"أيها الحامل هماً إن هذا لا يدوم... مثلما تفنى المسرة هكذا تفنى الهموم"...هكذا بدأ الفنان "ابراهيم المسلماني" مدير فرقة "نوا" حفلته الإنشادية التي تضمنت فصولا من الذِكر المتوارث مساء الأحد 22/5/2011 على مسرح "دار الأوبرا السورية" ضمن مهرجان "مساحات شرقية".

موقع "eDamascus" استطلع بداية بعض آراء الجمهور الذين حضروا الحفل والبداية كانت مع السيد "عبد الحميد أبو بكر" الذي قال: «تعبّر الفرقة من خلال الأناشيد التي تقدمها عن حالة وجدانية تدعو الإنسان لذكر الله تعالى، وتساعد الإنسان على إيجاد خلوة روحية والابتعاد عن الأصوات للتقرب من ذكر الله والصلاة له عز وجل».

ينسجم الحضور بالحفل بقدر ما تكون الحركة والكلمة والنفس والروح التي تقدمها الفرقة

أما السيدة "فاطمة عراب" فقالت:

أحد المنشدين في الفرقة

«أول مرة أتعرف على هذه الفرقة، وقد شدتني أنشاديها كثيراً لما فيها من روحانية عالية وطريقة متقنة في الأداء، يبدو أن الفرقة تدربت كثيرا على إنشاد هذه الفصول، لأن هناك انسجام واضح في الأصوات بين المنشدين والذاكرين».

وللتعرف على كلمات الأناشيد التي قدمت موقع "eDamascus" التقى المدقق اللغوي للفرقة السيد "أحمد سامح شحرور" فقال: «الكلمات أكثرها أشعار قديمة وبعضها يعود إلى العصر العباسي، وهناك بعض الألفاظ في بعض الفصول من العامية القديمة (عامية تراثية)، بعض الكلمات حديثة لكن الأحدث عمره حوالي /200/ سنة»، أما عن الشعراء الذين كتبوا هذه الأناشيد فقال:

من الأمسية

«منهم "أبو الوفا الرفاعي" وهو معروف على مستوى الشعر الصوفي، لكن أغلب هذه الأشعار هي كنوز دفينة لا نعرف من دفنها لكن توارثتها الأجيال ووصلت لنا».

ويضيف السيد "شحرور": «إن أعضاء الفرقة عادوا إلى مخطوطات، نقبوا وتحققوا ووثقوا وحاولوا الاحتفاظ قدر الإمكان برونق الذِكر كما هو تماماً بدون مكبرات صوت حتى يظهر الصوت البشري الطبيعي، ربما لو وضعوا لطربونا أكثر لكن كما أسلفت لك حاولوا الحفاظ حتى على كلة شيء حتى على اللباس الذي كانت متبعة في الذِكر القديم».

الأستاذ "ابراهيم مسلماني" مؤوسس الفرقة ورئيسها قال:

«ما قدمنا اليوم من فصول هي فصل الجلال والجلالي والصاوي وقصمة الصاوي وفصل البلهولية، أجمل ما في فصول الذِكر هو التناغم الساحر الموجود بين ما يقوله الذاكرون وبين ما ينشده المنشدون، وأثبتت الدراسات الموسيقية أن هذا التناغم قائم على نِسَبْ موسيقية شريفة تعود لعصور قديمة جداً».

وأضاف: «نحن حلقة ذِكر صغيرة ولسنا فرقة إنشاد قمنا بتجهيز المادة المنشدة بعد عذاب طويل، لأن المادة غير موثقة بل حصلنا عليها من خلال متابعة لأعمدة المنشدين والبحث الشديد والإصرار الكبير حتى نخرج هذا اللون».

وفيما يتعلق بالمقامات الموسيقية التي قدمت يقول "مسلماني":

«كل الألحان التي قدمت اليوم غير منوتة أو مسجلة، لكن أهم ما ييميز الذِكر أن المنشدين يمكنهم الإرتقاء حيث نكون بمقام الرصت ثم نرتقي للسيغا، ومن البيات إلى العجم وذلك في فصل مدته ربع ساعة وهذا أمر نادر وصعب».

ويضيف أن أول دار للذِكر وردت في كتاب "كنز الذهب بتاريخ حلب" "لإبن العجمي" و كانت قبل نحو /900/ عام.

وختم حديثه قائلاً: «ينسجم الحضور بالحفل بقدر ما تكون الحركة والكلمة والنفس والروح التي تقدمها الفرقة».

يُذكر أن فرقة "نوا" تهتم بإحياء ونشر الموشحات والقدود بنوعيها الديني والغزلي، وتوثيق فصول الذكر المتوارث في "حلب"، وذلك بمقارنة الوثائق القديمة بالموروث.

وتتألف الفرقة من مجموعتين: مجموعة الموشحات والقدود وتتألف من ثلاثة منشدين هم: "ابراهيم الحاج"، "محمد أمينو"، "خالد الحافظ"، وثلاثة عازفين "طارق السيد يحيى"(عود)، "فواز باقر" (باص) "ابراهيم مسلماني" (ايقاع)، أما مجموعة الذِكر فتتألف من ثلاثة منشدين: "محمد مسلماني"، "محمد عابد قصاب"، "خالد الحافظ"، وسبعة ذاكرين: "فواز باقر"، "ابراهيم الحاج"، "محمد أمينو"، "طارق السيد يحيى"، "محمد حلوبي"، "بشار السيد"، "ابراهيم مسلماني".