من خلال أعمال التنقيب الطويلة والمستمرة منذ عام 1964 في موقع مدينة "إبلا" (تل مرديخ قرب سراقب) تم الكشف عن مئات اللقى الأثرية الرائعة لمجوهرات ذهبية وحلي مصنعة من مختلف المعادن والأحجار الكريمة، تعود لفترات زمنية مختلفة عاشتها "إبلا".

الباحث في آثار وتاريخ مملكة "إبلا" الأستاذ "فجر حاج محمد" تحدث لموقع eIdleb عن المجوهرات والحلي المكتشفة في "إبلا" بالقول: «اشتهرت "إبلا" بصياغة الذهب الخام وتحويلها إلى قطع مصنعة ومجوهرات، حيث كانت تستورده من بلاد النوبة جنوب "مصر" ومن ثم تقوم بتصنيعه في "إبلا" وتصديره إلى البلاد المختلفة، وقد كشفت التنقيبات عن العديد من قوالب الصب المصنعة من حجر "الألباستر" وهو مادة صلبة حفرت بها العديد من الحفر لقوالب يتم سكب الذهب بعد تنقيته من الشوائب وتجهيزه لعملية السبك، حيث يتم بشكل متميز وبشرفة فنية يتم تصنيع هذه المادة لتصبح مجوهرات تستخدمها عليّة القوم، إن صناعات المجوهرات يعبر عن رهافة حس الإنسان الإبلاوي، واهتمامه بالمرأة بشكل عام وتقديره لجمال المرأة وبأنها بحاجة لما يضيف عليها جمالاً ورونقاً من خلال تزيينها بالحلي، ولقد استخدم الملوك ورجال الدولة القلائد الذهبية في تزيين صدورهم، وذكرت بعض النصوص الإبلاوية بأن هناك خناجر إبلاوية مصنعة من مادة النحاس والبرونز ومرصعة بالذهب، وهذا بالتأكيد إنجاز للإبلاويين بأنهم استخدموا هذه المادة في ترصيع الأسلحة للأمراء والملوك، وقد تم استخدام الذهب في صناعة الحلي كالأقراط والأساور والقلائد، ولدينا الكثير من الأقراط الرائعة جداً والمتميزة والتي أكدت مهارة الصائغ الإبلاوي من خلال الدمج بين الحجارة الكريمة والذهب في تصنيع تلك القطع المتميزة، ولدينا خلال الألف الثالث ق م مجموعة من اللقى الرائعة التي تشكل نسيج من خيوط ذهبية، وهذا دليل على أن الذهب دخل في صناعة الثياب وتزيينها ولا سيما الثياب الملكية».

اشتهرت "إبلا" بصياغة الذهب الخام وتحويلها إلى قطع مصنعة ومجوهرات، حيث كانت تستورده من بلاد النوبة جنوب "مصر" ومن ثم تقوم بتصنيعه في "إبلا" وتصديره إلى البلاد المختلفة، وقد كشفت التنقيبات عن العديد من قوالب الصب المصنعة من حجر "الألباستر" وهو مادة صلبة حفرت بها العديد من الحفر لقوالب يتم سكب الذهب بعد تنقيته من الشوائب وتجهيزه لعملية السبك، حيث يتم بشكل متميز وبشرفة فنية يتم تصنيع هذه المادة لتصبح مجوهرات تستخدمها عليّة القوم، إن صناعات المجوهرات يعبر عن رهافة حس الإنسان الإبلاوي، واهتمامه بالمرأة بشكل عام وتقديره لجمال المرأة وبأنها بحاجة لما يضيف عليها جمالاً ورونقاً من خلال تزيينها بالحلي، ولقد استخدم الملوك ورجال الدولة القلائد الذهبية في تزيين صدورهم، وذكرت بعض النصوص الإبلاوية بأن هناك خناجر إبلاوية مصنعة من مادة النحاس والبرونز ومرصعة بالذهب، وهذا بالتأكيد إنجاز للإبلاويين بأنهم استخدموا هذه المادة في ترصيع الأسلحة للأمراء والملوك، وقد تم استخدام الذهب في صناعة الحلي كالأقراط والأساور والقلائد، ولدينا الكثير من الأقراط الرائعة جداً والمتميزة والتي أكدت مهارة الصائغ الإبلاوي من خلال الدمج بين الحجارة الكريمة والذهب في تصنيع تلك القطع المتميزة، ولدينا خلال الألف الثالث ق م مجموعة من اللقى الرائعة التي تشكل نسيج من خيوط ذهبية، وهذا دليل على أن الذهب دخل في صناعة الثياب وتزيينها ولا سيما الثياب الملكية

