من الشعر إلى القصة راح الجمهور يتنقل بين حرارة الأول وتسلسل الثاني، يربط بينهما تناغم مضطرب، ففي الشعر تجولت الكلمات بالحضور لتأخذهم إلى أجواء من التفاعل والفتور حسب ما تعلو الوتيرة أو تنخفض، أما القصة فغارت عميقاً في أسبار الخيال لتُخرج الرؤى الكامنة في جحر الزمان، لكن بين هذا وذاك طفت على السطح مواهب صغيرة تحاول جاهدةً أن تجد لها مرسى على شواطئ الأدب.

بتاريخ 5/4/2011 وبدعوة من فرع اتحاد الكتاب العرب في "الحسكة" أقيمت أمسية شعرية وقصصية، موقع eHasakeh حضر الأمسية والتقى بدايةً الشاعرة "سارة عبد العزيز الناصر" فقالت: «تعتبر مشاركتي اليوم هي التجربة الأولى من نوعها بالنسبة لي، لقد كانت أمنيتي أن أشارك بأكثر من نوع أدبي، لكني آثرت الشعر على المواهب الأخرى، لا لشيء لكن فقط لأنني أجد نفسي في الشعر، فالشعر بالنسبة لي مطية مطاوعة أستطيع أن أسافر بها وقتما أشاء وأينما أشاء، جاءت مشاركتي في الأمسية من خلال ثلاث قصائد، كانت القصيدة الأولى عبارة عن البوح بمشاعر لفلسطين عنونتها بـ "نداء شهيد"، فالقضية الفلسطينية تعتبر الملهم الأول وأكاد أقول الأوحد لكل الشعراء، وهي تتحدث بحزن عن الواقع الذي يعيشه أهلنا في الأرض المحتلة، تطرقت في القصيدة إلى ألم الأمهات الثكالى اللاتي فقدن أبناءهن، كما جسدت صرخات الفزع والخوف التي يطلقها أطفال فلسطين، وتطرقت في نهاية القصيدة لنعمة الأمن والأمان التي نعيشها في بلدنا الحبيب "سورية"، أما القصيدة الثانية فكان عنوانها "قلبي يخون"، وقد تحدثت القصيدة عن لسان الرجل المعسول في وصف الحبيبة، وكيف أنه يجعل من الكلمات المنمقة جسراً يعبر من خلاله إلى قلب الحبيبة، القصيدة الثالثة كانت بعنوان "رحيل"، حيث جسّدت الحالة بحرارة اللقاء وألم الرحيل، عموماً أتوجه بالشكر لكل من ساهم في الحضور والتشجيع».

أسعدني جداً أن أحضر هذا التنوع الجميل في الأسلوب، والذي تميز به كل قاص من غيره في تناول إبداعه القصصي، لمست محاولات جادة في اكتساب الأدوات الفنية والتمكن منها عند كل واحد من القاصين، حيث قدم كل قاص موضوعه بقراءة واضحة متمكنة، تختلط بالأسلوب الشاعري الذي يجذب انتباه المستمعين، وتهيئ المستمعين لتقبّل ما يبوح به من معاناة، كانت هذه الأمسية لفتة جميلة من اتحاد الكتاب العرب والمركز الثقافي، نتمنى أن يستمر هذا التعاون في المستقبل

القاص "داوود الفريح" قال: «حصدت الجائزة الثالثة في مسابقة "الجولان" للإبداع الأدبي لعام 2010، أنا فخور بهذه الجائزة التي تضاف إلى رصيدي من الجوائز الأدبية، حيث تقع على عاتق الكتَّاب والأدباء مهمة الدفاع عن الوطن والمقاومة الثقافية، أتقدم بالشكر الجزيل لمديرية الثقافة في "القنيطرة"، ونتمنى على وزارة الثقافة دعم الأدباء الشباب عن طريق إقامة المسابقات والأمسيات في كافة المحافظات والعمل على طبع مخطوطاتهم، ونتساءل أين هي مسابقات الوزارة للأدباء الشباب؟ كما أتقدم بالشكر الجزيل لفرع اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة في "الحسكة"، على كل ما قدموه لنا».

القاص داوود الفريح

الكاتبة "خنساء إبراهيم" قالت: «كانت الأمسية جميلة بكل المقاييس إذ كانت مقامة على شرف القاصين الذين فازوا في مسابقة "الجولان"، كانت أمسية اليوم فرصة جيدة لنستمع لأقلام واعدة وجديدة، كان مستوى القصص المقدم مستوى محترفا خصوصاً القصة التي قدمها "عبد الغني إبراهيم"، القصائد أيضاً كانت جميلة وقد حملتنا مسؤولية نحن كأصدقاء الثقافة، للبحث في قضية كنا قد طرحناها سابقاً، وهي وجود مؤسسات ترعى الإبداعات الجديدة، الجمهور كان جميلاً وقد سعدت بالوجوه التي ترتاد المركز هذه الأيام، والتي تعبر عن جمال الحياة الأدبية في محافظة "الحسكة" وأصالتها».

الشاعر "معشوق حمزة" قال: «أسعدني جداً أن أحضر هذا التنوع الجميل في الأسلوب، والذي تميز به كل قاص من غيره في تناول إبداعه القصصي، لمست محاولات جادة في اكتساب الأدوات الفنية والتمكن منها عند كل واحد من القاصين، حيث قدم كل قاص موضوعه بقراءة واضحة متمكنة، تختلط بالأسلوب الشاعري الذي يجذب انتباه المستمعين، وتهيئ المستمعين لتقبّل ما يبوح به من معاناة، كانت هذه الأمسية لفتة جميلة من اتحاد الكتاب العرب والمركز الثقافي، نتمنى أن يستمر هذا التعاون في المستقبل».

خنساء إبراهيم

الشاعر "منير خلف" قال: «لست بناقد لكنني على يقين أن الأسماء الثلاثة وغيرها في مدينة "الحسكة"، كـ"فاضل عبد الله ومحمد العجيل ووجيهة عبد الرحمن"، استطاعت أن تثبت أصواتها بجدارة من خلال الصدق الذي تتحلى به، حاولنا في فرع اتحاد الكتاب العرب وبالتعاون مع مديرية الثقافة، أن نقيم أمسية تكريمية لهذه الأصوات القصصية، هذه الأصوات التي حصدت جائزة الجولان لتحملها إلى "الحسكة"، لقد برهن القاصون "عبد الغني المحمد، داوود الفريح، إبراهيم الخليف"، أنهم من الشتلات الواضحة الخطا على خارطة الإبداع، أتمنى دوام التقدم والإشراق للجميع، وأنا على يقين أيضاً أن قادمات الأيام ستتضمن الاحتفاء بهم وبغيرهم؛ من الذين عرفوا كيف يتعاملون مع جمر الإبداع، ويحرقون فلذّات أقلامهم لينيروا العتمة أمام الذين يحلمون برغيف الأمل والمحبة والحلم».

ميساء عبد العزيز الناصر