تعددت مواهبها منذ الطفولة فكانت الرياضية الناجحة في السباحة والجمباز ثم اللاعبة المميزة في لعبتي كرتي "السلة" و"اليد"، وفي الفن كانت رائدة بالتمثيل والتقديم وأول طفلة رقصت الباليه باللاذقية قبل أن تتحول إلى أول قائدة كشاف في "اللاذقية" وصاحبة أول سجل تجاري لدى السيدات.
كل هذا وهي الفتاة المتفوقة دراسياً بكل المراحل بدءاً من الابتدائي ثم نيلها المرتبة الأولى في الثانوية التجارية على مستوى المحافظة نهاية بشهادتها الجامعية في التجارة والاقتصاد عام "1978"، ثم حصولها على ماجستير محاسبة من جامعة "ماك ماستر" في كندا عام "2006" إنها سيدة الأعمال "عواطف مصطفى صفوت" التي استضافها موقع eLatakia في حوار كشفت فيه الكثير عن شخصيتها.
رغم التطور التكنولوجي أعتقد أن الأيام التي مضت كانت أفضل بكل شيء وأنا لست ضد التطور بل على العكس لكوني سيدة أعمال أستخدم كل منتجات الثورة العلمية لكننا للأسف لم نأخذ ما يناسبنا بشكل جيد
عن طفولتها تقول: «كأي طفلة كان لي هوايات متعددة ففي المرحلة الابتدائية شاركت بكافة الأنشطة المدرسية والاحتفالات الوطنية والرسمية حيث كنت ضمن فريق التمثيل ورقص الباليه إضافة لتفوقي في رياضة الجري بمختلف المسافات وشاركت ببطولات مدارس "اللاذقية" وكنت من الأوائل بالجري، كما مارست الجمباز بإشراف المدربة "هند رباحية" والسباحة وحققت بهما عدة ألقاب على مستوى المحافظة».
وتابعت: «عند بلغي المرحلة الإعدادية توقفت عن السباحة والجمباز ووجدت نفسي أختار كرة السلة التي شدتني بداية في مدرسة "راهبات الكرمليت" الخاصة وتدرجت فيها بعد أن لعبت لمنتخب مدارس "اللاذقية" "إعدادي" ثم "ثانوي" وكنا من الثلاثة الأوائل على مستوى "سورية" وتم اختياري لألعب لمنتخب مدارس سورية في البطولة العربية في الإسكندرية في سبعينات القرن الماضي، ونلنا حينها الميدالية الذهبية بمشاركة "15" منتخبا عربيا، كما لعبت في نادي "الساحل" سابقاً "حطين" حالياً ومن لاعبات جيلي أذكر "ندى أزهري" و"ندى كنج" و"رجاء عمورة" و"عبير أدهمي" ولقيت التشجيع من خالي الكابتن "عبد الحليم غريب" والأستاذين "قيس رويحة" و"وليد الريس"، وكان يحق لنا ممارسة لعبتين فكنت ألعب إلى جانب "السلة" كرة اليد لكن لم أشارك بمنافساتها كما كنت في "السلة"».
وكأي فتاة تواجه صعوبات قالت السيدة "عواطف": «بصراحة لم تقف بوجهي أية مشكلة ولا أدري ربما لأن حياتي بكاملها كانت مخصصة للرياضة والدراسة ولم يكن عندي وقت للزيارات أو الترفيه، كانت الرياضة شغلي الشاغل أما الدراسة فكنت أخصص لها ساعتين من الخامسة حتى السابعة صباح كل يوم وكنت متفوقة بدراستي ونلت المرتبة الأولى على المحافظة في الثانوية التجارية وفزت بمنحة للدراسة الجامعية على حساب الدولة».
وانتقلت للحديث عن واقع الرياضة المدرسية حالياً مقارنة بالسنوات قبل ثلاثين سنة وأكثر: «هناك فرق شاسع كانت الرياضة المدرسية هي الأساس والعماد لرفد المنتخبات الوطنية وكان لها منافسات وبطولات وجماهير أم اليوم فلم نعد نراها كما في السابق، وللأسف حدث العكس حيث يتم الاستعانة بالطلاب الذين يلعبون في الأندية لتمثيل منتخبات المدارس كما أن التقيد بالسن النظامي لا يتم بشكل كامل ولا أدري لماذا هذا التراجع وهل مرده الثورة التكنولوجية في عالم المعلومات والكمبيوتر والانترنت والإعلام أم كثرة الأسواق وأماكن التسوق؟. على أيامنا لم يكن يتوافر ما ذكرته بالإضافة إلى أننا كنا نعشق اللعبة التي نلعبها كهواة لا محترفين».
وعبرت السيدة "عواطف " عن حنينها للماضي الجميل وقالت: «رغم التطور التكنولوجي أعتقد أن الأيام التي مضت كانت أفضل بكل شيء وأنا لست ضد التطور بل على العكس لكوني سيدة أعمال أستخدم كل منتجات الثورة العلمية لكننا للأسف لم نأخذ ما يناسبنا بشكل جيد».
وبعيداً عن الرياضة انتقلت ضيفتنا للحديث عن حياتها قائلة: «خلال دراستي الجامعية تزوجت وسافرت مع زوجي للعمل في المملكة العربية السعودية وافتتحت مدرسة نموذجية استلمت إدارتها وكنت أعمل بالمدرسة وأقوم بواجباتي كزوجة وأم لأربعة أطفال كانوا من الأوائل على مستوى المملكة بالإضافة لمواصلة دراستي ولدي أربعة أطفال "صبيان وبنتان" ونلت البكالوريوس في التجارة والاقتصاد وكنت آتي إلى سورية لأقدم الامتحانات ثم أسافر إلى "السعودية" لمواصلة حياتي هناك كمربية أجيال وأم بآن واحد، والحمد لله أنا اليوم أم وجدة بنفس الوقت وسعادتي لا توصف وأنا أرى أولادي يشقون طريقهم بنجاح واثق».
وعن "عواطف صفوت" حالياً وما تقوم به حالياً بعد عودتها من السعودية تقول: «اليوم وبعد عودتي إلى وطني أقوم بتقديم الخبرة التي حصلت عليها في الغربة سواء بالسعودية أو خلال تواجدي وأسرتي في "كندا" وأدير حالياً عدد من الأعمال الخاصة بي كسيدة أعمال ولديّ مشغل خياطة وتطريز ومركز متكامل للتجميل وبأحدث التقنيات العالمية وهناك مشاريع قيد الدراسة للأيام المقبلة منها إنشاء مدرسة نموذجية تعتمد أسلوب التعلم باللعب وفق أرقى المستويات».
الجدير ذكره أن السيدة "عواطف صفوت" هي عضو مجلس إدارة جمعية "فرح" لأطفال مرض السرطان وعضو في جمعية السيدات المتقاعدات وسبق لها المشاركة في عدد من ملتقيات سيدات الأعمال العربيات وعلى المستوى الدولي.