«بمجرد دخولك مدينة "طرطوس"، يسترق نظرك التنوع النباتي في جُزرها وحدائقها لتجعلك تشعر وكأنك تزور حديقة تمتد على المدينة بأكملها»، بهذه الكلمات وصفت السيدة "عبير محمود" /مواطنة لبنانية/ اللوحات الخضراء الجميلة التي شاهدتها أثناء تجوالها في "طرطوس" لزيارة إحدى صديقاتها.

"جزر طرطوس" تشكل ما يشبه حدائق كبيرة تعج بأنواع مختلفة من النباتات، قد لا يشعر بها ابن المدينة الذي اعتاد العيش بين هذه اللوحات الجميلة، ولكن الزوار يشعرون بغنى التنوع النباتي الموجود فيها، موقع "eSyria" التقى المهندس "حامد علي" رئيس دائرة الحدائق في "محافظة طرطوس"، للتعرف على أنواع النباتات الموجودة على "جزر طرطوس" وحدائقها، السيد "حامد" عدد أهم النباتات الموجودة بالقول:

زرع في محافظة "طرطوس" أكثر من /3/ آلاف شجرة "نخيل ثمري"، موزعة في "مداخل المدينة"، والجزر و"الكورنيش" وهناك /2000/ شجرة "نخيل مروحي"

«في البداية لابد من الإشارة، أن المساحة المزروعة في "مدينة طرطوس" تصل إلى /47/ هكتاراً، ولعل شجرة "الفيكوس" أهم الأشجار المزروعة في مدينة "طرطوس"، وهي تتميز بسرعة نموها وحجمها الكبير وقابليتها للتشكيل كما أنها تتناسب مع الموقع والمكان، سواء في الحديقة أو الرصيف أو غير ذلك، تليها شجرة "الزنزلخت" المزروعة بكميات كبيرة خاصة في الأرصفة وشوارع المدينة والحدائق.

السيد "حسن مرجان"

وهناك أشجار أخرى مثل "خف الجمل"، وأشجار حراجية تستخدم للزينة مثل "الدردار"، وكذا "الصفصاف" وأشجار "السرو العطري"-القابل للتشكيل-، و"الافوكاريا" ولدينا العديد من الأشجار التي لا تعيش في الداخل مثل "الجاكردنا"- التي تتميز بتحملها للرطوبة وطقس الساحل-، ومثلها "الفيكوس" التي لا تتحمل درجات الصقيع التي تحدث في المحافظات الداخلية.

كما يوجد في "طرطوس" شجرة "الهيبسكوس" الرائعة التي تتلون أزهارها بألوان مختلفة كـ"الأبيض والأصفر والأحمر"، وأيضا هناك شجرة "حرير الزهور" وشجرة "أم كلثوم"، وعدد من الأشجار المتسلقة كـ"النفنوف"، و"الجهنمية" بألوانها "الأبيض والأورانج والبنفسجي" وأخيراً لابد من الإشارة إلى وجود "الياسمين" بألوانه وأنواعه المتعددة».

احدى النبتات

"النخيل الثمري" أحد الأنواع الجديدة التي بدأت تزرع في "طرطوس"، السيد "حامد علي"، تحدث عن "النخيل الثمري" بقوله: «زرع في محافظة "طرطوس" أكثر من /3/ آلاف شجرة "نخيل ثمري"، موزعة في "مداخل المدينة"، والجزر و"الكورنيش" وهناك /2000/ شجرة "نخيل مروحي"».

السيد "حسن مرجان" مدير البيئة في "طرطوس"، يرى أن تنوع البيئة في المحافظة، جعلها تحظى بتنوع في "الغطاء النباتي"، لأن هذه البيئة تناسب أغلب النباتات وتابع "مرجان" حديثه بالقول: «تحتوي "طرطوس" على العديد من "نباتات الزينة" و"النباتات العطرية" التي يستفيد منها "النحل"، حيث إن "طرطوس" تعتبر غنية بالمراعي التي يفضلها "النحل" لإنتاج "العسل"، ومن أشهر مراعي "طرطوس" مراعي "الزعتر والميرمية.." وغيرهما».

المهندسة "عزيزة منصور"

المهندسة "عزيزة منصور" المشرفة على حديقة "الباسل" في مدينة "طرطوس" تحدثت عن بعض النباتات التي تزرع في الحديقة، بقولها: «نزرع الحوليات بشكل متنوع، فهناك "الكاميليا" بأنواعها؛ بحيث تجد أنه كلما انتهى موسم إحدى النباتات يبدأ موسم نبات آخر.

وفي حديقة "الباسل" تجدون "الغار" و"العرائش" ونباتات مثمرة مثل "العناب، الاكي دينيا، الجوافة" والجميل أننا نلاحظ أن بعض الأشخاص يقطفون بعض الثمار الناضخة أثناء ممارستهم للرياضة الصباحية، ويقومون بتناول بعضاً منها».

لا يقف تنوع "النباتات" في "طرطوس" عند هذه الأنواع فقط، إذ تجد أن جزرها تحتوي على أشجار "الزيتون" التي يقطفها سكان الأحياء القريبة منها، ويستفيدون من ثمارها، السيدة "فادية موسى" أحد سكان مدينة "طرطوس" والتي تحدثت بالقول: «بالقرب من منزلي هناك ثلاثة "أشجار زيتون"، أتناوب مع جيراني على قطافها والاستفادة المنزلية منها- طبعاً دون ممانعة البلدية للموضوع-، وأيضاً هناك شجرة "جوافة" ملاصقة لمنزلي، نستطيع قطاف ثمارها أثناء جلوسنا على شرفة المنزل».

السيد "بلال علي" أحد سكان "مدينة طرطوس" والقادمين من ريفها، تحدث عن أن جمال تنوع "الغطاء الأخضر" الموجود بقوله: «بصراحة، لا اعتقد أن أي مدينة أخرى تنعم بما تمتلكه "مدينة طرطوس"، فالوافد إليها يشعر وكأنه يزور قرية رائعة الجمال يحار فيها بما تمتلكه من الأشجار والنباتات التي تعد متنفسا لنا، خصوصا في حديقتيها "الباسل" و"/16/ تشرين".

على الأقل نحن لا نشعر بغربة الابتعاد عن القرية، وهنا أتكلم عن نفسي فأنا من "فجليت- الدريكيش"، وأجبرتني ظروف العمل على العيش في المدينة».