تحتل شجرة التفاح مكانا بارزا بين الأشجار المثمرة المزروعة في محافظة "السويداء"، حيث تعد "السويداء" من المحافظات الرئيسة في إنتاج هذه الفاكهة على مستوى القطر، وتعتبر هذه الشجرة هي الشجرة الأولى، حيث بلغت المساحة المزروعة حتى الآن حوالي 12455 هكتاراً أغلبها في مناطق سفح الجبل والمناطق التي تتجاوز أمطارها 400 مم.

المزارع "فؤاد نعيم" صاحب أحد حقول التفاح، تحدث لموقع eSuweda في 16/1/2011، عن كيفية زراعة هذه الشجرة والعناية بها بالقول:

أنا مزارع قديم لهذه الشجرة، حيث قمت منذ واحد وعشرين عاماً بزراعة 500 غرسة في مساحة عشرين دونما من الأرض، وهي من نوعين ممتازين هما "ستاركنج" و"غولدن"، وتتم زراعة غراس التفاح على سطور حقلية بعمق بين 40 و70 سم، والمسافة يجب أن تكون بين الغرسة والأخرى 7 أمتار، وذلك من أجل المحافظة على المسافة بين الغراس وإعطاء مسافة لامتداد الجذور في المستقبل، ومن أجل أن تأخذ الشجرة حاجتها من الماء والسماد، كما تساعد هذه المسافة في تأمين خدمة دخول الجرار الزراعي للفلاحة والمكافحة، وخاصة أثناء رش الغراس بالمبيدات التي تكافح ظهور أطوار الحشرات، وهناك التقليم الذي يتم مرة واحدة بعد توقف العصارة في منتصف شهر كانون الأول، وإنتاج شجر التفاح يبدأ بعد أن يبلغ عمر سبع سنوات، وتنتج الشجرة بين 100 كغ و300 كغ بعد عمر عشر السنوات

«أنا مزارع قديم لهذه الشجرة، حيث قمت منذ واحد وعشرين عاماً بزراعة 500 غرسة في مساحة عشرين دونما من الأرض، وهي من نوعين ممتازين هما "ستاركنج" و"غولدن"، وتتم زراعة غراس التفاح على سطور حقلية بعمق بين 40 و70 سم، والمسافة يجب أن تكون بين الغرسة والأخرى 7 أمتار، وذلك من أجل المحافظة على المسافة بين الغراس وإعطاء مسافة لامتداد الجذور في المستقبل، ومن أجل أن تأخذ الشجرة حاجتها من الماء والسماد، كما تساعد هذه المسافة في تأمين خدمة دخول الجرار الزراعي للفلاحة والمكافحة، وخاصة أثناء رش الغراس بالمبيدات التي تكافح ظهور أطوار الحشرات، وهناك التقليم الذي يتم مرة واحدة بعد توقف العصارة في منتصف شهر كانون الأول، وإنتاج شجر التفاح يبدأ بعد أن يبلغ عمر سبع سنوات، وتنتج الشجرة بين 100 كغ و300 كغ بعد عمر عشر السنوات».

المزارع "فؤاد نعيم"

بدوره المهندس "حاتم أبو راس" رئيس الغرفة الزراعية بالمحافظة تحدث عن تاريخ هذه الشجرة وأنواعها وأماكن تواجدها بالمحافظة بالقول:

«بدأت زراعة التفاح في المحافظة منذ مطلع القرن الماضي، وذلك من خلال الاعتماد على زراعة بعض الأصناف المحلية وهي "السكري، الفضي، أبو غبرة"، وكان ذلك في بعض القرى مثل قرية "سهوة الخضر"، ليتم في عام 1948 إدخال بعض الأصناف الأجنبية خاصة صنفي "غولدن ديليش" و"ستاركنج"، وبدأ التوسع الرئيسي في هذه الزراعة منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وذلك بعد استخدام الآليات الثقيلة في استصلاح الأراضي الزراعية، وكل ذلك كان مترافقاً مع الجهود الحثيثة التي قام بها مزارعو التفاح لتطويع الطبيعة لخدمة مشاريعهم، مع العلم أن الظروف البيئية التي تتمتع بها المحافظة تعدّ مناسبة جداً لزراعة التفاح بدءاً من نوع التربة والارتفاع عن سطح البحر والوضع الطبغرافي إلى جانب الهطول المطري وتوافر درجات الحرارة المنخفضة شتاءً، والتي تناسب معظم الأصناف الرئيسة للتفاح إلى جانب الحرارة المعتدلة صيفا وتوفر الرطوبة النسبية، ما جعل من هذه الزراعة منافسة بكل المقاييس خاصة عندما يتوافر الإرشاد الفني الصحيح».

