بدأت قصة نادي الفروسية بـ "حلب" كتجمع لمحبي الخيول العربية عام 1954 حتى عام 1959 في أرض بستان في موقع محلة "الشيخ طه" من الجهة الشمالية.

وقبل الخوض في تفاصيل بدايات ونشأة النادي الرياضي التقى موقع eAleppo الفارس "عامر زيتوني" ليحدثنا عن بدايات انتسابه للنادي بالقول: «حينما شعر والداي بأنني أعشق الفروسية من خلال متابعتي لها عبر جهاز التلفاز في الخامسة من عمري أحضراني إلى النادي وكنت وقتها أنظر إلى الفوارس كيف كانوا يتدربون، وحينما بلغ عمري الثانية صعدت على ظهر الحصان وامتطيته أول مرة عام /2004/ وكنت فيها مشدود الأعصاب فتمسكت بالسرج، وعندما ضغطت برجلي على بطن الحصان بدأ بالعدو فوقعت مباشرة لأنني أفلت السرج فتلك كانت السقطة الأولى في حياتي ثم تتالت السقطات حتى بلغت ثمانية وثلاثين سقطة على الأرض، فالفروسية ليست بالأمر السهل إنها تحتاج إلى التمرين المستمر لكي تقوى عضلة فخذ الفارس وتساعده على التحكم بالحصان.

مجموع المباريات التي خضتها لحتى الآن بلغت خمسة وكلها كانت في "حلب" فحصلت فيها على الترتيب الأول لمرتين على التوالي وكانت هذه المباريات من فئة /90/ سم للحواجز، وعدد الفوارس الذين اشتركوا فيها بلغوا خمسة عشر فارساً

وبقيت لفترة أتدرب فيها على ركوب الخيل لكي أتقن نقل أوامري إلى الحصان مباشرة من خلال الضغط على بطنه».

الفارس "عامر زيتوني"

وحول تلك التمارين التي قام بها قال "عامر": «إن فائدة التمرين لكل فارس تنبع من خلال ملاحظته لتلك الأخطاء التي يقع بها أثناء تدريبه والعمل على تلافيها، فيجب عليه أن يبدأ بتدريب الحصان قبل المباراة بثلاثة أو أربعة أسابيع على الأكثر وبمدة لا تتراوح أكثر من أربعة أيام من كل أسبوع على أن تأخذ كل حصة ساعة أو ساعتين يتدرب فيها الحصان على المشي أو العدو السريع لكي يكون جاهزاً عند بدء المباراة، ويكون بعيدا عن الإجهاد في الوقت نفسه».

وأضاف بالقول: «لأن وقت المباراة وفي معظمها لا يتعدى الدقيقتين والنصف حيث يبلغ عدد الحواجز الموجودة في حلبة السباق ما بين 12 ـ 13 حاجزا، فعلى كل فارس عند إسقاطه أي حاجز عدم الانتباه إليه لكيلا ينشغل باله، ويحدث إرباكا في حركات الحصان ما يؤدي إلى خسارته في بعض الأحيان».

"عمار صباغ"

وبعد انتهاء التدريب دخل "عامر" إلى حلبات السباق وحصد فيها على الترتيب الأول وحول هذا يضيف قائلاً: «مجموع المباريات التي خضتها لحتى الآن بلغت خمسة وكلها كانت في "حلب" فحصلت فيها على الترتيب الأول لمرتين على التوالي وكانت هذه المباريات من فئة /90/ سم للحواجز، وعدد الفوارس الذين اشتركوا فيها بلغوا خمسة عشر فارساً».

والنجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها وإنما هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ومن بينها نشوء علاقة ودية بين الفارس وفرسه فهل حقق "عامر" تلك العلاقة أجاب قائلاً: «فحينما يقوم الفارس بالاعتناء بالحصان من خلال تنظيفه ومداعبته وإطعامه لحبات السكر تنشأ علاقة ودية بينهما ويصبح الحصان أكثر طوعاً ويقوم بتلبية أوامر فارسه، وخصوصاً في وقت المباريات، فتلك اللحظة هي الأهم لكلا من الفارس والحصان ومن هذه النقطة تظهر علاقة الود بينهما».

