موهبة اكْتُشِفَ صاحبها وهو في المرحلة الإعدادية بينما كان يقوم بأداء بعض الأغاني لزملائه في المدرسة فلفتت الأنظار إليه ونال تشجيع من حوله في المدرسة وبين تشجيع من الأم ومعارضة من الأب انطلق الفنان "وسام مرهج" في مسيرته الفنية بإحياء حفلات الزفاف والحفلات العامة إلى أن أعلن نفسه مطرباً محترفاً في العام 2000 عندما قدم ألبومه الغنائي الأول الذي ضم 3 أغنيات فكان نقطة عبوره إلى الشهرة.
للفنان "وسام مرهج" معجبون كثر بعضهم من نفس الوسط الذي يعمل فيه وبعضهم من خارجه، ومن معجبين "وسام مرهج" الفنان "أحمد علي" أحد نجوم برنامج "الممثل" وهو تحدث عنه قائلاً: «إنه ليس فناناً شعبياً بقدر ما هو فنانٌ رومانسي، أغانيه كلها مؤثرة ويمتلك خامةً صوتية خلقت لكي تقدم أجمل الأغاني الرومانسية، إذا كان هناك تصنيف لرواد اللون الشعبي اليوم فإنه يوضع في الصف الأول من حيث اللون ونوعية الأغاني ومن حيث الشعبية».
إنه مختلف عن جميع الفنانين الذين تعاملت معهم ويتميز بقربه من الجميع واصراره على تحقيق طموحاته مهما بلغت صعوبتها، كما أنه أب جيد جداً يخصص وقتاً طويلاً جداً لطفله الذي مازال في عامه الأول
الصحفي "علاء محمد" كان له مداخلة قال فيها: «"وسام" تعب على نفسه كثيراً وهو يعتبر من الجيل الثاني للأغنية الشعبية وقدم فناً جميلاً، في بداياته كان أقرب للرومانسية العراقية لكن بنكهة شعبية ساحلية خالصة، أما الآن فقد أعاد موضعة نفسه على ما يبدو وغير إستراتيجيته وحافظ على لونه الشعبي المملوء بالعشق والحب والمغذى من مفردات الريف والطبيعة الجبلية العطرة».
فيما يقول فيه الفنان المسرحي الشاب "فراس الحلبي":« له دور بارز في الحفاظ على الموروث الشعبي من خلال مايقدمه من أغاني تحاكي الماضي، كما أنه وجه من الوجوه التي تحبها "الكاميرا" ملائم جدا للفيديو كليب وأعتقد أنه لو أولى اهتماما كبيرا بالأغاني المصور لكان ذهب بعيدا في فنه وما يقدمه من ألوان غنائية».
موقع "eSyria" التقى الفنان "وسام مرهج" الذي تحدث عن بداياته قائلاً: «بدأت طفلاً صغيراً وأول حضور حقيقي لي كان في الصف السابع أثناء إحدى الحفلات المدرسية حينها حظيت بإعجاب الأصدقاء ودعمهم إلى جانب دعم والدتي ومهندس الصوت "فراس سلامة" ومعارضة أبي الذي كان ينظر إلى الموضوع من وجهة نظر الأب الحريص على العلم وخوفاً من أن أهمل دراستي وأتجه إلى الفن.
في البدايات كنت خجولاً جداً وأخشى النظر إلى الجمهور لكن شيئاً فشيئاً امتلكت الجرأة إلى أن أتت انطلاقتي الحقيقية في العام 2000 في وقت لم تكن فيه الأغنية الشعبية معروفة على مستوى "سورية" وكانت هذه الانطلاقة من العاصمة "دمشق" بتقديمي أول ألبوم غنائي خاص بي وكان حينها مؤلفاً من ثلاثة أغنيات "خطبوني، طلت الحلوة علي، قولي بحبك قولي".
في بداياتي عانيت من استغراب البعض للهجة التي أغني بها ففي تلك المرحلة كانت دمشق تعجّ بالفنانين والنجوم وعلى رأسهم "وديع مراد، خلدون سودان، وائل جسار"، وعندما قدمت أول حفل غنائي لي في العاصمة السورية قال لي صاحب المطعم صوتك جميل لكن لهجتك "ضيعة" ولهجة القرية "الضيعة" لم تكن معروفة في تلك المرحلة وكانت تستوجب تقديم توضيحات لمعاني بعض الكلمات بخلاف اليوم حيث أصبحنا نستمع إلى الشرح من الجمهور وهذا إن دل على شيء يدل على حجم انتشار الأغنية الشعبية ونسبة المعجبين بها»
نجاحات الأغنية الشعبية تحدث عنها الفنان "مرهج" كما تحدث عن ميزاته بالقول: «النجاح الذي وصلت له الأغنية الشعبية سببه جيل من الرواد والموهوبين ضم كلاً من الملحنين "ثائر وماهر العلي، وعد الرياحي، وسام إبراهيم" والشاعر "أحمد شحادة" إضافةً إلى بعض الأسماء الأخرى، هؤلاء مهدوا الطريق لجميع من لحقوا بهم وقدموا لوناً غنائياً جديدا بالنسبة للناس وكانت "حمص" المحافظة الأولى بعد "اللاذقية" التي ينتشر فيها هذا اللون ويحظى بشعبية ومن ثم انتقل إلى كافة المحافظات السورية.
