يقع خان "السفرجلاني" على مقربة لا تتجاوز الـ50 متراً من البوابة الجنوبية للجامع الأموي والمطلة على "سوق الصاغة" القديم، وهو مبني على الطراز المعماري العثماني الذي اشتهر في بلاد الشام والمعروف بـ"الأبلق".
موقع eSyria زار الخان الذي يجهل معظم شاغليه تاريخه وأهميته، وأجرى حوله جملة من الأحاديث والتي كان أولها مع الشاب "عبد الهادي عنان" طالب جامعة ويعمل في محل بيع "الأنتيك" في صدر الخان، حيث قال: «يصل عمر خان "السفرجلاني" لحوالي 300 سنة، أي منذ فترة الحكم العثماني لسورية، ويوجد فيه حالياً مجموعة من المهن القديمة والتقليدية، (عمل القباقيب، عليقات الملابس، الشرقيات (الأنتيكات)، مكاتب، بائعي ذهب، وبائعي القهوة والشاي والأمور الخدمية الأخرى)، فيه تقريباً 12 محلا في الطابق السفلي، موزعة على طابقين وممر بمساحة 600 متر مربع تقريباً، والأماكن كلها مخدّمة، يوجد أيضاً الباحة الرئيسية فيها بحرة قديمة، وثلاث قبب مفتوحين وهي عبارة عن فتحات سماوية».
أنا أعمل في هذا المكان منذ حوالي الأربعين عاماً، لا أعرف الكثير عن تاريخه، وما أعرفه أنه بناء عثماني
أما السيد "محمد بشير- أبو بشير" والذي يعمل فيه بتصنيع القباقيب فقد قال: «أنا أعمل في هذا المكان منذ حوالي الأربعين عاماً، لا أعرف الكثير عن تاريخه، وما أعرفه أنه بناء عثماني».
وقد أورد السيد "عماد الأرمشي" باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة "دمشق":
«يقع خان "السفرجلاني" أو "السفرجلانية" داخل أسوار مدينة "دمشق" القديمة في "سوق الصاغة" القديمة بجانب "سوق السلاح" القديم على الجادة الواصلة بين الجامع "الأموي" من الجنوب الغربي الى سوق "البزورية" وقصر "العظم"، يحده جنوباً خان "الصدرانية"، ويحده شرقا قصر "العظم" يفصل بينهما زقاق "الحمراوي" ويحده شمالاً البيوت العربية والمحال التجارية، ويحده غرباً "سوق السلاح" و"سوق الصاغة"».
وتابع: «كان يباع فيه منذ عهد قريب كافة أنواع البضائع وخاصة بعد صلاة الجمعة بالأموي حيث يتوافد عليه المصلون بعد صلاة الجمعة لشراء حاجياتهم من البضائع المختلفة».
كما أضاف: «وخان "السفرجلاني" هو من خانات العهد العثماني والبالغ عددها بتلك الفترة حوالي مئة وتسعة وثلاثين خاناً.. لم يبق منها إلا القليل، ويعود تاريخ إنشائه بحسب المصادر التاريخية الى عام 1757 إبان فترة ولاية الوالي العثماني مكي زاده حسين باشا 1757ـ 1758 للميلاد الذي تسلم ولاية الشام بعد الوالي أسعد باشا العظم في سوق السلاح، وهذه تسمية قديمة لما يباع فيه من السيوف والخناجر والرماح، وتمت توسعته عام 1008 للهجرة الموافق 1599 للميلاد إبان العصر العثماني.. هذا ما ورد في اللوحة الزرقاء المثبتة على جدار باب الخان والتابعة لأمانة العاصمة في "دمشق"».
وعن الجانب المعماري ورد: «يتألف الخان من بوابة حجرية جميلة على شكل قوس هو هيكل الباب الخارجي مبني من الحجارة البيضاء والسوداء الأبلقية ويحيط به قوس ذو رسوم قوسية هندسية مرسومة حول حجارة القوس بالكامل، أما الباب فيتألف من مصراعين كبيرين من الخشب، يوجد بجانب باب الخان لوحة حديدية حديثة ذات لون أزرق تابعة على ما يبدو لدائرة الآثار ما نصها منطقة "دمشق" القديمةـ حي "القيمرية"ـ زقاق "سوق السلاح"».
وتابع عن العمارة: «أما بناء هيكل الخان الداخلية فهو مبني من الحجارة الأبلقية كمعظم الخانات، فهو يأخذ الشكل المستطيل، وله دهليز ضيق مزخرف بعقدين وثلاث قباب مفتوحة الذرى وصولا إلى باحة الخان السماوية ويبلغ مساحتها حوالي خمسة أمتار مربعة، أما غرفه فتحيط بالممر الصغير المستطيل الشكل والذي يضم 12 مخزنا مختلفاً تستعمل لصنع وبيع الأحذية بالجملة وتصنيع القباقيب وأدوات المطبخ والحمامات وكافة أنواع العطور. وكذلك غرف الطابق العلوي فهي ملحقة بالغرف السفلية».
وأخيراً يوضح السيد "عماد الأرمشي": «جرى توثيق الخان بالنص والصورة عام 2006 ضمن المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم خان "السفرجلاني" في كتاب العمارة والمجتمع العثماني في مدينة "دمشق" بالقرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين للباحثين الألمانيين "ويبر" و"ستيفان" تحقيق البروفسور "جودرن كريمر" والبروفسور "دورثي ساسك". الموجود والموثق في جامعة "برلين" بألمانيا».
والجدير ذكره أن السيد "عماد الأرمشي" اعتمد في كل ما تقدم به عن "خان السفرجلاني" على المراجع:
ـ حوادث "دمشق" اليومية للشيخ "أحمد البديري الحلاق الدمشقي".
ـ روائع التراث في "دمشق" للدكتور "عبد القادر الريحاوي".
ـ موقع وزارة السياحة السورية- خانات "دمشق".