حدث ذلك بعد عودته من رحلة دامت عدة سنوات في بلاد الاغتراب، وقبل أن يبدأ ببناء بيته.. أخذ يبحث عن استثمار في قريته يستفيد منه أهلها، وكان اجتماعه بمهندس المعلوماتية "فراس عامر" كفيلاً بولادة فكرة المشروع ليكون لمحو أمية المعلوماتية وذلك في عام 2002م، حيث انطلق بشكل عملي في عام 2003 في قرية "أم الزيتون" وكانت البداية فقط لينتقل بعدها إلى مدينة "شهبا" ومن ثم إلى "السويداء" بمركز "إحسان" التعليمي لتقنيات الحاسوب.
وفي حديثه لموقع eSuweda تحدث السيد "إحسان كرباج" صاحب المركز عن تجربته مع المعلوماتية منذ البداية قائلاً: «في حياتي أؤمن بشيء واحد فقط وهو أن الاستمرارية للعلم.. فالأموال تزيد وتنقص تبعاً لظروف معينة.. ولكن مع العلم فالمقاييس مختلفة تماماً.. ومن خلال سفري إلى عدة مدن في العالم وجدت أن الكمبيوتر قد أضحى لغة مشتركة لكافة شعوب الأرض، والمعلوماتية والقانون هما أساس التقدم في أي أمة، ومن هنا جاءت فكرة افتتاح مركز لتعليم تقنيات الحاسوب، إلا أن لأهل الاختصاص دورهم أيضاً ولولا لقائي بالمهندس "فراس" لما اكتمل مشروعي ونجح كما أردت له.
بعد التخرج من الجامعة بدأنا نعد أنفسنا للدخول في ميدان العمل الوظيفي وهذا يتطلب تنمية المهارات وخضوعنا لعدة اختبارات منها اختبار اللغة الأجنبية والاختبار الوطني للمعلوماتية، وشهادة المعهد تعتبر بديلاً عن شهادة الاختبار الوطني للمعلوماتية هذا بالإضافة إلى ما تقدمه من معلومات مفيدة وجديدة
فبعد نجاح المشروع في قرية "أم الزيتون" قمت مع عدة شركاء بافتتاح معهد في مدينة "شهبا" إلا أن تجربته لم تنجح، وبدأت أؤمن بأن الشراكة قد لا تعود بالنفع في أحيان كثيرة... لذا قررت خوض التجربة بمفردي في معهد "إحسان" لتقنيات الحاسوب في مدينة "السويداء" الذي تأسس في الشهر العاشر من العام 2009، وافتتحنا فرعاً له في مدينة "صلخد" وسيتم افتتاح فرع "شهبا" قريباً».
المهندس "فراس عامر" مهندس معلوماتية ومدير المعهد قال: «للعمل مع السيد "إحسان" متعة خاصة، فهو لا يهتم بالربح بقدر ما يهتم بقيمة ما يقدم للطلاب، فعندما بدأت العمل معه في قرية "أم الزيتون" كنت في السنة الثانية في الجامعة، وبعد تمويله للمشروع بالكامل تبرع بربحه لصالح طلاب القرية، ولم نتقاض من الطلاب سوى 250 ليرة سورية فقط من كل طالب، وهذا المبلغ كان لقاء تدريسي للطلاب ولأتمكن من متابعة دراستي الجامعية وبالفعل شهدت التجربة نجاحاً كبيراً وإقبالاً من قبل الطلاب والأهالي والمدرسين وكافة شرائح المجتمع، لدرجة أن بعض الدورات كانت تقام في الليل وفي ساعات متأخرة أيضاً لبعض المدرسين بسبب الضغط الكبير».
أما عن تجربة معهد "إحسان"، أضاف: «لم يمض وقت طويل على تأسيس المعهد ولا تزال الآمال الكبيرة موجودة والأحلام والطموحات تنتظر التنفيذ، يقدم المعهد دورات وامتحانات شهادة الرخصة الدولية في قيادة الحاسوب ICDL ودورات تعليمية في مناهج الجامعات، وقد قدم السيد "إحسان" اقتراحاً بتدريب مجاني لعشرة موظفين من كل مؤسسة في المحافظة للإلمام بالحاسوب وتقنياته، ونعمل على أن يصبح المعهد مركزاً لتقديم الخدمات الجامعية للطلاب، وبما أن السيد "إحسان" مقيم في كندا فهناك خطة لزيادة التواصل وتبادل الخبرات المعلوماتية بين سورية وكندا».