"روجيه كسبو"

ولدى سؤالنا لـ "رمزي بيرم" المدير الإداري للنادي عن الفارس "عامر زيتوني" أجاب قائلاً: «"عامر" من الفرسان الجيدين وأتنبأ له بمستقبل جيد لأنه يعشق الفروسية منذ أن كان صغيراً وهو من الشروط الأساسية لنجاح الفارس في بطولاته، ولديه فرس اسمها "زنوبيا" ونشأت بينهما علاقة طيبة، وحصل من خلالها على الفوز لمرتين في العديد من البطولات التي جرت في حلب مع الفرسان الآخرين».

وللحديث عن نشأة النادي وكيف كانت بداياته التقينا السيد "عمار صباغ" رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية بـ "حلب" الذي حدثنا بالقول: «في عام 1959 تأسس نادي الفروسية بـ "حلب" وكانت تبعيته لمديرية المعارف- التربية- في موقع "الشيخ طه" جانب النهر وساعد في إشهاره الأستاذ "صلاح قواف" حيث تم تشكيل أول مجلس إدارة برئاسة السيد "عبد الله بهنا" والدكتور البيطري "مارسيل سابا" وآخرين وكان العمل الفني والتدريب بإشراف "جوزيف جويد" ومن أهم الفرسان في هذه الفترة "أحمد صبري عطار" و"جميل أصلان" و"محمد علي سخيطة" و"محمد كوراني" و"الكسي بيرميان" و"فريدي صقال"».

وحول تجهيزات النادي والموقع الذي تم انتقاله من الشيخ طه إلى منطقة "حريتان" يضيف "صباغ": «يقع نادي باسل الأسد للفروسية الآن في ضاحية "حريتان" على الطريق العام لإعزاز ويبعد عن مركز المدينة حوالي / 12 / كم مشيد على أرض تبلغ مساحتها / 50000/ متر مربع مسورة بجدار مسبق الصنع على كامل مساحته، وتم انتقال موقع النادي من "محلة الشيخ طه" إلى موقعه الحالي في عام 1989 بعد أن قامت مؤسسة الإسكان العسكرية بتعهده من حيث البناء كما هو حالياً باستثناء الهنكار العلوي حيث بني من قبل محافظة حلب إغلاق الفتحات الصيفية للإسطبلات لتصبح إسطبلات مستقلة، يحتوي النادي على المبنى الإداري وثلاثة هنكارات تضم 100 إسطبل مضافاً إليهم 7 غرف كاستراحة للسايس و6 غرف كمستودعات للأعلاف اليومية وغرفة للأطباء وغرفة للمستوصف وغرف مشالح /16/ للفرسان.

يتوسط الهنكارين الأوليين كتلة بناء مركزية متآلفة من الأسفل المشالح والحمامات والأدواش للذكور والإناث مستقلين عن بعضهم وخزن جدارية بلغ عددها 80 خزانة و5 مشالح داخلي للفرسان مجهزة بحمامات ومياه ساخنة وغرفة للمدربين وغرفة كمستودع للسرجيات ومن الخلف يوجد ثلاثة مستودعات مركزية للأعلاف تعلوها صالة هي عبارة عن ندوة مخصصة للفرسان وعائلاتهم مفروشة بالشكل التراثي العربي القديم لتقديم المشروبات والوجبات السريعة الخفيفة وأسفلها الحمامات والأدواش ولها تراس يطل على الملعب كما يشاهد الملعب مسور بسور خارجي يضم الملعب الرئيسي 90×60 رملي شبه بيضوي يحيطه مضمار رئيسي تطل عليهم من الجهة الغربية المنصة الرئيسية حيث تتسع لألفي متفرج تتوسطها السدة الرئيسية كما توجد غرفة للتحكيم مطلة على الملاعب وغرفة للإعلامين ويجاورهم مقاعد وطاولات مطلة على الملعب للعائلات إلى جانب تجهيز ملاعب صغار أمام مبنى الإدارة لاستقبال الدورات الصيفية للصغار لبناء قاعدة واسعة للفروسية».

وعن عدد الملاعب وأبعاده وسعة المتفرجين به أضاف "صباغ" «يوجد إلى جانب الملعب الكبير صالة ذو الفقار للفروسية وهي الصالة المغلقة الدولية الإبعاد والمقاسات والمخصصة للفروسية حيث تحتوي على ملعب رملي جديد ودولي بإبعاد 60-40ومدرجات تتسع لحوالي 1000متفرج كما تحتوي على كتلة بناء إدارية وخدمية تحتوي داخلها على غرفة التحكيم وغرفة الاستقبال وغرفة الخدمات كما يوجد أسفلها مستودع صغير للحواجز وهي صالة مجهزة بأفضل المستلزمات من حيث الإنارة والصوتيات والمراقبة ،وكما يوجد في النادي طقمين من الحواجز الخشبة للقفز الأول للتمارين والثاني وهو مستورد بإبعاد وقياسات نظامية خاصة بالمباريات إلى جانب وجود ساعة الكترونية للحسم في الأزمة أثناء المباريات».

