قرية "كرم بيرم" من القرى الجنوبية لمدينة "طرطوس" والواقعة فوق إحدى التلال المشرفة عليها، كذلك تشرف القرية على سهل "يحمور" وأجزاء من سهل "عكار"، وتمتد على عدة تلال متقابلة ومتجاورة لكنها لا تشكل كتلة وحدة.
موقع "eSyria" زار القرية بتاريخ "8/12/2010" والتقى الأستاذ "طاهر حسين" من أهالي قرية "كرم بيرم" ويعمل بالتدريس، والذي حدثنا عن قريته بالقول: «من قريتنا يمكنك مشاهدة مدينة "طرطوس" وجزيرة "أرواد" وسهل "عكار" حتى مدينة "طرابلس" في "لبنان" التي نراها بوضوح من أي منطقة في القرية، أما من جهة الشرق فتظهر مدينة "صافيتا" حتى جبل "النبي صالح" وأبراج التقوية التلفزيونية المتوضعة عليه، بالتالي لدينا موقع جميل للقرية إضافة لكافة الخدمات التي تتوافر في قرى "طرطوس"، كما أن قرية "كرم بيرم" تتوزع على عدة تلال متقاربة وفي أودية هذه التلال ما أعطى مساحات زراعية واسعة بين حارات القرية وبيوتها».
يعجز معظمنا عن معرفة معنى اسم القرية وهو غير مدون على حد علمي، لكني أذكر نقلاً عن جدي قوله أن اسم القرية "تركي" من عهد الدولة العثمانية ويعني "العيد السعيد" أو "كرم السعيد" وللأسف لا نعرف معنى متفقا عليه لاسم القرية
أما عن حياة أهل القرية وأعمالهم فيقول الأستاذ "طاهر": «يتنوع عمل أهل القرية بين مزارعين وعمال أحرار وموظفين، وبينما يتراجع العمل الزراعي في محيط القرية يزداد بالمقابل العمل الحر وورشات البناء وتجهيز المنازل، كذلك هناك اتجاه عام نحو الدراسة الجامعية والعمل بالمهن المتفرعة عنها، وهناك قسم من أهل القرية كانوا يعملون في "لبنان" وبعد عودتهم اشتروا مزارع في سهل "يحمور" وامتهنوا الزراعة المحمية.
أيضاً يوجد نسبة كبيرة من المغتربين عادت في السنوات الأخيرة، فأنا مثلاً كنت منتدب لدى "وزارة التربية اليمنية" كأمين مخبر كيميائي وبقيت سنوات عديدة هناك وتجولت بين عدة دول لغاية الدراسة وعمل دورات في أنظمة التحكم، ولكني في النهاية عدت إلى "سورية" لأن كل إنسان يتجاوز حدود بلده يشعر بالغربة وينتابه شعور الحنين إليها ليعود في النهاية الى قريته التي خرج منها وها أنا أبني بيتا جديدا لأستقر في قريتي».
وللحديث عن التقسيمات الإدارية للقرية والمعلومات العامة عنها التقينا الأستاذ المحامي "منذر أسعد" مختار قرية "كرم بيرم" والذي قال: «تتبع قريتنا إدارياً لبلدية "يحمور"، وتحيط بنا قرى "قلع اليازدية، بيت الحج، المكيشفانة، بيت العياط، ومنية يحمور"، أما الوصول إليها فيتم عبر طريق عام "صافيتا" من مفرق "الزرقات- كرم بيرم" بمسافة /3/ كم عن هذا المفرق، و/16/ كم عن مدينة "طرطوس" و/1/كم عن البحر كخط نظر، وارتفاع /200/ متر عن سطح البحر.
في حين يتوزع أهالي قريتنا على أربع حارات هي "بيت عصفور، بيت شحود، بيت أبونسينا، وبيت يحيا"، ويصل عدد السكان إلى /2000/ نسمة، ونحن نأمل بوضع مخطط تنظيمي القرية لما له من أهمية في تحديد أماكن البناء ومعرفة حدود القرية وأين يمكن البناء فيها وسبب عدم التنظيم بعد يعود دخول قريتنا حديثا إلى نطاق إدارة بلدية "يحمور"».
وعن زراعات القرية وأشجارها يقول المختار الأستاذ "منذر": «بالنسبة لأراضي القرية وأراضي مزارعيها خارج حدودها فإن قسما كبيرا أصبح مرويا ويتراوح عمق البئر الإرتوازي لدينا بين /250-300/ متر، ومن المتوقع أن تصبح معظم مزارع القرية مروية مع تطور الوضع الاقتصادي، أما عن زراعات القرية فالناس يزرعون الخضراوات المحمية "باذنجان وفليفلة وبندورة".
أما الأشجار فتجد "الزيتون والحمضيات واللوزيات" وأهمها "الدراق"، وقديما كنا نسقي مزروعاتنا ونشرب من ينابيع القرية التي جف معظمها في السنوات الأخيرة، لذا عمدت الجهات المختصة إلى حفر بئر ارتوازي لتوزيع مياه الشرب على المنازل».
أما عن معنى اسم القرية وتاريخه فقد أجابنا عنه الشيخ "علي عبد الكريم ابراهيم" بقوله: «يعجز معظمنا عن معرفة معنى اسم القرية وهو غير مدون على حد علمي، لكني أذكر نقلاً عن جدي قوله أن اسم القرية "تركي" من عهد الدولة العثمانية ويعني "العيد السعيد" أو "كرم السعيد" وللأسف لا نعرف معنى متفقا عليه لاسم القرية».
أما عن الفرق بين "كرم بيرم" منذ خمسينيات القرن الماضي والآن فيقول الشيخ "علي": «كانت بيوتنا جميعها من التراب، ولا يوجد طريق يصل إلى القرية فكان التنقل والذهاب إلى "طرطوس" يتم على ظهر "الحمير" فقط ولم يُشق الطريق إلا في الستينيات، وعملنا كان فقط في الزراعة وحراثة الأرض بالأبقار طوال السنة.
وماء الشرب كان يُجمع في آبار كانت تسمى "آبار جمعية" أي آبار لجمع مياه الأمطار، إضافة لنبع القرية الرئيسي ويسمى "ضهر رجب"، أما الآن فزال تقريبا كل شيء كان في زماننا، والتغت خصوصيات كل قرية أو منطقة على حساب التغيرات الحضارية الحديثة».