لإدارة المعهد أسلوب مميز في التعريف بالمعهد، فهم لا يعتمدون على الإعلان، بل يعرفون بالمعهد من خلال رعاية عدد من الأنشطة في المحافظة، وعنها تابع المهندس "فراس" بقوله: «قام المعهد برعاية عدد من الأنشطة ومنها حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب كلية الآداب في "السويداء" حيث قدم المعهد دورات لكافة الطلاب الخريجين وكان عددهم 205 طلاب بنصف القيمة فقط، بالإضافة إلى تكريم الطلاب العشرة الأوائل في المحافظة، ورعاية حفل رابطة "شهبا" لتكريم المتفوقين، وتقديم جوائز للمتفوقين المكرمين في قرية "أم الزيتون" وندوة تمكين اللغة العربية».
الحصول على الشهادة في المعهد يتطلب اختباراً وسبعة امتحانات وقد تم تشكيل لجنة من التعليم الخاص ومديرية التربية ومديرية السلام، حيث أشادت بمستوى الامتحان وكفاءته، فالأسئلة مصدرها لجنة الجمعية البريطانية للكمبيوتر، وهناك إجراءات وقائية لمنع رسوب الطلاب إذ يخضعون لثلاثة امتحانات تجريبية قبل الامتحانات المقررة.
ومن طلاب المعهد التقى موقعنا "شروق الجزار" من قرية "الثعلة" التي تحدثت قائلة: «تخرجت في هذا العام من كلية التربية قسم الإرشاد النفسي، في حفل التخرج حصلت على شهادة تقدير وبطاقة حسم بقيمة النصف على دورة ICDL من المعهد في بادرة مميزة من إدارته، فقد كانت خبرتي في مجال المعلوماتية سطحية ومن خلال الدورة تعرفت عن قرب على كل ما يمت للمعلوماتية بصلة، بالإضافة إلى أن الحاسوب أصبح ضرورة ملحة في هذه الأيام، وشهادة المعهد معترف بها دولياً، وإذا فكرت يوماً بالسفر والعمل في الخارج ستكون مفيدة جداً بالنسبة لي».
"ريم زينية" من خريجي كلية الآداب أيضاً قسم الإرشاد النفسي، قالت: «هذه الدورة جمعتني من جديد مع أصدقاء الدراسة فجميعنا حصلنا على بطاقات تخفيضية للتسجيل في المعهد، أرغب بعد التخرج بتطوير لغتي الانكليزية لذا أعمل على التسجيل في قسم الترجمة في التعليم المفتوح، والإلمام أيضاً بكافة تقنيات الحاسب وهذا ما أسعى إليه من خلال هذه الدورة، هناك تقنيات جديدة وخبرات اكتسبتها لم أكن أعرفها، بالإضافة إلى تعريفنا بالانترنت وكيفية استخدامه بالشكل الصحيح بعد أن أضحى نافذة تكشف العالم».
الآنسة "مي رضوان" أضافت: «بعد التخرج من الجامعة بدأنا نعد أنفسنا للدخول في ميدان العمل الوظيفي وهذا يتطلب تنمية المهارات وخضوعنا لعدة اختبارات منها اختبار اللغة الأجنبية والاختبار الوطني للمعلوماتية، وشهادة المعهد تعتبر بديلاً عن شهادة الاختبار الوطني للمعلوماتية هذا بالإضافة إلى ما تقدمه من معلومات مفيدة وجديدة».
الطالب "سفيان عربي" من قرية "أم الزيتون" قال: «حصلت على المركز الأول في الثالث الثانوي العلمي وقد تم تكريمي في قريتي وحصلت على دورة مجانية أيضاً من مركز إحسان التعليمي، سعدت كثيراً بهذه الجائزة فالإلمام بتقنيات الحاسوب أمر جداً مهم في عصرنا وتساعدني في دراستي الجامعية، فالجميع يفكر بمثل هذه الدورات بعد التخرج أو كمرحلة أخيرة بعد انتهاء الدراسة ولكن لو نظرنا إلى الموضوع من حيث أهميته لاكتشفنا أن الإلمام بتقنيات الحاسوب هو الخطوة الأولى لترسيخ مفاهيم المعرفة في عصرنا الحالي».