تمتاز المنطقة الشمالية من "جبل الزاوية" بتعدد المواسم والمحاصيل التي تنتجها، وخاصة الأشجار المثمرة، كـ"المحلب والكرز والزيتون والمشمش والرمان" وغيرها، وتوزع هذه الأشجار في مناطق مختلفة، فـ"الزيتون" له منطقة معروفة و"الكرز" كذلك له منطقة معينة، و"ترعان" اشتهرت بموسم "الرمان" منذ القديم، وأهم ما يميزها إضافة إلى كونها منطقة سياحية رائعة الجمال موسم "الرمان"، الذي يزيد من الحركة البشرية والتوجه لهذه المنطقة في فترة القطاف.
موقع eIdleb زار" ترعان" وصحب العديد من الفلاحين أثناء عملية قطاف الثمر، وكانت البداية مع المزارع السيد "حسن زين الدين" والذي يقول: «منذُ القديم لم نكن نعرف شجراً مثمراً سوى "التين والعنب والزيتون والرمان"، وكانت الحركة الزراعية في "ترعان" مزدهرة ازدهاراً كبيراً منذ القديم، حيث إن الأغلبية العظمى من أراضينا الزراعية لم تكن صالحة سوى لزراعة الحبوب، نتيجة لعدم وجود الماء فيها، فلم نكن نُفكر إطلاقاً بزراعتها بالأشجار المثمرة، ونتيجة لوجود عدد كبير من الينابيع السطحية المنسابة في وادي "ترعان" لفت نظر العديد من الفلاحين لزراعته بالأشجار المثمرة، فكان أن زُرع بـ"الرمان" لأنه من الأشجار التي تحتاج للماء وهو موجود في هذا الوادي وبكثرة».
انخفض إنتاج "ترعان" من موسم الرمان إلى النصف إذا ما قورن بالسابق، من جهة إهمال المزارعين لبساتينهم، نتيجة المردود المتدني الذي تعود به، ومن جهة ثانية الجفاف الذي حدث في المنطقة، حيث إن معظم الينابيع السطحية جفت، وانخفض منسوب المياه بشكل كبير ولم تعد الآبار العربية الموجود تفي بالغرض، وإذا بقي الحال كذلك فسيقضى على أشجار "الرمان" بالكامل لأن شجرة الرمان تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، وإلى سقاية دائمة ولا يناسبها الجفاف
كما التقينا السيد "أحمد زين الدين" الذي يقول: «لا أعرف منذ متى زُرعت هذه الأرض بأشجار "الرمان" إنما ورثتها عن أبي هكذا، وربما يعود عمر شجر "الرمان" فيها لأكثر من مئتي عام، كنا بالسابق نعاني كثيراً في موسم القطاف، وخصوصا بتسويق الموسم نتيجة لعدم وجود وسائط النقل، فاضطررنا لنقله على الدواب إلى المدن المجاورة، فكنا نستيقظ من الصباح الباكر ونتجه إلى مدينة "المعرة" ونستغرق أكثر من ساعتين نمضيها في السير ليلاً حتى نستطيع الوصول إلى السوق باكراً، ونستخدم أقفاصا كبيرة من الخشب لكونها تتسع لكميات كبيرة من الثمر، وفي فترة لاحقة وصل الطريق إلى منطقة قريبة من الوادي، فكنا نكتفي بقطع نصف المسافة على الدواب، أما في الوقت الحاضر فقد وفرت علينا وسائط النقل الجهد الكبير الذي كنا نبذله، ووصلت الطرق الزراعية إلى وسط الوادي وأصبحنا نكتفي بنقل الموسم من البستان إلى طرف الطريق».
أما السيدة "فاطمة العاصي" فتقول: «يُعتبر موسم قطاف "الرمان" مهرجانا محليا كبيرا، تشترك به العائلة بأكملها صغارا وكبارا، أطفالا ونساء، ولأنه يجمع كل أبناء القرية، كلّ في بستانه يقوم بقطف ثمار أشجاره، إضافة إلى العديد من الغرباء الذين يأتون لشراء الرمان من المزارعين، لم يكن الجهد الذي تبذله النساء أقل من جهد الرجال، بل كنا نتقاسم العمل بالتساوي فالرجال يأخذون الموسم إلى الأسواق، أما نحن فنقوم بقطاف الثمر، وبنقل قسم كبير من الموسم على رؤوسنا من البستان إلى القرية، حيث ندخر قسما كبيرا من الموسم لفصل الشتاء، كمونة للبيت ونبيع الفائض لأن أسعار الرمان ترتفع في الشتاء أكثر منها في فترة الموسم».
ويقول السيد "مهدي العاصي" أحد أصحاب البساتين: «نستخدم في عملية القطاف "المقص"، وهو أداة تستخدم لقص الغصن العالق بالثمرة، ويفضل أن يبقى شيء من الغصن عالق بالثمرة، وخاصةً الثمار التي تدخر لفصل الشتاء، حيث يُعلّق ثمر"الرمان" من الأغصان العالقة به بخيط ويعلق بسقوف المنازل، وتتطلب عملية القطاف وجود عدد من الأشخاص، اثنين لقطف الثمار، أحدهما يصعد إلى الشجرة يقطف الثمرة ويلقيها للشخص الآخر الذي يضعها على الأرض، وشخص يقوم بجمع الثمار ووضعها بمكان واحد، وآخر يقوم بتصنيف الثمار إلى ثلاثة أقسام "كبير وصغير ووسط" وعلى هذا الأساس يتم وضع كل صنف في القفص المخصص، ليصبح جاهزاً للتسويق، يستخدم في تعبئة الثمر أقفاص "البلاستيك" التي تصل سعة القفص منها إلى /30/كغ، وتستخدم أقفاص الفلين، يُنقل الموسم بـ"العزاقات" والسيارات"، إلى أسواق الهال الرئيسية في المحافظة، كسوق "أريحا" و"المعرة"، ولاقى رمان "ترعان" شهرة واسعة على مستوى السوق الداخلي، وكثير من المستهلكين يرقبونه ولا يشترون رماناً من أي منطقة في حال وجود رمان "ترعان"، والعديد من المزارعين في "ترعان" يبيع القسم الأكبر من الموسم في البستان، حيث يأتي المستهلكون المحليون إلى البساتين ليتمتعوا بسحر المنظر وجمال الطبيعة، ويقوموا بقطف الثمار بأنفسهم، ويُوفر ذلك عليهم جهد نقل الموسم إلى الأسواق».
أما الحاج "خيرات صطيفي" فيقول: «انخفض إنتاج "ترعان" من موسم الرمان إلى النصف إذا ما قورن بالسابق، من جهة إهمال المزارعين لبساتينهم، نتيجة المردود المتدني الذي تعود به، ومن جهة ثانية الجفاف الذي حدث في المنطقة، حيث إن معظم الينابيع السطحية جفت، وانخفض منسوب المياه بشكل كبير ولم تعد الآبار العربية الموجود تفي بالغرض، وإذا بقي الحال كذلك فسيقضى على أشجار "الرمان" بالكامل لأن شجرة الرمان تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، وإلى سقاية دائمة ولا يناسبها الجفاف».