انطلاقاً من إيمانها العميق في النهوض بالمجتمع وتقليص الفجوات بين أبنائه، تنهض الجمعيات الخيرية في المحافظة لتصلح الخلل المتشكل نوعاً ما، وعملاً بمقولة "الناس سواسية كأسنان المشط"، تتغلغل الجمعيات لتقديم خدماتها بين الأوساط المحتاجة في المجتمع...
موقع eHasakeh رصد صوراً من هذه الحالات الإنسانية حيث التقى السيد "محمد حسن بربهان" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة "الحسكة" والذي قال: «إن الجمعيات الأهلية الخيرية المنتشرة في أنحاء المحافظة تؤدي دورا هاما وحيويا في العمل الاجتماعي التنموي باعتبارها شريكا أساسيا في عملية التنمية لافتا إلى ضرورة تكريس هذا الدور في خدمة قضايا المجتمع والتوعية بقضايا المرأة والشباب والسكان والبيئة والتنمية والصحة الإنجابية وغيرها مؤكدا أن تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي وبناء مجتمع إنساني سليم ومعافى يتطلب تضافر جهود كافة شرائح ومؤسسات المجتمع».
تتوزع الجمعيات في كافة مناطق المحافظة ففي مدينة "القامشلي" جمعية البر والخدمات الاجتماعية وجمعية حماية الأحداث وجمعية حماية البيئة والجمعية الخيرية العمومية الأرمنية، وفي مدينة "رأس العين" توجد جمعية البر والإحسان والجمعية الخيرية الآشورية وأيضاً في تل تمر وغيرها من المناطق
أضاف "بربهان": «إن الدور الفاعل للجمعيات الخيرية في المحافظة يتجلى في تقديم المعونة الاجتماعية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل والعجزة ورعاية الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم وتأهيل وتدريب المحتاجين من الشرائح الفقيرة والاهتمام بالفقراء من طلاب المدارس، والاهتمام بالأحداث وتعليم الأميين وذلك من خلال مشاريعها الخيرية مثل دور العجزة والأيتام ورياض الأطفال ومعاهد التأهيل المهني والمستوصفات الخيرية وغيرها، حيث تلعب الجمعيات الخيرية دوراً حيوياً في تأمين فرص العمل والحد من البطالة والتسول».
"علي إسكان" رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في "الحسكة" قال: «يوجد 17 جمعية خيرية في محافظة "الحسكة" منها 11 جمعية مشهرة و6 جمعيات غير مشهرة، وقد بلغ عدد الأشخاص المستفيدين من مجموع الجمعيات الخيرية في المحافظة بنهاية عام 2009 م، حوالي 13750 شخصا، حيث تقوم دائرة الخدمات الاجتماعية تقوم بالتوجيه والإشراف المالي والإداري على الجمعيات، ومتابعة عملها وأنشطتها وتقديم التسهيلات الممكنة واللازمة والتنسيق بينها وبين الجهات الحكومية الأخرى ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل».
يضيف "إسكان": «تتوزع الجمعيات في كافة مناطق المحافظة ففي مدينة "القامشلي" جمعية البر والخدمات الاجتماعية وجمعية حماية الأحداث وجمعية حماية البيئة والجمعية الخيرية العمومية الأرمنية، وفي مدينة "رأس العين" توجد جمعية البر والإحسان والجمعية الخيرية الآشورية وأيضاً في تل تمر وغيرها من المناطق».
وقال المهندس "إبراهيم الخالدي" رئيس مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية في "القامشلي": «يتبع للجمعية مركز لتوزيع المواد التموينية ومدرسة خاصة للأطفال والتعليم الأساسي ومركز للحاسوب ومعهد للتأهيل المهني للإناث، وقد وفرت الجمعية من خلال مشاريعها الخيرية 88 فرصة عمل، وتقوم الجمعية بشكل شهري بتوزيع المواد الغذائية وغير الغذائية والألبسة لـ 462 عائلة، حيث يبلغ عدد أفرادها هذه الأسر نحو 1500 شخص، إضافة إلى تقديم الألبسة الجديدة لأكثر من ألف عائلة سنوياً في مناسبات الأعياد».
وأضاف "الخالدي": «تؤمن الجمعية الاهتمام والرعاية البديلة والرعاية الصحية والتعليم لـ 660 طفل وطفلة في مدرسة مناهل البر الخاصة التابعة للجمعية دار البر لرعاية الطفولة والتعليم الأساسي سابقاً، وتعمل من خلال المدرسة على دمج الأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، كما تم تجهيز غرفتين في مركز المعلوماتية التابع للجمعية بعشرين كمبيوتراً لإقامة دورات الحاسوب، كما يتبع للجمعية معهد للتأهيل المهني وهو خاص بالإناث يتم من خلاله تعليم الراغبات مهن الخياطة والتفصيل والتطريز ونسج الصوف والأعمال اليدوية والتدبير المنزلي والصحة العامة ومحو الأمية، وذلك لتحويل بعض الأسر المتلقية للمساعدات إلى أسر يعمل أحد أفرادها، حيث تقوم الجمعية بمنح الطالبة عند تخرجها في المعهد آلة خياطة منزلية مجاناً، وقد وصل عدد الخريجات في المعهد منذ صيف عام 2003 م وحتى العام الجاري إلى 124 خريجة».
