريخ والأجيال القادمة سيكتبون الحقيقة، واليوم نحن نرى ونعيش ونكتب حقيقة أنه لم يبق لنا كفلسطينيين إلا سورية وهم يريدون اليوم خطف سورية كما خطفوا وطني على قناة الجزيرة ووضعوا بدل "فلسطين" دولة "إسرائيل".

إياكم أن تصدقوا أن هناك من يخاف عليكم ويريد الحرية لكم أو أن تصدقوا دعوات بعض رجال الدين ودموع التماسيح التي تذرف منهم ويدعون أنها تذرف من أجل الإسلام والمسلمين، فهذا والله النفاق بعينه ففي فلسطين اليهود حرقوا المساجد والمصاحف والكنائس واغتصبوا النساء وأصغر أسير في العالم من عندنا ومع ذلك لم اسمع صوتاً لاتحاد العلماء المسلمين أو غيره من أصحاب العمامات يستنكر هذا العمل الشائن أو يدعوا للثورة ضده فهذا ممنوع ولا يخدم قضاياهم أو قد يكونوا يعتبروننا كفار لأننا نقاوم، حتى أنهم يمنعون كل شيء عن ثوراتنا بما في ذلك التغطية الإعلامية التي تغيَّب عنا بدل أن نجدها قبلنا، وكما قال السيد "حسن نصر الله" للعرب أقول اليوم قفوا على الحياد ولا تدعمونا ولا تقدموا لنا شيئاً ولا تقفوا ضدنا، ومن أراد السلام مع العدو الصهيوني فليأخذ دولة الكيان إلى بلده ويقيم معها سلام هناك وليس على أرض وطني».

ويضيف "قشلق" متوجهاً إلى الشعب السوري: «الجبهة الداخلية هي الأهم وحماية الوطن من الداخل مهمة الشباب والنساء والشيوخ وهي واجب عليهم أيضاً لأن سورية لا تكون جميلة إلا وهي تبتسم فلا تدعوها تبكي أرجوكم».

هذه الندوة الحوارية سبقتها مساعٍ حثيثة من قبل عدة أطراف لإقامتها ومن الذين سعوا لإقامتها غروب "بصمة شباب سوري" وعن ذلك يقول الأستاذ "مياس يونس" عضو مجلس الإدارة: «الله سبحانه وتعالى حاور الشيطان لكن الشيطان رفض الحوار وجادل، وهم يحاولون التملص من الحوار وجرنا نحو الخصام، وهذا مالا نريده لأننا أبناء وطن واحد فكان لابد لنا من المساهمة في تعزيز لغة الحوار وتشجيعها ودعم كل ما من شأنه تثقيف الشباب بموضوع الحوار وإغنائهم بالمعلومات التي تساعدهم على إدراك خيوط المؤامرة التي يتعرض لها وطنهم وتطمينهم بأن الأزمة ستنتهي وسيخرج الوطن سالماً معافى.

فالجيش سيتعامل مع البؤر الأمنية أما نحن سنكون شركاءً في بناء الوطن وسنعمره بسواعدنا وسنجعل بإرادتنا لسورية دوراً اقتصادياً عالمياً في العام \2015\ يوازي دورها السياسي، وأبشركم منذ اللحظة بأن نظرية ربط البحار ستنجح».

كما كان لنقابة أطباء اللاذقية دور بارز في الإعداد للندوة، ويقول الدكتور "غسان فندي" نقيب أطباء اللاذقية:«عهدٌ قطعناه في سورية أن نعتلي السحب ولا نجثو على الركب، فالوطن حرام عليهم ودموعنا حرام عليهم ولن يفرقنا أحد وقد جمعتنا يد الله عز وجل في دولة عظيمة هي "سوريا".

هي سوريا دولة الثلاثية المقدسة (الشعب العظيم الموحد، القيادة الحكيمة، الجيش المقدام)، ومن أجل تلك الثلاثية ومن أجل الوطن المقدس علينا أن نغلب لغة الحوار وأن نثبت للعالم أننا شعب حضاري جذوره موغلة في القدم على هذه الأرض، أما لغة الدم فتلك لغتهم التي لا نريدها ولن ننجر لها».

كما كان لنا وقفة مع الشاب "طارق شعبو" من بين الحضور، ويقول "شعبو": «في كل يوم أدرك أكثر أن الكذب هو ملح السياسة وإذا كان الكذب ملح السياسة كيف لرجل دين أن يعمل بها وهو الذي يجب أن يكون رجل الصدق وعبادة الله.

هذه المعلومات التي سمعناها أمانة يجب أن ننقلها إلى كل حي من أحياء "اللاذقية" وإلى كل فرد من أفرادها لنوصل رسالتنا الحضارية ولنشجع لغة الحوار فكما يظهر لنا لا أحد يريد الخير لسورية إلا السوريين أنفسهم وعليه فلنتحاور حول كل شيء تحت سقف الوطن ولنواجه معاً المؤامرة التي يواجهها وطننا والتي تهدف إلى تقسيمه».

الجدير بالذكر أن قاعة المركز الثقافي غصت بالجمهور الذي حضر بالآلاف مما اضطر إدارة المركز لتنصيب شاشات في الخارج لكي يتسنى للجميع المتابعة.