يركز ملتقى "مساحات شرقية" الذي أقيم في دار الأسد للثقافة والفنون، على العمل الأكاديمي مع المختصين، ليبين غنى "سورية" الموسيقي وما أورثته للمنطقة كاملة، ولأول مرة سيبرهن هذا المؤتمر أن مملكة "ماري" كانت أكبر مصنع للآلات الموسيقية والتعليم الموسيقي في العالم القديم.
" eDamascus" حضر الملتقى بتاريخ 30/5/2011 والتقى الفنان "سامي مواس" موسيقي وعازف عود الذي تحدث عن رأيه في الملتقى قائلاً: «إن فكرة هذا الملتقى مهمة جداً، حيث تم طرح مواضيع كثيرة عن الموسيقى الشرقية وخصوصاً الموسيقى السورية، والتي يجب على الموسيقيين الطلاب حضور مثل ذلك الملتقى وتلك المهرجانات التي تعرفهم على تاريخ امتزاج الموسيقا ومدى تأثيرها على النفس البشرية».
هناك علاقة تأثير متبادلة بين الموسيقات، فيبدو المؤتمر في دورته الثانية أكثر أهمية في المواضيع والأبحاث، وتأتي الحفلات المسائية متممة لموضوع المحاضرات التي تزيده غنى وثراءً
الصحفي "أحمد بوبس" الذي تحدث عن أهمية ملتقى "مساحات شرقية" قائلاً: «إن هذا الملتقى هو توغل في تاريخ موسيقا المنطقة سواء في سورية أو في العراق والبلدان المجاورة، فهو يبحث في الموسيقا الشرقية ومدى تداخلها مع الموسيقا الإيرانية والتركية والباكستانية، فعلى سبيل المثال عندما عزفت المغنية الهندية على آلة تشبه القانون تماماً وهي آلة عربية فكان اللحن وكأنه لحن عربي، وأيضاً عندما غنت المطربة الأوزباكستانية شعرنا بالطرب وكأننا نستمع إلى غناء عربي مع أختلاف اللغة».
وينهي الصحفي "بوبس" حديثه قائلاً: «هناك علاقة تأثير متبادلة بين الموسيقات، فيبدو المؤتمر في دورته الثانية أكثر أهمية في المواضيع والأبحاث، وتأتي الحفلات المسائية متممة لموضوع المحاضرات التي تزيده غنى وثراءً».
السيد "ريتشارد دمبرل" خبير في علم الموسيقا الآثاري الذي تحدث عن تاريخ صناعة الآلات الموسيقية قائلاً: «للآلات الموسيقية في بلاد مابين النهرين تاريخ عريق وأصل يرجع إلى عدة آلاف من السنين قبل الميلاد، حيث أظهرت التنقيبات في مملكة "ماري" وبلاد ما بين النهرين آلات موسيقية أصلية مختلفة كان قد عزف عليها السوريون والأشوريون، وموجودة الآن في المتحف العراقي والمتحف البرطاني ومتحف الجامعة في فيلادلفيا الولايات المتحدة الامريكية، وظهرت كذلك مجموعة كبيرة من الآثار التي نقشت عليها رسوم الآلات الموسيقية المتنوعة التي استعملها سكان العراق القدامى عبر العصور المختلفة».
ويتابع السيد "دمبرل" حديثه قائلاً: «يوجد الكثير من الآلات الموسيقية القديمة مثل (آلة باخاتشيتوم - كيناروم – الليئوم – الابينوس – البيتنوم) التي يعود تاريخ صنعها إلى مملكة "ماري"، وهي عبارة عن قيثارات صغيرة لكن معظمها كان ثقيل الوزن، فكان التجار آنذاك يقومون بالتنقل بين إيران وماري إلى دجلة لشراء الآلات الموسيقية التي كانت تحملها الفتيات في المحاضرات وكانت مغطاة بالذهب والأحجار والفضة، وفي مملكة "ماري" كانوا قادرين على صنع نسخ من الآلات الموسيقية التي تصنعها إيران لأنها تتطلب معالجة بالزيوت وغيرها من المواد».
وينهي السيد " دمبرل" حديثه قائلاً: «تم في هذه المحاضرة تحليل وعرض نصوص عن كيفية صناعة الآلات الموسيقية، التي هي لقى آثرية وتعطينا فكرة عن النظريات الموسيقية وكيفية رؤية الموسيقا وإمكانية تفعيلها لتظل تلك الأنغام القديمة مستخدمة حتى وقتنا الحاضر».
ومن الجدير بالذكر أن السيد " ريتشارد دمبرل" هو مؤسس المؤتمر الدولي لعلم الموسيقى الآثاري للشرق الأدنى، وكما وضع ترجمة لشروح "الفارابي" على موسيقا وكتالوج الأختام الأسطوانية مع مشاهد موسيقية في مجموعات من المتحف البريطاني.