طائر "الأبودس" من الطيور المحلية التي تعيش في سورية بغض النظر إذا اختلف اسمه بين منطقة وأخرى، وهذا الاسم "أبودس" يطلق على هذا الطائر في محافظة "طرطوس"، كذلك فإن هذا الطائر من أصغر الطيور الموجودة في سورية وهو متوافر بكثرة في كل مكان.
وللتعرّف على هذا الطائر الصغير التقينا بتاريخ 8/1/2011 المزارع "غيث ناصر" الذي تحدث عن "الأبودس.. الطائر الملك" بقوله: «يسمى "الأبودس" الطائر الملك، لميزة صغيرة فيه ميزته من غيره من الطيور المتوافرة في مناطقنا، وهذه الميزة هي ببساطة عدد ريشات ذيله الذي يتكون من 13 ريشة في حين أن جميع الطيور الأخرى التي نعرفها يصل تعداد رش ذيلها إلى 12 ريشة، وهذه الميزة الصغيرة توصلنا إليها بالمصادفة حين كنا نصطاد العصافير ونتسلى بعدّ ريش أجنحتها وتقليبها والتعرف على أقسامها، فأطلقنا عليه محلياً اسم "الطائر الملك" لأنه تميز لكن بذيله بدل رأسه، هذا عدا حجمه كأصغر عصفور في "المنطقة الساحلية" (وقد يكون في سورية أيضا)، مما يعني أنه مميز ويلفت الانتباه وخاصة باقترابه من الإنسان لمسافة قصيرة جدا، وكأنه يعرف أن لا أحد يعيره انتباها لصغره».
حين كنا صغارا كنا نصطاد العصافير كثيرا وأعرف عنها الكثير، وحين كنا ننتظر قدم أنواع العصافير المختلفة كنت أرى "الأبودس" بالقرب منا ونحن بطبيعة الحال لا نصطاده لأنه صغير جدا، لكننا نقوم بإمساكه أحيانا لنتسلى به قليلاً ونتركه في النهاية لأنه مفيد وجميل
أما عن شكل "الأبودس" ومكان معيشته فيقول السيد "غيث": «هذا العصفور صغير جدا ووزنه لا يتجاوز 25 غراما، وذيله طويل مقارنة مع جسمه، أما منقاره فهو صغير ومائل للصفرة حين يكون صغيرا، وحين يكبر يصبح المنقار مدبب وطويل ولونه أسود، أما لون العصفور فهو مزركش بين الأسود الفاتح والبني على ظهره وأجنحته واللون الأبيض من جهة بطنه وبين قدميه، وله صوت مميز يُعرف به فور سماعه وهو يتنقل لمسافات قصيرة بين الأشواك والشجيرات، وأكثر هذه الأشواك "البلاّن والديس" والتي يبني عليها أعشاشه، كذلك يعيش في الحقول وبساتين الليمون والمستنقعات وبالأخص في الأماكن المأهولة».
السيد "رائد مصطفى" كان يصطاد العصافير في صغره لذلك فهو يعرف "الأبودس" جيدا فيقول: «حين كنا صغارا كنا نصطاد العصافير كثيرا وأعرف عنها الكثير، وحين كنا ننتظر قدم أنواع العصافير المختلفة كنت أرى "الأبودس" بالقرب منا ونحن بطبيعة الحال لا نصطاده لأنه صغير جدا، لكننا نقوم بإمساكه أحيانا لنتسلى به قليلاً ونتركه في النهاية لأنه مفيد وجميل».
يتغذى طائر "الأبودس" على الحشرات الضارة ومن هنا جاءت فائدته وفي ذلك يقول السيد "رائد": «هذا العصفور بخلاف غيره من الطيور يبقى دوما بالقرب من سطح الأرض لذلك يتغذى على الحشرات الضارة مثل "البرغش والناموس.." وعلى الأشجار والخضار فإنه يتبع رؤوس الأغصان التي يكثر عليها "المن والتربس"، وفي المستنقعات ومصبات الصرف الصحي فإنه يقضي وقته متنقلاً بين الأعشاب باحثا عن الحشرات المختلفة والتي تكون ضارة في جميعها، بالتالي "فالأبودس" طائر مفيد بكل الأشكال ومن المفيد ازدياد أعداده لهذا الغرض، مع العلم أن أعداده لم تتغير مثل أي نوع آخر من الطيور التي تعرضت للصيد الجائر فكان حجمه الصغير رحمة له من أعين الصيادين».
"سميح خليل" شاب أحب تربية العصافير من صغره وهو يعرف الكثير منها وطريقة حياتها ومن بينها "الأبودس" فيقول عنه: «ربيت كثير من العصافير "شحرور وأبو حناء والزهاري والهدهد.." وقد أمسكت عدة مرات "بالأبودس" ووضعته بالقفص، وكنت أضع له "الديدان الصغيرة والفراشات" أو غصن صغير عليه كثير من المن وقد عاش بدون أن يتأثر بجو الحبس لأنه طائر محلي ومقاومته فاقت أنواع الطيور الأخرى وخاصة المهاجرة منها، وكان عملي هذا للتجربة وليس بقصد تربيته لأنه موجود حولنا في كل مكان حتى في المدينة».
ويختم السيد "سميح" بالقول: «"الأبودس" لايسير على قدميه بطريقة المشي وإنما يسير بطريقة القفز، وهو يبني أعشاشا قريبة من سطح الأرض ويتراوح عدد بيوضه بين 4 و7 بيضات والعش من الخارج بيضوي وله ثقب صغير من الأعلى والعش من الداخل مبطن وناعم، حيث تتناوب الأنثى مع الذكر على حضن البيوض، لتفقس البيوض وتبقى الفراخ مع أهلها فترة عدة أشهر ريثما تكبر الصغار رغم أن معلوماتي عن تربية الصغار ليست كثيرة لكن ما ذكرته كان من خلال مشاهداتي».
