تقع كنيسة "مار ميخائيل" في الطابق الأول من "برج صافيتا" وهو "القصر الأبيض" كما ورد اسمه في اللغة "اللاتينية"، وهذه الكنيسة تتبع لطائفة "الروم الأرثوذوكس" ورغم قدمها لاتزال القداديس وجميع الأعياد تقام بها بانتظام إضافة لكونها مبنى أثري ضمن "برج صافيتا".
موقع "esyria" وقبل وصوله الى كنيسة "مارميخائيل" التقى بالمعمّر " عيسى كامل مخول" الذي ناهز عمره عن /96/ سنة وذلك في متجره الصغير الواقع على الطريق الصاعد باتجاه "برج صافيتا"، حيث حدثنا عن بعض ذكرياته مع كنيسة "مار ميخائيل" بالقول: «هذه الكنيسة أقدم كنائس المنطقة على الإطلاق وأثناء الجلوس فيها تشعر بعبق التاريخ وصفاء الروح وزيادة الرغبة في الإيمان لما لها من قيمة دينية، إضافة لما عانته خلال حياتها لتبقى مركز ومكان لتمجيد الله وعبادته.
يمكن لأي شخص الدخول إلى كنيسة "مار ميخائيل" وحضور احتفالاتها كونها من أهم المعالم التاريخية والدينية في المنطقة، كما أن الوصول إلى الكنيسة هو أسهل عمل لمن يزور "صافيتا" لأن أول مايشاهده الزائر إلى مدينة "صافيتا" برجها الكبير الكائن في أعلى قمة في المدينة حيث توجد الكنيسة داخل البرج وحيث أن كل الطرق تصل إلى كنيسة "مار ميخائيل"
كما أذكر حين كنت صغيراً كيف كنا نسهر في الكنيسة أيام "عيد القيامة وعيد الفصح" لنبقى الليل بطوله داخلها ونحن نعيش فرح الطفولة والعيد، كما أذكر أن رجال الدين رفيعي المكانة كانوا يدفنون في جدار الكنيسة حيث لم تعد هذه العادة موجودة الآن، وبعد أن قارب عمري المئة عام أصبحت أحمل همّ الصعود الى الكنيسة لكن مع ذلك أصعد ولو مرة في الشهر خلال فترة الصباح الباكر لتكون أجمل وقت أقضيه خلال نهاري».
موقع "eSyria" زار كنيسة "مار ميخائيل" بتاريخ 22/11/2010، للتعرف على تاريخ الكنيسة ومكانتها الدينية، حيث التقينا السيد "كارلوس ريّا" -خادم الكنيسة برتبة "شمّاس" -وهي أول درجة في المراتب الكهنوتية- والذي حدثنا عن الكنيسة بالقول: «سميت الكنيسة بهذا الاسم نسبة إلى "مار ميخائيل" وهو أحد رؤساء الملائكة الثلاث "ميخائيل وجبرائيل وغفرائيل"، وهناك عيد احتفالي ضخم يقام في /8/ تشرين الأول من كل عام احتفاءً "بمار ميخائيل".
ويذكر التاريخ أن البطريرك "مكاريوس ابن الزعيم" الذي زار صافيتا عام /1652/ قد قدّس في البرج ويبدو أنه هو من أطلق على البرج تسمية "كنيسة مارميخائيل المعظمة"، وهذه الكنيسة هي الكنيسة الرئيسية في صافيتا والتي تقام فيها جميع الطقوس الدينية من "قداديس وأفراح وأعياد.."».
أما الأشمندريد "ديمتري شربك" وهو وكيل مطران "عكّار"، فقد تحدث عن تاريخ كنيسة "مار ميخائيل" بالقول: «لم يرد ذكر تاريخ "برج صافيتا" -كون الكنيسة جزء منه- في المصادر التاريخية لكن الآثار المكتشفة تشير إلى عهود "الرومان والبيزنطيين ثم الصليبيين والمسلمين" وقد ورد ذكر البرج لأول مرة في المصادر التاريخية عندما احتله الصليبيون وقاموا بتجديد بنائه بتاريخ /1166/م، بعدها دخلت الكنيسة تحت سيطرة "أتابك حلب نور الدين زنكي".
وقد تعرض البرج للتخريب مراراً وأعيد بناؤه عدة مرات ويعتقد أن إعادة بنائه عام /1202/ بعد هزة أرضية هو نفس البناء الذي لايزال قائما ً إلى الآن، ويذكر أن العرب المسلمين سلموا الكنيسة لأصحابها الأصليين بعد طرد الصليبيين منها، وبقي البرج وكنيسته وسوره بحالة جيدة حتى نهاية القرن التاسع عشر حيث بدأ سكان المناطق المجاورة له ببناء بيوت محاذية له وضمن سوره وفوق السور مما أدى إلى إخفاء معالم السور وأصبحت المنازل على بعد عدة أمتار من الكنيسة».
أما عن أقسام الكنيسة فيقول الأشمندريد "ديميتري شربك": «تقوم الكنيسة على طابق أرضي يتألف من عدة أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب وفيها خزان ماء مردوم، أما الطابق الأول فهو كنيسة "مار ميخائيل" والتي لاتزال بحالة جيدة حتى الأن، وفوقها قاعة كبيرة تم بناؤها في أوائل القرن الثالث عشر ترتكز في بنائها على ثلاث ركائز من الأعمدة الضخمة البارزة تستند عليها عقود متصالبة شديدة الإنحناء وفي جدرانها مرامي للسهام، وبالعودة إلى الكنيسة فهي عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل سقفها مقنطر بقنطرة حجرية ضخمة يتخللها قوسان كبيران ينتهيان بمجموعة ركائز للأعمدة في الطابق الثاني، أما أرضها فهي مفروشة بالبلاط الحجري وجدرانها تحوي أربعة نوافذ ضيقة من الخارج ومتسعة من الداخل وطراز أقواس هذا الطابق تعود إلى "الطراز القوطي" التي تؤمن إضاءة كافية وراحة نفسية للمصلين».
في النهاية يضيف السيد "كارلوس ريّا": «يمكن لأي شخص الدخول إلى كنيسة "مار ميخائيل" وحضور احتفالاتها كونها من أهم المعالم التاريخية والدينية في المنطقة، كما أن الوصول إلى الكنيسة هو أسهل عمل لمن يزور "صافيتا" لأن أول مايشاهده الزائر إلى مدينة "صافيتا" برجها الكبير الكائن في أعلى قمة في المدينة حيث توجد الكنيسة داخل البرج وحيث أن كل الطرق تصل إلى كنيسة "مار ميخائيل"».