«هل أنا تعبير خارجي عن نفسي الداخلية، أم هل أنا مجرد مجموعة من الاستجابات لردود فعل الآخرين تجاهي؟، وهل هذه الأفكار ووجهات النظر المتخيلة تنعكس ذهاباً وإياباً إلى ما لانهاية؟». مقتطفات من مسرحية "ما في فكرة" التي عرضت في مهرجان "دمشق المسرحي" متطرقاً إلى الإعاقة والفن.
موقع "eSyria" بتاريخ 4/12/2010 حضر الحوار المفتوح حول "الإعاقة والفن" في قاعة "رضا سعيد" للمؤتمرات، وذلك بناءً على فكرة مسرحية "ما في فكرة" الذي قدمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع مؤسسة "سعيد" للتنمية ضمن فعاليات مهرجان "دمشق المسرحي".
لا يوجد معوق دون وجود مجتمع معاق، أدعو تجديد الأفكار لخلق إحساس جديد لمحي الخيط الرفيع بين المعاق والإنسان السليم، وتغيير نظرة المجتمع لكل إنسان معاق ونشاركهم في كل الفعاليات الفنية، فليكن يوم المعوق العالمي يوم فرح دائم
مدير المجلس الثقافي البريطاني السيدة "إليزابيث وايت" تحدثنا عن أهمية هذا الحوار قائلة: «يعمل المجلس الثقافي البريطاني ضمن سياسة مبدأ تكافؤ الفرص على موضوع الإعاقة والتي هي إحدى مجالاتها، حيث شهدت "دمشق" مؤخراً الألعاب الأولمبية الإقليمية الخاصة، احتفاءً بمهارات ومنجزات ذوي الاحتياجات الخاصة والتي ألهمتنا جميعاً، وكجزء من مهرجان "دمشق المسرحي"، واحتفالاً بيوم 3 كانون الأول باعتباره اليوم الدولي للمعاقين، استقدم المجلس الثقافي البريطاني مسرحية بعنوان "مافي فكرة" وهي لمحة عما يمكننا أو لا يمكننا تخيله حينما ننظر إلى أحدهم، إلا أن مسرحية كهذه تجعلنا نعيد التفكير بأفكارنا المسبقة، وجاء هذا الحوار لبين أهمية العلاقة بين المعوق والفن، وليناقش محتوى العرض والعملية الفنية التي تكمن وراءه بالتعاون مع صناع المسرح من سورية والمملكة المتحدة».
أما "ليلى رحمة" مدير مشاريع "رضا سعيد" للتنمية قالت: «مؤسسة "رضا سعيد" تهتم بالشباب والأطفال وبناء مستقبل مشرق لهم، وكان من ضمن برامجه الإعاقة، نحن نهتم بالإعاقة وخاصة عند الأطفال ونشرالوعي فيما يخص هذا الموضوع، للوصول لهم بأقصر وقت ممكن بعد الولادة لإمكانية معالجتهم وتخفيف نسبة الإعاقة في سورية، الفكرة بدأت من أن النظرة العالمية كانت تهدف لعمل شيء خاص للمعاقين، لأن مجتمعاتهم مغلقة ومنطوية على نفسها، فمع تطور المجتمع أصبح واضحاً دور هؤلاء الأشخاص كعنصر من هذا المجتمع، فهم بحاجة إلى بعض التسهيل للخروج من الانعزالية التي كانوا يعيشونها، أشرت في الحوار إلى أهمية دور المجتمع الأهلي في الاندماج الأجتماعي لذوي الإعاقة، وأهمية نشر الوعي فيما يخص حقوقهم، وأيضاً الفوارق الدقيقة والحساسة فيما يتعلق بتقديرهم، فنحن خطينا خطوة صغيرة في طريق طويل ونرجو الاستمرارية».
والأمين العام للمجلس المركزي لشؤون المعوقين "حازم ابراهيم" أشار إلى أنه: «أصبح في سورية لجنة مركزية لشؤون المعوقين، تضم القطاعات الحكومية والأهلية، والأهم من ذلك أنها تضم الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من عملية صنع القرار، وهنا أود الإشارة إلى الاولمبياد الخاص الذي أثار نوع من الحراك الكمي والنوعي، فنحن نود التغيير في المواقف الاجتماعية اتجاه ذوي الإعاقة في سورية، بالنسبة لعلاقة الفن بالمعاقين نلاحظ دائماً شخصية المعوق تمثل "الخير، الحق، الحرام والفقر"، تلك الشخصيات الأحادية الجانب، يجب أن يكون هناك تنوع في شخصية المعوق في الدراما السورية وأن لا يتخذ نمطاً واحداً لا يتغير، حسب اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عرفوا الإعاقة بأنه التفاعل بين الشخص والبيئة، فهو مفهوم نسبي، فالمشكلة التي نعانيها هو أن الإعلام والمجتمع بشكل عام يركز على كرسي الإنسان المعاق ولا يهتم بالقيمة الفكرية التي يمتلكها ولا يسلطون الضوء على قصص نجاحهم، فمن حقوق المعوق الاندماج في المجتمع دون عوائق».
من الحضور التقينا الفنان "جمال سليمان" عن رأيه بالحوار المفتوح قال: «في ذهن الإنسان الكثير من المسلمات والبديهيات، فموضوع الإعاقة عليه نوع من الغبار التي يجب أن يزاح عنه لكي يفهمها المجتمع بشكلها الصحيح، إن أحد أسباب الإعاقة هو الفقر والذي لا يأخذ مكانه في الحوارات التي تقام حول الإعاقة، فله دور كبير في الكثير من حالات التي نراها، فمثلاً التهاب الأذن الوسطى بسبب الفقر وعدم معالجته يسبب إعاقة، فعلينا ربط المسائل بالبعد الاقتصادي العالمي وجشعه الذي لا يميز بين إنسان سليم وإنسان معوق».
والكاتبة "ريما فليحان" حدثتنا: «إن موضوع الحوار جميل، اعتقد أن المسؤولية الدرامية تقع على عاتق الكاتب أولاً، لأنه هو الذي يضع الخطة الدرامية ويقود الشخصية، فحين نتناول موضوع له علاقة بالمعوقين يجب أن يعمل الكاتب ضمن حبكة درامية محكمة وحتوتة مكانية، لا أن يركز على أنه سيعمل فيلماً للمعاق فقط ويركز على المعاق كشخص ناقص، فهذه مسألة نعاني منها كثيراً، والنقطة الثانية المهمة هي دور وسائل الإعلام في نقل صورة جيدة عن هذه الفئة من الشعب فهي مسؤولية مشتركة، عندما نتحدث عن موضوع الإعاقة يجب أن نتناولها بصورة أشمل، مثلاً تحديث الإعلام ليس له علاقة بالإعاقة لكنه ينعكس إيجابياً عليهم».
أما "غادة الخطيب" معدة في التلفزيون السوري تقول: «لا يوجد معوق دون وجود مجتمع معاق، أدعو تجديد الأفكار لخلق إحساس جديد لمحي الخيط الرفيع بين المعاق والإنسان السليم، وتغيير نظرة المجتمع لكل إنسان معاق ونشاركهم في كل الفعاليات الفنية، فليكن يوم المعوق العالمي يوم فرح دائم».