عرفت مدينة "صلخد" كما سماها العرب الأنباط باسم "سلكة" أو "صلخة"، وسماها العرب المسلمون "صرخد".

وقال فيها "ياقوت الحموي": «"صرخد" بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق وهي قلعة حصينة وولاية حسنة». كما يذكر أن الطبيب الشهير الملقب بـ"أبي أصيبعة" عاش في "صلخد" حيث أكمل كتابه الشهير (من عيون الأنباء في طبقات الأطباء) وتوفي ودفن فيها.

"صرخد" بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق وهي قلعة حصينة وولاية حسنة

ويقول الباحث في التاريخ "نزيه حمزة" لموقع eSuweda أثناء زيارته للمدينة عن تاريخها: «عرفت مدينة "صلخد" ازدهاراً عمرانياً وثقافياً واقتصادياً من تجارة ومشاريع زراعية وورش صناعية كباقي أنحاء سورية، في عهد الخليفة "هشام بن عبد الملك" بين عامي 724-743م، رغم تأثر البلاد آنذاك بالنفوذ اليوناني والروماني والبيزنطي الذي استمر ما يقارب ثمانية قرون.

المختار "صالح صبح"

عندما فتح الأيوبيون منطقة الجنوب بدؤوا بتجديد القلاع وتحصينها لمواجهة قوات الفرنجة ومنها قلعة "صلخد" التي أصبحت تشكل مركزاً عسكرياً واستراتيجياً متقدماً بالنسبة لدمشق.

حيث ازدهرت في ظل سلطة القائد "عز الدين أيبك العظمي" عام 1214م، بعد طرد المغول من سورية خضعت لحكم السلطان المملوكي "الظاهر بيبرس" 1260-1277م، وتم ترميم مسجد الجمعة والعديد من المساجد في ضواحيها ومئذنة المسجد لا تزال قائمة حتى اليوم.

المهندس "عدنان أبو فاعور" رئيس مجلس مدينة "صلخد"

فقدت مدينة "صلخد" أهميتها الإستراتيجية بعد عام 1517م، بعد ضم الأراضي المملوكية إلى الإمبراطورية العثمانية وهجرت المدينة لعدة قرون تقريباً إلى أن قدم إليها السكان الحاليون من شمال سورية ولبنان وفلسطين وعمرت من جديد كباقي مناطق جبل العرب، وتعتبر قلعتها الشهيرة من أهم الآثار الإسلامية في جبل العرب تقع على ارتفاع 1400متر عن سطح البحر».

السيد "صالح صبح" من مواليد عام 1930م والذي تولى مخترة مدينة "صلخد" منذ 25 عاماً، قال: «تمتاز الحياة الاجتماعية في "صلخد" بحفاظها على أصالتها وأصالة عاداتها.. مع تغيرات فرضتها تطورات الحياة السريعة، بحيث ازدادت حركة الثقافة والعلم، ولم تعد الزراعة من الأساسيات مقارنة بالعلم، فأصبح الاهتمام بالعلم يفوق الاهتمام بالأرض والزراعة..

مئذنة مسجد تعود للعهد الأيوبي

يبلغ عدد سكان المدينة 16 ألف نسمة، يوجد منهم ألفا نسمة خارج القطر وأكثرهم في دول الخليج العربي».

وعن واقع الزراعة والثروة الحيوانية أضاف: «تعتبر الزراعة من النشاطات الاقتصادية الأهم على ساحة المدينة ولكن جدواها الاقتصادية منخفضة نظراً لاعتماد الزراعة البعلية وبسبب انخفاض معدلات الأمطار السنوية وخروج مساحات كبيرة من الاستثمار بسبب الزحف الصحراوي وعدم وجود أي مصدر مائي دائم.

تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 8335 هكتاراً، منها ما هو غير مستصلح للزراعة بعد، ومن أهم الزراعات في المدينة هي زراعة الحبوب من قمح وشعير وبقوليات، وبالنسبة للأشجار المثمرة تكثر زراعة العنب بشكل أساسي أما زراعة الزيتون فهي قليلة نسبياً نظراً لقلة الأمطار، وكذلك الأمر بالنسبة للوزيات».

الأستاذ "لؤي صبح" مدرس لغة انكليزية، تحدث عن الواقع التعليمي والصحي والقضائي، قائلاً: «تعتبر مدينة "صلخد" من المدن المتقدمة تعليمياً على مستوى القطر وتأتي في المراتب الأولى في نسبة القيد الإجمالي حيث يوجد المدارس الثانوية العامة والتجارية والصناعية بكل أقسامها إضافة إلى الاعداديات وعددها أربع والمدارس الابتدائية وعددها خمس ومركز ثقافي مجهز بمكتبة شاملة إضافة على رياض الأطفال.