وعن أهم البطولات التي حققها النادي أجاب "كسبو": «فقد تميزت المشاركات بالحصول على مراكز متقدمة وبلغت عشرين مركزاً ومنها بتموز عام /2008/ المركز الأول فئة /C/ وفي آذار عام /2009 / بالمركز الثالث في دورة الوفاء إضافة للمباراة الاتحادية بحلب، وفي شباط 2010/ بالمركز الثاني في المباراة الاتحادية بدمشق وبـ "حلب" أيضاً».

وللعودة على أهم الأسماء التي برزت في تلك الفترة والتطورات التي جرت على النادي منذ نشؤه وحتى الآن أجاب "الياس جويد" المسؤول الإداري والمالي قائلاً: «في عام 1963 ظهر جيل جديد من الفرسان اللامعين أمثال "هنري بابيك" و"أنطوان مليحة" إضافة إلى فرسان آخرين، وكان وضع النادي بدائي من حيث البناء والملعب والحواجز إلا أن النتائج الفنية كانت جيدة جدا على مستوى "سورية" و"لبنان".

وفي عام 1966 كان النادي يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واستمر لغاية 1971 حيث ألحق بمنظمة الاتحاد الرياضي العام في هذه الفترة، وفي عام 1968 برز فرسان جدد منهم "سعيد حياني" و"مجد بدرخان" و"عادل عبد العال" إضافة إلى فرسان آخرين، ومازال وضع النادي في هذا التاريخ بدائي على مستوى البناء والملعب والحواجز إلا أن النتائج الفنية كانت جيدة على مستوى القطر».

في عام 1970 برز العديد من الفرسان ومنهم "محمد الصوفي" و"زكريا داية" و"إسكندر اسحاق" إضافة إلى فرسان آخرين.

في عام 1974 تم اعتبار النادي عضوا في منظمة الاتحاد الرياضي العام وتم ترخيصه بقرار مكتب التنفيذي واعتبر عضوا في المنظمة تحت اسم نادي الفروسية والرماية الرياضي بـ "حلب" في هذه المرحلة تم تعديل بسيط على النادي بإضافة بعض الأبنية الضرورية من إسطبلات ومستودع بشكل بسيط لتسيير الأمور وتم تصنيع بعض الحواجز الخشبية البسيطة.

في عام 1989 تم نقل موقع النادي من موقعه القديم في محلة "الشيخ طه" إلى موقعه الجديد في ضاحية "حريتان" على بعد /12/كم من مركز المدينة وتم استلام موقع ومباني النادي من مؤسسة الإسكان العسكري حيث بدأت الإدارة بالعمل لاستكمال بناء النادي والعمل على تأمين كافة المستلزمات الإنشائية والإدارية والفنية.

وفي عام 1991 تم تحويل النادي إلى منشاة مرتبطة مباشرة بالمكتب التنفيذي إداريا وماليا وتنظيما حيث تم العمل على استكمال الأعمال الإنشائية بالنادي وحقق نسبة عالية حوالي 70% فرسان هذه المرحلة ومنهم "عامر الناصر" و"عمر جبيلي" وكان المدربون آنذاك "سعيد حياني" و"فايز شلبي".

1992 تم تشكيل إدارة برئاسة السيد "زكريا داية" وعضوية كل من السادة "مصطفى الجابري وفياض أشرفي ووجيه عقيلي وصالح ملاح".

وفي عام 1993 كان أبرز فرسان هذه المرحلة "مناف الجابري" و"مروة أصيل" و"ندى جوبي" إضافة إلى غيرهم من الفرسان.

وفي عام 2004 كان أبرز الفرسان "لارا غنوم" و"حلا قسطلي" و"نيفين جسري" و"هلا هنيدي" وغيرهم.

وفي عام 2006 برز العديد من الفرسان "جاكلين خياط" و"محمود بابي" وغيرهم.

في عام 2009 برز الفوارس "عامر زيتوني" و"وفا أميري" و"باسل الحجي" و"ثروت الأفندي" آخرين والمدربين في هذه المرحلة "داود نيال" و"نادين هنيدي" و"فراس شحيبر" وغيرهم».