لرجال بوادي الفرات زيهم الخاص، ولا يزالون يحافظون عليه في المناطق الريفية، كما أن هناك أسواقاً خاصة لبيعه في المدينة. eSyria التقى السيد "راغب أحمد الرزج" من سكان قرية "سعلو"، وهو لا يزال يرتدي الزي التقليدي لأبناء الفرات، وعن الأسباب التي تدفعه للاستمرار بارتداء هذا الزي، أفادنا بالقول:

«أحافظ على ارتداء زي الآباء والأجداد لأنه لايزال لباس الخروج في قرى وادي الفرات، ولأنه كلباس مريح، فالمحرمة والعقال مثلاً تقي من حر الصيف وبرد الشتاء، ولهذا اللباس قيمة معنوية خاصة فهو أشبه برمز للمحافظة على قيم الأصالة والتراث».

كان لهذه المهنة جمهور واسع اغلبهم من البدو وكان لها سوق خاص

كما التقينا الباحث "عيدان العمران" والذي شرح بشكل مفصل الأجزاء التي يتكون منها زي الرجل في منطقتنا، بقوله: «يلبس الرجال ألبسه خاصة، ونسمّي بعض الألبسة التي نعرفها بتسمياتنا المحليّة المتوارثة في منطقتنا فللرجال:

نماذج من الفروات المعروضة للبيع

الشاليّة: وهي من النوع الخفيف في نسجه والثقيل في قيمته وتلبس في الصيف.

"الفروة": وتصنع من جلود الخراف وكلما كان جلد الخروف صغير في العمر كانت قيمة الفروة أكثر وتلبس للدفء والزينة وهناك نوع يسمى "كبّاشيّه" وهي من جلود الأغنام الكبيرة وتستخدم للمنام كغطاء.

الإبطية- مصنوعة من فرو أغنام طبيعي

"الدرّاعة": وهي من القماش الثقيل المطرز وهي بمثابة السترة الحالية.

"الزبون": وهو مفتوح من الأمام، ويربط مع بعضه بخيط وفي نهايته من عند الأكمام له شلاحيّات واسعة تربط مع بعضها وتوضع على الظهر وعلى الأغلب من الحرير وكانوا يطلقون عليه تسمية "زبون أبو رويشه"

أما لباس البدن للرجل "القصيرة" وتسمى أيضاً "القميص".

"الصاية": وهي ثوب مفتوح من الأمام له أكمام طويلة أو قصيرة وتلبس هذه الصاية فوق القصيرة، وظلت موجودة في ريف "دير الزور" حتى وقت قريب.

"المحزم": وهو الذي يتزنر به الرجال ويكون إما من الصوف وله عدة ألوان، أو من "الساتان" أو "الشاش".

"البدن": وهو زبون أزرق طويل يتم ارتداؤه فوق الثياب ويكون فضفاضاً يمكن أن يحل محل "الجاكيت" أو العباءة.

"السروال": وهو من الخاصة أو الخام له "تكة".

"شروال": يلبس فوق "الشروال" العادي، وفوق القميص بالشتاء وله جيوب من جانبيه.

"خرقة": وهي جبة من "الساتان" أو الحرير ذات بطانة رقيقة تلبس في الصيف، ولها فتحات بدلاً من "الجيوب".

"الدامر": وهو القطعة التي تلبس فوق الثوب أو الزبون، وقد يكون من "الساتان" أو الجوخ، وله جيوب، يسمى في ريف "دير الزور" "قطش".

"إبطية": تشبه السترة أو الدامر ولكنها أوسع منها وذات أكمام قصيرة وقد تطرز بالقصب ويكون لها بطانة، وجيوب.

"المقطنية": وهي معطف يلبس فوق الثياب ويلبسه الرجال والنساء على حد سواء.

ومن ألبسة التي يذكرها "الديريون" "البشت"، والذي عرفه الباحث التراثي "عبد القادر عياش"، وذكر لنا المصادر التي يأتي منها أنواعه المختلفة بالقول: «هو عباءة من الصوف الأبيض غسل ونسج "دير الزور" كان قصيراً وله أكمام يسمى "عفري" نسبة إلى بلد "عفر" العراقية وهو أول ما لبسه الرجل "الديري" من أنواع العباءات فوق ثيابه، لا يزال يصنع في البلد واسمه "بشت" اقتصر ارتداؤه على الحمالين وبعض القرويين، وكانت تأتينا من العراق عباءات حرير بيضاء وملونة يلبسها الرجال والنساء.

