من خبز التنور انطلقت "ندى القضماني" التي كانت من أوائل المكرمات بعيد الأم من قبل السيدة "أسماء الأسد" لهذا العام لتؤسس لمشروع استراحة أسمتها "العفير" حققت النجاح وزرعت الأمل لديها لتكون نواة لمطعم شامل تديره وأسرتها، وبات مقصد الأهالي ومكانهم المحبب للسهرات، وليتفرع عنه مطعم جديد يحمل الصفات نفسها أخذت معالمه تتضح في منطقة مميزة بجوار قرية "قنوات".

موقع eSuweda زار الاستراحة للاطلاع على مشروع لسيدة تعاونت وأسرتها لخلق نوعٍ جديدٍ من العمل يلتقي مع ملمح تراثي لكونه يقدم منتجات القمح الصافي الذي تتصف به هذه المنطقة منذ القدم.

أنا خريج معهد كهرباء ولم أجد العمل المناسب ومن خلال الإعلانات تعرفت على الاستراحة وتقدمت للعمل وهي فرصة جيدة بالنسبة لي أغنتني وغيري من الشباب عن الخروج لخارج المحافظة للحصول على عمل، خاصة أن العمل سهل ومريح نكتسب من خلاله الخبرة وبشكل عام فقد شجعت كثر على العمل لأنه مشروع واعد ونتوقع له التطور

ويعبر زوار الاستراحة عن ميزة المشروع التي جعلته الأكثر جذباً للزوار من خلال نوعية محددة من الأطعمة المرغوبة، هذا ما حدثنا به السيد "ناصر جعفر" صاحب مكتب عقاري وقال:

ناصر جعفر من زوار الاستراحة

«أنا من مدينة "شهبا" وقد تعودت وأسرتي على زيارة المكان إما لتمضية أمسيات هادئة أو شراء الفطائر العربية التي تعدها السيدة "ندى"، لكون هذه الفطائر والخبز العربي ميزة جعلت من هذه الاستراحة الأكثر تميزاً على مستوى المحافظة، ففي مواسم الربيع والصيف تلاحظ حجم الإقبال على المكان الذي أخذ يتطور بشكل لافت من حيث ترتيب المكان وتنويع الأطعمة، ليكون من ضمن مجموعة هامة من المطاعم التي يتمكن للزائر فيها من تمضية أوقات سعيدة تجتمع فيها الأسرة والأصدقاء.

مشوار طويل ذاك الذي كانت ثماره هذا المشروع تحدثت عنه "ندى القضماني" بفرح لأنه اليوم يضاهي حلما رسم في الخيال وتحول بالعمل إلى واقع وقالت:

الاستراحة من الخارج

«أكثر من خمسة عشر عاماً عملت من خلالها بخبز التنور والفطائر وقد وفقني الله وأسرتي، وحالفنا النجاح لنحسن ظروفنا وننطلق لتأسيس هذا المشروع الذي بات محور اهتمامنا، ولم نكن لنتخلى عن عملنا الأساسي بالخبز، اليوم أتابع وزوجي وولداي اللذان أنهيا العمل في الغربة ليساعداني في إدارة هذه الاستراحة التي تتسع لما يزيد على 250 كرسيا ولنضيف للفطائر والخبز العربي مأكولات أخرى تساهم إلى حد بعيد في زيادة عدد الزوار وجعل هذه الاستراحة بمستوى يضاهي المطاعم الكبرى.

