على بعد /20/ كيلومتراً من مدينة "بانياس"، يقع مسجد الإمام "حسن جلال الدين" في بلدة "القدموس" الذي يعود وجوده كبناء إلى الفترة الرومانية، حيث بني ككنيسة رومانية بمذبحها وأبوابها وشكلها الخارجي، ولكنه الآن مقصد إسلامي يرتاده المسلمون لإقامة فروضهم اليومية.

موقع "eSyria" زار مسجد "الإمام حسن" بتاريخ "14/12/2010" والتقى السيد "علي أدهم الجندي"، والذي تحدث عن موقع المسجد بالقول: «يقع مسجد الإمام "حسن جلال الدين" أو كما يسمى بمسجد "القدموس" في الحي القديم ببلدة "القدموس" التابعة لمدينة "بانياس"، ويعتبر من أقدم الأبنية الأثرية الإسلامية في المحافظة ككل».

يقع مسجد الإمام "حسن جلال الدين" أو كما يسمى بمسجد "القدموس" في الحي القديم ببلدة "القدموس" التابعة لمدينة "بانياس"، ويعتبر من أقدم الأبنية الأثرية الإسلامية في المحافظة ككل

الشيخ "نزيه طه" إمام المسجد تحدث عن تاريخه قائلاً: «يعود تاريخ بناء المسجد على أرض الواقع إلى الفترة الرومانية أي ما قبل الإسلام، حيث كان -كما يقال وكما هو متناقل- كنيسة رومانية لها مذبحها الخاص، والدليل على ذلك وجود عتبتين لبابين في الجهة الجنوبية منه تم إغلاقهما.

السيدان "عهد عزوز" و "علي الجندي"

وفي عام /62/ هجري أصبح مسجداً يرتاده المصلين، حيث تم إنشاء المحراب في جهة البابين وإنشاء باب المسجد في جهة المذبح، وأعيد بناءه وترميمه في عام /628/ هجري أيام الملك "الظاهر بيبرس"».

ورد ذكر "مسجد الإمام حسن جلال الدين" في سفر المؤرخ "دوسو" الفرنسي الذي عمل قنصلاً لـ"فرنسا" في "حلب" عام /1815/ ميلادي: «إن للإسماعيليين في بلدة "القدموس" جامع قديم فيه ثلاث لوحات أثرية كتب على الأولى- والموجودة على باب دار المسجد على الشارع الرئيسي- "أمر بعمارة هذا المسجد المبارك جمال الدين بن شمس الدين"، وكتب على الثانية- والموجودة على الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للمسجد أمام شجرة حور كبيرة- "بسم الله الرحمن الرحيم... أمر بترميم هذا الجامع المبارك المولى نجم الدين بن شمس الدين أعزهما الله ونصرهما"-، أما الثالثة- والموجودة في أعلى باب المسجد الرئيسي- فكتب عليها "بسم الله الرحمن الرحيم.. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»(*).

الشيخ "نزيه طه"

المسجد رمم عدة مرات بحسب قول الشيخ "نزيه": «رمم المسجد أول مرة كما هو متناقل وواضح على اللوحة الحجرية الموجودة على الباب الرئيسي على يدي الداعي الأجل "جمال الدين" عام /628/ هجري، ورمم مرة ثانية على يد "نجم الدين" عام /1270/ ميلادي».

وعن مساحة المسجد يقول الشيخ "محمد الكعدة"- مؤذن المسجد منذ /20/ عاما-: «المسجد حرم قديم مبني من الحجارة القديمة والكلس، وطوله من الخارج /22/ مترا وعرضه /12/ مترا وارتفاعه /8/ أمتار، وله فسحة دار خارجية وباب خارجي رئيسي من الحجر يحيط به من جميع الجوانب بيوت قديمة وبجانبه من الجهة الشمالية والغربية قطعة أرض ملك له، وقد بنية جدران المسجد بسماكة تتراوح ما بين /1,2/ متر و/2/ متر.

المسجد من الداخل

ويتخلل الجدران ثلاث نوافذ قبلية ونافذة غربية أحدثت منذ /30/ عاما، وله محراب جميل ونافذة صغيرة فوق الباب الرئيسي، وكان بابه ونوافذه من الخشب القديم واستبدلت بالحديد حالياً، وكان فيه رف خشبي واسع كغرفة لجماعة مؤذني المسجد تم إزالته من قبل شيخ المسجد القديم» .

أما عن تقسيمات المسجد يقول السيد "أحمد الكعدة" أحد المصلين: «للمسجد ثلاثة أروقة جميلة قديمة وسقف بشكل عقد حجرية منحنية جميلة، وفيه مصباح زجاجي قديم، إضافة إلى أن أرضيته كانت من الخشب وتحتها سواقي لمجاري المياه، ولكنها أزيلت وبقي مجرى واحد للماء فيها نهايته بالباب عند الشارع حيث يخرج منه الماء شتاءً، أما المئذنة فهي مبنية من الحجر سماكة /40/ سنتيمترا وارتفاعها /15/ مترا ولها باب صغير ارتفاعه /1,30/ متر، ويتم الصعود إليها عبر درج داخلي مكون من /44/ درجة من الحجر المتوضع بشكل حلزوني.

في حين أن المئذنة من الخارج مثمنة الشكل على الطراز المملوكي ويحيط بأعلاها سور حجري ارتفاعه حوالي /1/ متر، وفي أعلاها قبة قديمة عليها هلال القمر وبأعلاها ممر للمؤذن ليقف بدوار المئذنة للأذان عند انقطاع التيار الكهربائي، ويوجد في جدران المئذنة نوافذ صغيرة للتهوية والإضاءة، ويوجد أسفلها أي فيما يسمى القبو محلين تجاريين وقف للمسجد».

السيد "عهد عزوز" يروي لنا توالي الأئمة على المسجد، فيقول: «ما أعرفه عن بعض المشايخ الذين توالوا على إمامية المسجد هم الشيخ "إسماعيل محمد علي الشيخ" وعقبه الشيخ "مصطفى داؤد العمر" واستلم المسجد لحوالي /45/ عاماً، والشيخ "مأمون حربا بن مصطفى" الذي استلم المسجد في "1/1/1990" وهو معلم مدرسة قدم للجامع الكثير من الخدمات أهمها "إنشاء مكتبة إسلامية عامرة بمصنفات نادرة وجيدة، وبناء مرافق خاصة للمسجد، وتجديد أثاثه وطلاء جدرانه، وتجهيز منبر من البلاط والاحتفاظ بالمنبر الخشبي كأثاث اثري، وإزالة الطبقة الأسمنتية الخارجية للجامع ليعود الجامع إلى وضعه الأثري"».

(*): سفر المؤرخ "دوسو" الفرنسي- /1815/مـ