ويضيف الأستاذ "فجر حاج محمد": «استخدم الإبلاويون في صناعة الحلي وقطع الزينة الحجارة الكريمة، مثل "اللازودر" المستورد من "أفغانستان" حيث كان يستورد بشكل قطع خام ويتم تشذيبه وتوضيبه ليصبح على شكل خرز للقلائد والقطع الفنية الرائعة التي كانت تصنع منها الحلي والمجوهرات، إضافة إلى حجر "الكريستال" أو الحجر الرملي الذي كان يصنع منه الخرز، كذلك "العقيق" الذي كان يستورد من شمال "سورية" في منطقة آسيا الوسطى، حيث نجد الكثير من القلائد المصنعة من "العقيق"، ولدينا مجوهرات مصنعة من حجارة مختلفة ولا سيما حجارة "الفريت" وحجارة "الديوريت" وهي حجارة قيّمة كريمة أو شبه كريمة، ولدينا الكثير من الحلي المصنعة من الفضة وخاصة في الألف الثانية قبل الميلاد، حيث استخدم الإبلاويون الفضة كقطع أو كمادة لتصنيع الحلي، إن النظر لنوعية الحلي واستخدامها في "إبلا" يؤكد على أهمية هذا الفن في هذه المملكة السورية العظيمة وتطوره وكان يشكل مقياساً للتطور ولتمييز الناس ورفاهيتهم، وعلى سبيل المثال استخدمت الحلي في مناح أخرى في اللباس حيث تم تحلية اللباس ولا سيما الأزرار بطبقة من الذهب على شكل رقائق، حيث نجد الكثير من الأزرار التي تشبه الأزرار السائدة في العصر الحالي والكثير من الدبابيس التي كانت تستخدم لتصفيف الشعر ومعظمها من البرونز المغطى برقائق ذهبية، إن استخدام الذهب في تصنيع الحلي والمجوهرات كان متميزا في إبلا عن غيرها من المدن، إلى جانب الحجار الكريمة مثل "العقيق والكريستال والفريت والديوريت" وهي الحجارة الكريمة المتوفرة في ذلك العصر، حيث كان يصعب تصنيع حجارة كريمة أخرى، ومن خلال دقة صناعة تلك القطع وصغر حجمها تعبّر عن رهافة حس الشعب الإبلاوي، وفي فترتي ازدهار "إبلا" الأولى والثانية هناك وحدة للمواد الخام المستخدمة في تصنيع الحلي والمجوهرات، وأدلة واضحة على براعة الصائغ الإبلاوي في تطعيم الحلي والمجوهرات الذهبية بالأحجار الكريمة».

قلادة ذهبية رائعة جدا وفريدة عليها شكل نجمة البحر

الأستاذ "أحمد خربوطلي" ماجستير لغات قديمة قال: «شكل الذهب المادة الرئيسية لصناعة الحلي في "إبلا"، والذي كانت أقرب مصادره عن "إبلا" تتركز في مناطق "الأناضول" وفي مناطق شمال "ديار بكر"، وقد عثر على كم كبير من هذه الحلي داخل المقابر الملكية والذي تميز منها ثلاثة مدافن، الأول ويدعى مدفن "الأميرة" يؤرخ بين 1825- 1775ق.م والمدفن الثاني يدعى مدفن "سيد الماعز" يؤرخ حوالي 1750ق.م أما المدفن الثالث فقد دعي بمدفن "خزانات المياه" وأرخ حوالي 1650ق.م، ورغم تعرض هذه المدافن للنهب والتخريب إلا أنه عثر فيها على كنوز حقيقية من المجوهرات الذهبية والحلي المرصعة بالحجارة الكريمة، فمن ضمن ما عثر عليه في مدفن "سيد الماعز" الطوق الذهبي المؤلف من ثلاث صفائح ذهبية مضفرة ارتبط بها ثلاثة صفائح دائرية مزينة بنجوم ودوائر صغيرة داخلها، في الحقيقة تعبر عن فن راق في صياغة الحلي وخصوصاً الذهب، كما عثر في هذا المدفن على آثار وقطع فنية فرعونية مثلها الصولجانين الذي نقش على أحدهما اسم فرعون مصر "حوتيب أبرع" الذي عاش حوالي عام 1770ق.م، وهما من الحجر الكلسي فيما تألفت القبضة من العاج والفضة والذهب، ومن اللقى الهامة في مدفن "سيد الماعز" المقبض الذهبي و المعروض في متحف "حلب" والذي نجا من النهب الذي تعرض له المدفن، وهو صناعة يدوية بالغة التقنية سطحه الخارجي مغطى بقشرات مزخرفة على شكل حبيبات مفردة، فيما أحاط طرفي المقبض بدوائر مؤلفة من حبيبات ذهبية ناعمة وها يدل على مدى الدقة والاتقان في صناعة هذه اللقية، كما عثر في "إبلا" على العديد من الأساور الذهبية المبرومة والمزينة بحبيبات دقيقة تعتبر نماذج نادرة، لهذه الأساور أهمية كبيرة في التقدمات للآلهة، وهناك العديد من النصوص التي تتحدث عن تقدمات أساور إلى العديد من الآلهة منها نص من عهد الوزير "إبي زكير" وفي سنته الخامسة، وضع صينية واحدة وإسوارة وزنها 2 مينا من الذهب 940 غ، قدمها هو إلى الإله حدّا (حدد)، كما عثر في "إبلا" على العديد من المشابك الذهبية والتي نجد ذكر لها في النصوص، ففي أحد النصوص نجد أن الملك يستلم 548 غ من الذهب لصنع حزامين مع أربعة مشابك والتي أعطاها لحدد».

قلادة ذهبية مرصعة بحجارة من حجر اللازورد على شكل قلب لوز
حلي إبلاوية من الأحجار الكريمة