أنا أحترم ماقدمه هؤلاء وأسعى للحفاظ على هذه المكتسبات كما أسعى لتقديم طريقة مميزة في الأداء بحيث لا أتأثر بأحد وحتى في حال قدمت أغنية لأحد الزملاء فإنني أقدمها بطريقتي وأسلوبي المعروف عنه بأنه بعيد عن العتابا واعتقد أن هذا أحد أهم أسباب نجاحي بالإضافة إلى تعاملي مع شعراء وملحنين تميزوا بأسلوبهم المختلف "بسام قصيبي، نواف حربا، رياض العلي"».
واقع الأغنية الشعبية لا يسعد الفنان "مرهج" الذي اعترض على هذا الواقع قائلا: «في الأغنية الشعبية نحن مظلومون لعدم وجود إعلام يدعمنا وشركات إنتاج فنحن غير قادرين على إنتاج أغانينا والجهات المعنية لم تدعمنا بعد ونسعى لاستصدار قانون حماية الملكية الفكرية.
الأغنية الشعبية وصلت إلى مرحلة جيدة وتفوقت على منافسين لهم اسمهم على مستوى العالم العربي والجميع يسعى لأداء هذا النمط من الأغنية ولكن مع الأسف نحن بدأنا بالتراجع للأسباب ذاتها التي ذكرتها سابقاً ولأن كل واحدٍ منا أصبح يهتم بنفسه دون النظر إلى المشروع أما في بداية انتشار الأغنية فالمجموعة التي ساهمت في انتشارها كانت اهتماماتها بالأغنية أولا ومن ثم بأنفسهم.
اليوم بدأنا نقع في فخ التكرار سواء في اللحن أو الكلمات وأخذنا بتقديم الأغاني الاستهلاكية، ولم نمتلك القدرة على صناعة النجم مما جعلنا نتراجع، لن تعود الأغنية إلى القمة إلا بعد وضع قانون حماية الملكية الفكرية».
يفشل معظم مطربي الأغنية الشعبية في تقديم أغنية بنظام الفيديو كليب تحظى برضى الجمهور وسبب ذلك كما يقول "مرهج" هو:« غياب المعدات اللازمة في تصوير الكليب وضعف المخرجين وعدم تطويرهم لأنفسهم إضافة لعدم وجود شركات إنتاج تدعم الفنان المحلي، مما جعلنا نضطر للإنتاج بأنفسنا وعلى حسابنا في وقت نحن لانملك فيه القدرة على دفع تكاليف ذلك لكن لا يوجد حل هذا هو واقعنا ويجب علينا أن نقدم أغاني بنظام الفيديو كليب للجمهور».
أسئلة سريعة:
* ما جديدك؟
** جديدي 2011 "سيدي" غنائي من عشر أغاني تعاونت فيه مع الشاعر "رياض العلي، ونواف حربا" وهو من ألحان "حسام غزالة وحمزة أسعد".
** عرض علي العديد من الأغاني ولم أقم بغنائها لعدم قناعتي بأنها من نفس اللون الذي أقدمه أنا ومنها "لاموني" للفنان "فهد القصير" وقد نجح في تأديتها وأحبتها الجماهير.
** الفنان "وفيق حبيب".
* أين تقضي معظم أوقاتك؟
** في المنزل لأني "بيتوتي"
** أقرأ قصص التاريخ وأحب قصص الأنبياء.
** "كيفك يا حبيب الروح".
* من تشجع رياضيا؟
** محليا "جبلة" عالميا "برشلونة" منتخبات "الأرجنتين".
للفنان "مرهج" ميول رياضية وقد بدا ذلك واضحاً عندما شارك اللاعب "خالد جاديبا" في مباراة اعتزاله، "الجاديبا" تحدث لموقعنا عن الفنان "وسام مرهج" بالقول:«"وسام" فنان ذواق يحب الرياضة ويحب مدينة "جبلة" ويتابع أخبار هذا النادي بشغف وهو لا يبخل بوقته وبصوته على هذا النادي ورياضيي المدينة، لقد شارك في مباراة اعتزالي رغم ضيق وقته وقدم أداءً جميلاً والجميع صفقوا له، إنه يعتبر واحدا من أهم الداعمين المعنويين لنادي جبلة بلاعبيه وجماهيره العريضة».
المصور الشاب "وضاح قداح" الذي يرافق "مرهج" في معظم حفلاته قال: «إنه مختلف عن جميع الفنانين الذين تعاملت معهم ويتميز بقربه من الجميع واصراره على تحقيق طموحاته مهما بلغت صعوبتها، كما أنه أب جيد جداً يخصص وقتاً طويلاً جداً لطفله الذي مازال في عامه الأول».
الجدير بالذكر أن الفنان "وسام مرهج" من قرية "درميني" قضاء مدينة "جبلة" وهو متزوج ولديه طفل في عامه الأول.