وفيما يخص واردات الجمعية قال "الخالدي": «تعتمد الجمعية في وارداتها على الاشتراكات والتبرعات النقدية والعينية والزكاة والاشتراكات، وواردات النادي الصيفي وواردات الدورات ومعهد التأهيل المهني والروضة والمدرسة، وتنفق بالكامل على إقامة الأنشطة الخيرية والدورات وتوزيع المواد الغذائية والإعانات النقدية والعينية على المحتاجين، وشراء مستلزمات المشاريع ومتطلبات البناء ووسائط النقل وغيرها، كما تسعى الجمعية لإنشاء مستوصف خيري مؤلف من ست عيادات /عينية- أذنية- قلبية- نسائية- أطفال- سنية/ ».
الدكتور "ياسين محمد الحسن" رئيس مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية في "الحسكة" قال: «تُعيل الجمعية حالياً قرابة350 عائلة، ويأتي ذلك من خلال تقديم المواد الغذائية والإكساء والإعانات المالية بشكل شهري، كما تتم معاينة المرضى المحتاجين ومعالجتهم وتقديم الأدوية بالمجان من خلال المستوصف الخيري في الجمعية، وتشرف الجمعية حاليا على الإنفاق على علاج 4 من مرضى السرطان، من جهة أخرى يصل عدد المتدربات في معهد التأهيل المهني التابع للجمعية حالياً إلى 26 طالبة».
جمعية القديس منصور الخيرية في "الحسكة" يقول عنها الدكتور "فؤاد كور" رئيس الجمعية: «إن أهم أعمال الجمعية تتركز في زيارة الفقراء في منازلهم ومدهم بالمعونة الغذائية والنقدية ، ومساعدة المرضى الفقراء والمساهمة في نفقات علاجهم، كما تمتد المساعدات لتطول الطلاب الجامعيين الفقراء ليتمكنوا إكمال دراستهم وإيجاد فرص عمل للمحتاجين، مع العلم أنه يتبع للجمعية دار للمسنين ومستوصف خيري، كما يضم دار المسنين حالياً 15 نزيلاً، وتشرف الجمعية على تأمين كافة مستلزماتهم من مأكل ومشرب وكساء وعلاج وعناية كاملة، كما تقدم الجمعية المساعدة الغذائية والنقدية بشكل شهري لـ240 أسرة فقيرة منتشرة في مختلف أنحاء المحافظة، إضافة إلى تقديم العلاج والأدوية مجاناً من خلال المستوصف الخيري التابع للجمعية».
المهندس "علي عزو" رئيس جمعية حماية البيئة في "االقامشلي" قال: «إن الجمعية تنفذ العديد من المحاضرات والندوات وتوزيع النشرات، التي تهدف إلى نشر الوعي والثقافة البيئية الضرورية لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية بعناصرها وثرواتها، وخلق وعي جماهيري بقضايا البيئة وأهم المشكلات البيئية في محافظة "الحسكة" والأخطار الناجمة عن التلوث البيئي وهدر الموارد».
"ليلى كسبو" رئيسة جمعية المرأة العربية في "الحسكة" قالت: «تتبنى الجمعية حالياً رعاية وكفالة الأيتام من سن السادسة وحتى سن الثانية عشرة، حيث يتم تقديم المأكل والمشرب والمأوى والملبس للأيتام، والإشراف على تربيتهم وتعليمهم وتوعيتهم وتوجيههم وإرشادهم نفسيا وذلك من خلال دار رعاية الأيتام في مقر الجمعية، إضافة إلى نشاط الجمعية في مجال توعية المرأة بالعديد من القضايا الهامة كالصحة الإنجابية والزواج المبكر وتنظيم والأسرة وتربية الطفل، وتنمية وعيها الاجتماعي والثقافي والقومي من خلال اللقاءات والزيارات والتواصل مع المجتمع والناس».
وعن جمعية حماية الأحداث في "القامشلي" قال المهندس "إبراهيم الخالدي" رئيس الجمعية: «تم عزل الأحداث في السجن المركزي عن الكبار وتقوم الجمعية بزيارة دورية أسبوعية للأحداث المسجونين، بهدف متابعة أمورهم والوقوف على احتياجاتهم ومحاولة تأمينها، كما تم تهيئة غرفة مطالعة للأحداث في السجن، وتقوم الجمعية بمنح الأحداث الهدايا والملابس وإقامة حفلات الترفيه في شهر رمضان، إضافة إلى متابعة محاكم الأحداث وتأمين المرشدين النفسيين والموجهين التربويين والمعلمين للإشراف على التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي للأحداث».