وفي مجال الصحة يشهد القطاع الصحي توسعاً في رقعة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بشقيه العلاجي والوقائي حيث يوجد منطقة صحية ودائرة صحية ومشفى الشهيد باسل الأسد الذي وضع في الخدمة نهاية 2005م، حيث يتسع إلى 208 أسرّة ومجهز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ويقدم خدماته على مدار 24 ساعة إضافة على كافة أنواع العيادات والمخابر الخاصة وبكافة الاختصاصات.

في مجال القضاء أيضاً يوجد في المدينة مجمع عدلي يحوي كافة محاكم الدرجة الأولى».

رئيس مجلس مدينة "صلخد" المهندس "عدنان أبو فاعور" تحدث عن أبرز الخدمات في المدينة: «يوجد في "صلخد" مخبز آلي ومصرف زراعي ودائرة أحوال مدنية وصندوق توفير بريد ومؤسسة كهرباء ومؤسسة مياه وشعبة فنية تابعة للخدمات الفنية ومديرية هاتف ومديرية مال وفرع للهلال الأحمر ورابطة فلاحية ووحدة إرشادية ومركز بيطري ودائرة للمصالح العقارية، وقريباً سيتم احداث مكتب للمصرف التجاري وفرع للمصرف التجاري وفرع للمصرف العقاري ومصرف التسليف الشعبي.

تبلغ طول الشبكة الطرقية في صلخد 45 كم، طول شبكة الصرف الصحي 55% أي بنسبة تخديم تقترب من 80%، ومساحة المخطط التنظيمي 900 هكتار، وهناك توجه لدينا بإعداد ضابطة البناء وتوسع شاقولي في البناء.

والمدينة مخدمة بشبكة من المياه والكهرباء والهاتف، والمياه مؤمنة لكل بيت في المدينة عن طريق شبكة مياه مصدرها الحالي آبار المكرمة.

أما في مجال الصناعة: لا يوجد أي مشاريع صناعية تذكر في المدينة، ومن هنا يأتي الدور الأهم في التوجه إلى توفير البنى التحتية لاستثمار المواقع الاثرية الموجودة فيها والتي تعتبر من أهم ركائز الاستثمار السياحي نظراً لموقعها ومناخها المميز».

أما عن واقع البلدية منذ عام 2008 م أضاف: «الآليات الموجودة في البلدية سيارة سياحية وسيارة بيك آب وجراران وتريكس وسيارة ضاغطة، هناك منطقة صناعية متوقفة منذ عام 1996م، كما يوجد سوق تجاري مبني على الأملاك العامة ومنظم بعقود إيجار..

وعن الأعمال المنفذة في مجلس المدينة حتى تاريخه: فقد تم رفد القسم الفني بثلاثة مراقبين فنيين ويحتاج القسم إلى مهندس معماري أو مدني، وتم حل إشكاليات المنطقة الصناعية، حيث تم تعهيد كافة البنى التحتية بعد تأمين المال اللازم، وقريباً سيتم توزيع المقاسم على المكتتبين المستحقين، وعولج وضع المكتتبين القدامى.

وتمت معالجة وضع السوق المركزي بالكامل بالتنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية، آخذين بعين الاعتبار الحفاظ على حقوق المواطن ومجلس المدينة على حد السواء، وقمنا بزيادة عدد الآليات بسيارة بيك آب حديثة وسيارة ضاغطة ثانية وسيارة إطفاء.

كما قمنا بتنفيذ خطوط صرف صحي بقيمة 19 مليون ليرة سورية، وتعبيد وتزفيت طرق بقيمة 3.5 مليون ليرة، وإصلاحات صرف صحي بقيمة مليون ليرة ورقمنة المخطط التنظيمي وتعديل الوجائب المعمارية.

بالإضافة إلى تنظيم ضابطة البناء لمجلس مدينة "صلخد"، وقام مجلس المدينة بإحياء فعاليات مهرجان الجبل الثاني لعام 2010 ضمن امكانيات البلدية، وقمنا بتسديد كافة المبالغ المترتبة على المجلس بالكامل..

وبقي أن نذكر أن عدد رخص البناء الممنوحة 250 رخصة، وعدد الرخص الادارية 100 رخصة».