المهندس "حاتم أبوراس"

وعن سر منافسة تفاح "السويداء" للتفاح العالمي بكل أصنافه يتابع "أبو راس": «إن زراعة التفاح في محافظة "السويداء"، هي زراعة طبيعية بعلية تعتمد على مياه الأمطار، حيث يبلغ متوسط الهطول المطري السنوي في مناطق الزراعة حوالي 525 مم، كما أن التربة البازلتية ذات المنشأ البركاني تحتفظ بالرطوبة بشكل جيد، وهذا ما ينعكس بدوره على جودة ثمار التفاح من حيث زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة والسكريات التي تصل نسبتها إلى 18%، وبالتالي انعكاسه على القدرة التخزينية للثمار، كما أن انتشار زراعة هذه الشجرة بدءا من ارتفاع 1200 متر وحتى 1800 متر عن سطح البحر وفّر للثمار في الشتاء إضاءة وسطوعا شمسيا جيدا بالإضافة إلى العدد الكافي من ساعات البرودة التي تزيد على 2000 ساعة برد، كما وفر هذا الارتفاع تعرضها للأشعة فوق البنفسجية في الصيف ما أكسبها لونا وطعما ونكهة مميزة، جعلها من أفضل الأصناف التجارية الرئيسية في العالم، كما أن الرطوبة النسبية في شهري حزيران وآب تساعد فيما يعرف بظاهرة قطف الندى التي تمتاز بها الحجارة البازلتية السوداء ما يساهم في تحسين صفات الثمار من حيث الحجم واللون».

وعن التعامل الزراعي مع هذه الشجرة يتحدث المهندس الزراعي "كمال العيسمي" بالقول: «أهم ما يجب الاهتمام به في زراعة شجرة التفاح هو اختيار التربة، واتباع الطرق العلمية في التسميد والتقليم، فيجب القيام بتحليل التربة أولاً لمعرفة أي الأنواع يناسبها أكثر، ومن ثم اعتماد التوصيات السمادية من أسمدة عضوية وأسمدة معدنية وتسميد ورقي، ويجب اعتماد المكافحة المرشدة لاستخدام المبيدات، وذلك للحفاظ على جودة التفاح والتقليل من مخاطر المبيدات على البيئة والصحة العامة، كما يجب اعتماد مبدأ الإدارة المتكاملة لمحصول التفاح من خلال نشر المصائد الفيرمونية والكرتونية لمكافحة دودة ثمار التفاح التي تعتبر الآفة المفتاحية على التفاح، ليتم بعدها الاهتمام بالتقليم لأنها العملية الأهم في إنتاج التفاح، ويتمّ ذلك عبر توزيع نقاط الإثمار على مختلف أجزاء الشجرة بشكل يؤمن للثمار الحصول على كميات كافية من الإضاءة ما يحسن من صفاتها ومواصفاتها».

التفاح بأصنافه

يذكر أن عدد أشجار التفاح في المحافظة هو 2664833 شجرة، وأن إنتاج المحافظة قد بلغ في العام الماضي 40500 طن، وهي من أنواع تتمتع بقدرة تسويقية عالية وعلى صنفين، الأصناف الحمراء وفي مقدمتها "ستاركنج، رد ديليش، تسارك ريمون، وتوب رد، ويل سبور، رويال رد"، والأصناف الصفراء وفي مقدمتها "غولدن ديليش، بل غولدن، اوزارك غولدن".