فأنا وزوجي وأولادي ننظم العمل إذ أقوم بمتطلبات الخبز وإعداد الفطائر ليكون لكل عمل موعده المحدد وطريقته ومتطلباته، فهناك طريقة ثابتة اعتمدها وشعرت برضا الزبائن عنها واحرص على تحضيرها بنفسي ضمن الكميات التي تستهلك بشكل يومي، ويتابع زوجي عملية انتقاء اللحوم والخضراوات وكافة المستلزمات التي نحضرها من الأسواق، ولأننا نعمل بمشروع يعتمد على الغذاء فهناك شروط صحية ونوعيات محددة نتعامل معها، لتكون الأغذية صحية وسليمة وتحت المراقبة الدائمة وهي مسؤولية نتحملها بارتياح لأننا تدربنا على هذا العمل، وفي كل يوم نضيف معلومة جديدة ونستعين بأهل الاختصاص لضمان تحقيق الأفضل، في الوقت الذي يشرف أولادي الذين تخلو عن العمل في الخارج لمساعدتي وهم اليوم يعملون على تنظيم الصالات والعمال الذين يساعدوننا في الخبز والتقديم واستقبال الزبائن.

السيدة ندى وزوجها ناصر العفير وابنها ماهر بجانب صاج الخبز

فنحن بشكل دائم بحاجة لعدد كبير من العمال قد يتجاوز في بعض المواسم العشرين عاملا وعاملة منهم من يعملون بشكل دائم والباقي بشكل متقطع، فقد حرصت على أن يساعدنا عدد من العمال لنتمكن من تقديم فرص عمل جديدة خاصة للسيدات والفتيات اللواتي يحتجن العمل وهذا ما يتماشى مع حاجة المجتمع خاصة أن هذا العمل لا يحتاج لشهادات علمية».

السيد "ناصر العفير" زوج السيدة "ندى" الذي ساندها وساعدها ليصبح مشروعها مشروع الأسرة وليكون بداية لعدد من المشاريع اعتمدوا في تطويرها على مهنتهم الأساسية، وليكون رأس المال عبارة عن قروض داعمة ساهمت في تطوير العمل قال:

«كانت خبرة زوجتي بالخبز العربي المرتكز الأساسي لعملنا وكانت استراحة "العفير" تجسيد لنجاح العمل ولم نكن لنمتلك كامل رأس المال لتأمين متطلباته فقد لجأنا للمصارف العامة والخاصة، وحصلنا على أكثر من قرض وفرت رأس مال جيد، وقد حرصنا على استثمار المبالغ بشكل مدروس ينسجم مع إمكانياتنا العملية والمالية، وعندما لاقت الاستراحة النجاح وكان موسم العام الفائت موسم جيد وبداية موفقة، حرضتنا على تطوير العمل اليوم أدخلنا تصميما جديدا للاستراحة وأضفنا قوائم طعام جديدة وكل ما يلبي احتياجات الزبائن في هذا الموسم إلى جانب الإعداد لإنشاء فرع جديد على الطريق الواصل بين قريتي "قنوات" و"سليم" في منطقة حراجية، لأن نجاح الاستراحة عزز خبرتنا وخلق فرصة عمل مناسبة لأسرتنا بالكامل».

ومن الشباب الذين وجدوا العمل من خلال هذه الاستراحة "طالب حماد" حيث حدثنا بقوله:

«أنا خريج معهد كهرباء ولم أجد العمل المناسب ومن خلال الإعلانات تعرفت على الاستراحة وتقدمت للعمل وهي فرصة جيدة بالنسبة لي أغنتني وغيري من الشباب عن الخروج لخارج المحافظة للحصول على عمل، خاصة أن العمل سهل ومريح نكتسب من خلاله الخبرة وبشكل عام فقد شجعت كثر على العمل لأنه مشروع واعد ونتوقع له التطور».

يذكر أن استراحة "العفير" تتوضع على طريق "دمشق"- "السويداء" في المنطقة الواقعة بين قريتي "عتيل" و"سليم" ويشرف على هذه الطريق مباشرة، وهو أحد الأمكنة التي زارها السيد الرئيس خلال زيارته لمدينة "السويداء" وهنا تعرض عدد من الصور التذكارية لهذه الزيارة التي حملت الدعم والتشجيع لكل السيدات اللواتي يخترن العمل لبناء حياة أفضل لأسرهن وللمجتمع.