"منارة دمشق" هذا الاسم الذي تم التوافق عليه للعمل النصبي الذي أقيم في منطقة "باب توما"، والقائم على الجزيرة المقابلة لحديقة "خولة بنت الأزور" بين الجهات التنفيذية لهذا المشروع إضافة إلى محافظة مدينة "دمشق" والذي يحمل في طياته بعداً ثقافياً وتاريخياً مرتبطاً بالواقع الحضاري للمدينة، وبرؤية تتكئ على الموروث وتنطلق به نحو الحداثة.
موقع eSyria كان في موقع النصب وسجل مع الشابة "سهام علي" التي قالت: «المنارة قدمت إضافة جمالية للمكان، وأهم ما في هذا العمل هو ربط الماضي بالحاضر وفق رؤية معاصرة مرتبطة بمفاهيم حداثية، وأنا بفارغ الصبر أن أراه في حالته النهائية وهو يقوم بدوره الوظيفي».
المنارة قدمت إضافة جمالية للمكان، وأهم ما في هذا العمل هو ربط الماضي بالحاضر وفق رؤية معاصرة مرتبطة بمفاهيم حداثية، وأنا بفارغ الصبر أن أراه في حالته النهائية وهو يقوم بدوره الوظيفي
أما السيد "نادر بعيرا" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "دمشق"، فقد قال: «لقد ورد ذكر هذا العمل في المحاضر الرسمية الأولى باسم "السارية" تارة، و"النصب" تارة أخرى، وأخيراً تم التوافق على أن يكون اسمه "منارة دمشق" للدلالات التي يحملها العمل، إضافة إلى الدور الوظيفي الذي يمكن أن يقوم به، وهو إطلاق ضوء ليزري من أعلى المنارة يشاهد من دائرة نصف قطرها يصل إلى 20كم، ويدل على مكان وجودها في دلالة رمزية لمكانة "دمشق" في التاريخ والحاضر.«
وأضاف د. "مأمون الورع" مدرس في كلية هندسة العمارة، وعميدها السابق: «في الحقيقة لا نستطيع تسميتها "منارة"، هذا نصب تذكاري عملي، الفكرة منه أنه يمثل أبواب "دمشق" السبعة، كل باب له رمزه الخاص به من الأمام، أما من الخلف فهو عبارة عن دهان بالطينة المستعملة في "دمشق" القديمة، مع أجراس تمثل كل الخلفاء الأمويين صغيرهم وكبيرهم الذين مروا على مدينة "دمشق"، العمل بشكل عام تأكيد على نهاية محور الحديقة بشكل قوي وخلفه الحديقة التي تعطيه بعده، العمل نحتي ممتاز وفيه فكرة بناءة جميلة جداً، وهو مرهف جداً بحيث أحسه يطير في الهواء رغم أنه على العامود، الأجراس الموجودة يمكن أن تهز مع الرياح وتعطي أصواتاً معينة، وهناك منبع من الضوء يعطي ضوءاً في الليل، وجزء الموزاييك الذي يمثل الأبواب السبعة سينار بشكل معين في الليل، وفي الأسفل البحرة، وأنا أجد النصب جميلاً ومتناسب مع الموقع الموجود فيه، ونهاية لمحور يحكي عن حقبة وفترة معينة من "دمشق" برؤية حديثة معاصرة تجمع الماضي بالحاضر، فيه فكرة قوية ومختلفة».
مصمم العمل "المنارة" الدكتور "عبد الناصر ونّوس" مدرس في كلية الفنون الجميلة، والذي تحدث: «دورنا ككلية فنون جميلة بالمشروع بشكل عام، تقديم رؤية بصرية للمشهد العام لمنطقة "باب توما" والمساهمة في تقديم لوحات دلالة وإرشاد عن المناطق السياحية الموجودة داخل سور "دمشق" ومحيطها للسائح المحلي والأجنبي، ضمن مفهوم يملك من الحداثة ويملك من النموذج والمعيار العالمي المعترف عليه في "اليونسكو"، وطلابنا قدموا لوحات دلالية، صمموها ونفذوها بطريقة معتمدة من "اليونسكو" ومسموح باستعمال كافة موادها داخل الأماكن الأثرية، وأيضاً قاموا بتوثيق المرحلة كلها من خلال صور فوتوغرافية ومن خلال التصوير الضوئي والرسم المباشر على اللوحة لتجسيد مراحل ما قبل المشروع وما بعده، وقاموا بتنفيذ معرض مرافق يوضح قيمة المشروع وهدفه».
أما السيد "بسام أبو عسلي" صانع شرقيات ونحاسيات، وهو المسؤول عن الجانب التنفيذي للنصب "المنارة" يقول: «نحن نفذنا النحاس الموجود و"الاكسسوارات" والرموز والساعة، ولوحة الإعلان الموجودة "المنارة"، مع كل ما يتعلق بالشلال والمياه، هذا ما نفذناه، المواد المستخدمة كلها من النحاس الأصفر، نفذناه من النحاس الأوروبي "البلص"، الحمالات وأجراس،والرموز الموجودة في الواجهة، إضافة إلى قواعد البرج والحنفيات لشلالات المياه، مصمم العمل الدكتور "عبد الناصر ونّوس" فكرته وتصميمه وإشرافه، ونحن نفذنا الجزء الخاص بالنحاس».
ثم أضاف معلومات تفصيلية عن "المنارة": «العمل كله ارتفاعه 14 متراً و40 سم، القاعدة حوالي مترين عبارة عن شلالات درجية مؤلفة من ثلاث درجات مع بحيرة محيطة، والعمل فوق البحيرة 12 متر و40سم، يتضمن ساعة ميقاتية نظامية، سيكون لها دور برأس السنة الانتقالية، تعطي طنين خاص بكل ساعة مع إنارة وإنارة ليزرية، باقي رموز الأبواب السبعة الموضعة على الزجاج، الواجهة الأمامية كلها من الزجاج وبداخل كل صندوق زجاجي خمس ألوان من الزجاج، مع الإنارة تعطي ألوان مختلفة للأبواب الخارجية، الأجراس أربع أنواع كل نوع سبع أجراس ترمز لأبواب الشام السبعة، الجانبين الأيمن والأيسر يوجد في كل واحد منهما 28 جرس، الخلفية فيها 14 جرس، وفيها خيط عربي ورموز دمشقية، مشغول أيضاً من النحاس، كل العمل له ارتباط بـ"دمشق" القديمة ومشغول من الطينة الكلسية التي كانت تستخدم للبيوت فيها، والأخشاب التي تكون بارزة دائماً من السطوح، من خشب الحور، ومطعمة بالنحاس، هذه الفكرة تربط ما بين الحداثة والقدم».
والجدير ذكره أن هذا العمل قد قام بتنفيذه الإتحاد الوطني لطلبة سورية ضمن المشروع الذي قاموا به في تجميل وتأهيل المنطقة الواقعة بين "باب توما" و"باب شرقي".