قدم الفنان التشكيلي "لطفي جعفر" مزجاً فنياً بين جمالية الخط العربي والفن التشكيلي ظهر واضحاً في معرض "الطغراء" الذي افتتحه بتاريخ "24/5/2011" في صالة الأسد، والذي ضم /32/ لوحة فنية تشكيلية قدم من خلالها الفنان "جعفر" رؤيته التشكيلية عبر خط "الطغراء".

eSyria زار المعرض والتقى الفنان "لطفي جعفر" الذي تحدث لنا عن المعرض بالقول: «اللوحات الفنية المعروضة اليوم هي نتاج عمل ثلاث سنوات، قدمت فيها خط "الطغراء"، هذا الخط الفني الذي يعود في الأصل إلى الأتراك، حيث استخدم من قبل السلاطين العثمانيين على شكل ختم أو توقيع لهم، كما أنه استخدم من قبل السلاجقة والرومان.

كل فنان لديه مدرسة خاصة به يرسم بها الخط كما يراه، فالخط يمكن تجريده إلا أنّي في الآيات القرآنية أفضل أن تبقى الكلمات متاحة للقراءة مع وجود الجمالية الفنية التي تعتمد على الإبداع الحروفي. الخط الموجود في هذه اللوحات هو من ابتكاري وغير مقتبس من أي خطوط أخرى، مع وجود بعض الكلمات التي اعتمدت فيها على بعض أنواع الخط العربي، وفي النهاية تبقى رؤية الفنان وابداعاته هي السمات المميزة لأي لوحة فنية

وخط "الطغراء" شيء تجريدي فني بآن معا، وأكثر الخطاطين كتبوه بخطي الثلث والديواني، ويعود اكتشاف واستخدام هذا الخط إلى الأتراك الذين سموه نسبة إلى أحد الطيور التي كانوا يستخدمونها في الصيد، ومن ثم تطور خط "الطغراء" حتى وصل إلى هذا الشكل في عصرنا الحالي.

أما استخدامي لهذا الخط في لوحاتي فهو لإعطاء جمالية معينة تحملها تكوينات هذا الخط، فالمنحنى الأول هو البيضة الكبيرة ومن ثم البيضة الصغيرة، وتحتهما الكلام هو اسم السلطان آنذاك، وأما أنا فاستخدم آيات قرآنية، والسواري الثلاث للأعلام وهي "الزلفى" أما الخطوط المنحنية نحو اليمين فأسميها "الحنجرة".

من خلال هذا الخط أقدم لوحات تعتمد على مجموعة من الألوان التي تختص بها كل لوحة تبعا للحالة النفسية التي أعيشها وأنا أرسم اللوحة إلا أنني وبشكل عام أقدم اليوم مجموعة من الألوان المدروسة لتعطي البعد الجمالي والإبداعي من خلال العمل التشكيلي».

وعما يحمله الخط العربي من جمالية وإبداع، قال: «كل فنان لديه مدرسة خاصة به يرسم بها الخط كما يراه، فالخط يمكن تجريده إلا أنّي في الآيات القرآنية أفضل أن تبقى الكلمات متاحة للقراءة مع وجود الجمالية الفنية التي تعتمد على الإبداع الحروفي.

الخط الموجود في هذه اللوحات هو من ابتكاري وغير مقتبس من أي خطوط أخرى، مع وجود بعض الكلمات التي اعتمدت فيها على بعض أنواع الخط العربي، وفي النهاية تبقى رؤية الفنان وابداعاته هي السمات المميزة لأي لوحة فنية».

الفنان "نزار الحطاب"

الفنان التشكيلي "نزار الحطاب" أبدى رأيه بمعرض الفنان "جعفر" قائلاً: «الفنان "لطفي جعفر" من كبار فناني "حلب" الذين لهم تاريخ عريق في الحروفية، واليوم يقدم نموذجا جديدا عن ما قدمه سابقا، فاللوحة اليوم لا تعتمد على التكوين الحروفي فقط بل على التكوين اللون والخط.

إن اللوحات تحمل آية قرآنية يمكن وصول المعنى الذي تحمله الآية من خلال الألوان والاشراقات التي تحملها هذه اللوحات.

ومن الناحية اللونية فقد كان الفنان "جعفر" موفق في اختياره للكتل اللونية فظهرت الصوفية جلية في العديد من الوانه التي كانت غنية بالروحانيات، كما برزت الألوان والزخارف الاسلامية لتضفي على اللوحة جمالية ونكهة مميزة تتوافق مع الحروفية المستخدمة في مجمل اللوحات المعروضة».

ومن جانبه الفنان والناقد التشكيلي "عبد القادر الخليل" قال عن المعرض: «أنا أعرف الفنان "لطفي جعفر" منذ العام 1968 حين كان يرسم حينها اللوحات الإعلانية للسينمات في "حلب"، حيث كنا نزوره لنتعلم منه الرسم، ثم سافرت إلى "اسبانيا" وعندما عدت زرته في عام 2003، فرأيت أعمالا جديدة وخاصة في الحروفية.

إن الفنان "جعفر" يعتبر من الأوائل الذين استخدموا خط الكتابة كلوحة تشكيلية مع فن الخط، فترى في اللوحة مفهومة تشكيليا يفهمه حتى ممن لا يتقنون اللغة العربية لأنه يعطي الأبعاد الثلاثة المتطلبة في الفن التشكيلي ويضيف لها التعبيرية..».

وعن الجانب الذي برزت فيه الحالة الابداعية التي تخص الفنان جعفر أضاف "الخليل": «لعدم اختصاصي بالخط العربي سأنظر إلى اللوحة كعمل تشكيلي، فأبرز ما لفت انتباهي في أعماله هي الألوان- استعمال ومزج الألوان- فقد استطاع الفنان "جعفر" اشتقاق وتقديم ومزج العديد من الألوان مما يعطي الحيوية والتجدد للوحة الفنية على مر السنين.

من يستخدم الألوان الأساسية سيكون لديه ضعف بعمله لأنها ستبقى ثابتة من دون تجديد، اما مزج الوان فيعطي للوحة حيوية وتجدد، وذلك لان مزج الألوان لا يتفاعل بأسبوع او اثنين بل يحتاج إلى عشرات السنين، فبعد عشر سنوات ستجد ألوانا بشكل آخر هذا ما يمنح اللوحة التجدد الدائم. ولهذا انا أثبت على اعمال "لطفي جعفر" استخدام الألوان والتعبيرية في بعض اللوحات والتجريدية في البعض الآخر..».

الجدير ذكره أن الفنان "لطفي جعفر من مواليد "حلب" 1942، خريج مركز الفنون بحلب عام 1962، له 5 معارض فردية والعديد من المعارض المشتركة داخل "سورية" وخارجها..