"البشت السلموني" كان يصنع من القطن والليف يأتينا من "حلب" يلبسه الحمالون والحطابون، وصارت تأتينا من العراق أنواع من العبي الصوفية "كالكسعدونية" و"اللومية"، وهي أنواع رديئة تصنع لتدفئة الخيل في الشتاء، وعباءات "كصاصة" و"قروانية" من "القريتين" و"حساوية" من "الحسا" وكانت تأتينا عباءات حرير سميكة غالية الثمن من لونين وعباءات "الوبر" و"النايل" السوداء والشقراء والبنية وتلبس في الشتاء وهي مع عباءات الجوخ أفخر أنواع العباءات ويحتفظ كثير من الرجال بعباءة "نايل" في بيته يلبسها عند اشتداد البرد فوق ثيابه».

كما كان الوضع المادي للرجل دور في نوع اللباس الذي يرتديه، إذ يخبرنا السيد "عواد المحمد" وهو من ناحية "موحسن" حول ذلك بالقول: «في الماضي لم يكن لدى الأهالي الدخول الثابتة التي يتقاضاها الناس الآن من العمل الوظيفي، فترى من ليس له محل في السوق أو أرض في الريف أو أي مورد ما آخر يعاني جداً في الحصول على الدخل الكافي له ولأسرته والتي غالباً ما تكون كثيرة العدد لذا نرى هذه الشريحة من الرجال لا تملك سوى ثوب واحد بسيط مع محرمة وعقال أو طربوش "حسب ما تعود الشخص"، مع سترة أو عباءة واحدة لفصل الشتاء، أما الرجل الثري فيشاهد لديه مجموعة واسعة من الألبسة الصيفية والشتوية بألوان مختلفة، وكذلك الأمر بالنسبة لأغطية الرأس إذ قد يتخير "المحرمة" المناسبة لكل زي لديه».

أما عن استمرار ارتداء هذه الأزياء في الوقت الحاضر، فلم يعد الأمر كما كان عليه بحسب ما شرح لنا السيد "عبد الحليم جنيد" من أهالي "دير الزور" بقوله: «بالنسبة لارتداء الثوب أو ما يعرف "بالكلابية" في "دير الزور" كلباس للخروج فقد أصبح مقتصراً على الرجال في الريف بالدرجة الأولى، وقد يرتديه الناس للخروج في المدينة ولكن دون غطاء رأس إذا أن المحرمة والعقال أصبحت محصورة في ريف "دير الزور"، وبالنسبة "للطربوش" فقد انقرض حالياً ولم يعد أحد يلبسه منذ سنوات إذ إن الذين لبسوه في العقود الثلاثة الأخيرة هم بضعة أشخاص من المعمرين فقط».

وبالنسبة لما يعرف في "دير الزور" "بالفري" ومفردها "فروة" فلا يزال هناك بعض المحال التي تصنعها ولكنها صناعتها تراجعت عن العقود الماضية كثيراً، وذلك بحسب ما حدثنا إذ يقول الفراء "محمد أمين الحَرَشَ" وهو صاحب محل لصناعة وبيع الفراء في السوق المقبي في "دير الزور": «كان لهذه المهنة جمهور واسع اغلبهم من البدو وكان لها سوق خاص».

وللفراء أسعار بحسب جودتها إذ يضيف "الحرش" قائلاً: «هناك عدة أنواع "للفري" فهناك "فروة" راعي الغنم أو ذات الصوف الطويل، أما لباس عامة الناس فهي "الفروة" ذات السعر المتوسط أو "صوف متوسط أو قصير".

وهناك "الفروة" ذات الصوف الناعم، هي نوع من أنواع الفراء الغالي الثمن لا يرتديه إلا الجاه والمال، حيث يصل ثمن "الفروة" الواحدة من 1500 ل.س إلى 20000 ل.س، وتسمى "الطفالية" "نسبة إلى الخروف الصغير"، طبعاً يعتبر اللون الأبيض أفضل الأنواع ثم يليه اللون الأسود ثم اللون الأحمر.

كما يوجد ما يسمى "الإبطية" أو "الصدرية": أيضاً نفس التدرج السابق بالنسبة لأفضلية اللون، أما عن لون وجهها فغالباً أسود.

وتمسى العباءة العربية من دون فراء "بالحورانية" أيضاً تباع في"دير الزور"».