الفول أكلة شامية توارثتها أجيال عدة، فغالباً ما يكون فطور أهل الشام الصباحي هو الفول، وهو طبق منتشر بشكل كبير في أحياء "دمشق".
موقع "eSyria" قام بجولة في أحد أشهر مطاعم الفول واسمه "بوز الجدي" والتقى السيد "سامر الوتار" أحد الزبائن الذين رأوا في عادة إفطار الفول كل يوم جمعة طقساً اجتماعياً لا بدّ منه، فقال:
أعتقد أن تاريخ الفول يرجع إلى ما قبل الميلاد "برياحة"!
«في كل يوم جمعة نجتمع على أكلة الفول، وأعتقد أن ما يميز يوم الجمعة هو أن العائلة تكون متواجدة كلها في البيت، ولأن الفول أكلة (ثقيلة) حيث تحتوي على الكثير من البروتينات فهي تؤكل غالباً في أيام العطل».
وأضاف "الوتار" بالنسبة لتاريخ هذه الأكلة: «أعتقد أن تاريخ الفول يرجع إلى ما قبل الميلاد "برياحة"!».
وحدثنا السيد "أحمد الخطيب" معلم تحضير في هذه الأكلة، عن طريقة سلق الفول وتحضيره قال: «الفول يستوجب سلقه في قدر نحاسي كبير، حيث يسلق على نار هادئة وتغلق الفتحة العليا منها بقطعة قماش، وهذه الطريقة هي السر وراء لذة هذه الأكلة، خاصة بعد تتبيل الفول مع الزيت والثوم والليمون والبندورة والبقدونس والبهارات وخاصة الكمون، ليصبح جاهزاً للتقديم».
السيدة "ميادة الحلوي" من محافظة "حلب" والتي كانت في زيارة لأقربائها في "دمشق" قالت عن الفول الدمشقي: «الفول طبق تراثي يخلق جواً اجتماعياً مهماً من خلال تجمع الأسرة حول طبق الفول، فالفول في "دمشق" لا يختلف نهائياً عن مدينة "حلب" مما يدل على أن تراث الشام لا يتغير ومهما تعددت الأكلات الغربية والشرقية سيظل الفول تراثنا، وقائماً ومتواجداً بين الأكلات الشعبية التراثية التي نمتلكها».
السيد "ياسر بوز الجدي" صاحب مطعم "بوز الجدي" يقول عن تراث العائلة في صناعة الفول: «كان جدي رحمه الله "راغب بوز الجدي" يسمى أبو الفول، لأنه عمل في هذه المهنة منذ صغره، وهو الجد الأكبر لعائلة "بوز الجدي" فجميع محلات ومطاعم "بوز الجدي" تعود إلى أحفاد جدي "راغب"، وإن الجودة واللذة التي كان يقدمهما جدي في صناعته لوجبة الفول هي التي عادت عليه بهذا اللقب، ورغم أنه لم يكن يملك مطعماً لبيع الفول لكنه بقي يبيعه من منزله، وقد ورّث جدي مهنة الفوال لكل من أبي "محمد راغب بوز الجدي" وعمي "عيد راغب بوز الجدي"، وفي آخر حياة جدي افتتح محل "بوز الجدي" الأول في "حي الصالحية"، ويعود تاريخ هذا المطعم إلى سنة 1928، وبعد وفاة جدي عمل أبي وعمي في هذا المحل وكوّنا الشهرة الواسعة والكبيرة على مستوى القطر والعالم العربي، ولحرفة والدي بهذه المهنة وانتشارها على مستوى العالم العربي ومعرفة هذه الأكلة من قبل بعض السياح الأجانب لقب أبي "بشيخ الفول" وسبق جدي بهذا اللقب لأن والدي السيد "حسام بوز الجدي" حقق شهرة أكبر، وما كان من عمي رحمه الله إلا أن لقبوه "شيخ الفول" الأصغر لأنه يصغر والدي سناً، ويعد مطعم "حي الصالحية" هو المحل الأول في هذا الحي الذي يقدم أكلة "التساقي».
ثم أضاف: «ورثنا والدي مهنة "الفوال" على أصولها وطابعها القديم فأذكره كان يطبخ الفول على الفحم وبالقدر النحاسي القديم، وبقي والدي محافظاً على طريقة الإعداد هذه إلى زمن لم يعد جلب الفحم واستخدام أواني النحاس ممكناً، فتحول إلى استعمال الغاز والأواني الحديثة "الستانلس"، ولم يغير بأصول المهنة وشكل المطعم لم يقتنع بذلك، فكان صاحب مبدأ في هذا الموضوع إذ إنه اعتبر عراقة تصميم المطعم هي الأساس في المذاق اللذيذ والانتشار الواسع لهذه الأكلة».
وعن الفوائد الغذائية للفول تحدثت الصيدلانية د."رشا حمادة" مشرفة موقع الصحة والتغذية في مشروع "مدونة وطن"، فقالت: «عرف الإنسان الفول كغذاء منذ القدم ويلعب الفول دوراً مهماً في الغذاء ويأتي في المرتبة التالية بعد اللحم والبيض من حيث غناها بالبروتين».
وأضافت بالنسبة للمواد الموجودة في الفول: «إنه غني بالمواد البروتينية 25% منه، وغني بالمواد النشوية والفسفور والكالسيوم وفيتامين ب1 و ب2، يساعد الفول في نمو الأطفال والرياضيين حيث يحتوي على الكالسيوم ويساعد في إرخاء التشنجات العضلية، إضافة إلى كونه يمنح الشعور بالشبع».