شجر وماء وخضار، واطفال صغار يتجولون ويلعبون "الغميضة" فرحين يحلمون بغد جديد، حيث ترى خلال جولتك في بساتين "عين الفيجة" الناس مجتمعين يرددون أغاني الحب والحياة والوطن وهم في سيران بين احضان الطبيعة.
موقع "eDamascus" جال في "عين الفيجة بين المتنزهين" وكان لنا اللقاءات التالية.
من أعداد الناس الكبيرة في المنتزه مع أن اليوم يوم دوام فهو مؤشر صحي في "سورية" بخروجهم للتنزه بأمان واستقرار واستعداد للحياة
"مأمون علي الكردي" من "الديماس" يبلغ من العمر خمسين عقداً يقول: «أحب أن أزور تحديداً وبشكل مستمر مقهى "نبع الفيجة" لأنعم بالجلوس جانب النبع، ويسعدني كثيراً الجو العائلي الموجود فيه، إن السيران صار أفضل من الأول وذلك لاختلاف الحالة الاقتصادية للناس وتحسنها».
ويصنف الأماكن السياحية التي يحب التردد عليها فيضع "عين الفيجة" في بداية القائمة ثم "بلودان" ويفضل السيران الشعبي الذي تتم طقوسه في المَدَّة على الأرض والقيام بأعمال الطعام من قبل المتنزهين أنفسهم في "سرغايا".
ويضيف "السيد مأمون": «إن التنزه مفيد للراحة النفسية، وذهاب تعب الأسبوع كله مع زوجته وأولاده ووجودهم يشكل راحة نفسية، كما أن السيران اختلف عن البداية ففي السابق كان يأتي المرء ويجلس تحت شجرة ما ويفترش الأرض، أما الآن فأصبحنا نأتي إلى المطاعم، وكما تمتاز مطاعم "عين الفيجة" بشعبيتها الكبيرة وحرصها على تأمين الراحة للزبائن».
الأستاذ "سميح عبد الرحيم خوام" في الستين من العمر قال عن أجواء التنزه: «أنا وزوجتي موظفين وفي كل جمعة أستعين بسيارتي التي تسهل لي الأمر، فنذهب أحياناً إلى "عين الفيجة" وأحياناً إلى "الغوطة" وإلى "طرطوس" حيث البحر، فطقوس السيران نقوم بها منذ خمسين سنة عندما كنا أطفالاً كنا نذهب مع أبي وأمي وإخوتي الخمسة ونجلس بسيران في المناطق الجبلية ويأخذ لنا أبي الصفيحة واللبن ونجلس للأكل على الأرض، ولعبة كرة الطائرة ترافقنا بالسيران عندما كنا أطفالاً، فالسيران فرصة استراحة المحارب كما يقولون من عناء الأسبوع وتعبه وكده».
أما السيد "إبراهيم إبراهيم" موظف متقاعد من مدينة "حماة" فأعرب عن سعادته بلقائنا وجمال بلدنا وهدوئه والمناظر الخلابة والجميلة في "عين الفيجة" والمريحة للناس حيث يعيشون بجو جميل وهادئ وهو يأتي إلى "دمشق" بشكل متكرر، ويرتاد مكان التنزه في "عين الفيجة" منذ حوالي ثلاثين سنة، ويقول: «من أعداد الناس الكبيرة في المنتزه مع أن اليوم يوم دوام فهو مؤشر صحي في "سورية" بخروجهم للتنزه بأمان واستقرار واستعداد للحياة».
"ماهر نامي" تاجر من "دمشق" يجلس على طاولة قرب النبع مباشرة يفضل قضاء نزهاته في المناطق الجبلية لجمال أجوائها وطبيعتها، ويقول: «من أهم الطقوس التي نتناولها في السيران تناول الوجبات والمقبلات الشامية الشهية، كما يلعب الأطفال بالألعاب، والتلذذ بهذا المشهد البصري الجميل لـ"نبع الفيجة"».
أما من "الأردن" فالتقينا السيد "عبد الله سعد المحمود" وهو يسافر بين "السعودية" و"سورية ومتزوج من "دمشق" يقول: «إن سورية بلدي الثاني ويعجبني الأمان الموجود فيه وأحب المناطق السياحية كلها في "دمشق" وأزور "عين الفيجة" و"عين الخضراء" بشكل متكرر».
أما زوجته "وداد الصواف" من "دمشق" فعن السيران بين "دمشق" وغيرها تعبر بكل بساطة أنها لا ترتاح إلا هنا وهي تشعر بأنها في بيتها أينما جلست، وهي ترتاد مع أهلها "عين الفيجة" منذ نعومة أظفارها، وتسعد لسعادة أولادها في السيران، وتكرر هذا في الأسبوع عدة مرات، والاخضرار والماء هو عنوان جمال المكان لديها، وتفضل من الأطعمة الكبة والتبولة واليالنجي والمشاوي.
من الجدير بالذكر أن هذه الجولة تمت مع غروب الشمس في منتزهات "عين الفيجة" والتقطنا الصور المرفقة بنفس الوقت.