النباتات المتسلقة مجموعة من النبات التي لا تنمو نمواً رأسياً بل تزحف على الأرض وتسمى مدادات أو أنها تستعين بأعضاء خاصة للتسلق على أي جسم يجاورها فتسمى المتسلقات مثل التفاف الساق، أو وجود محاليق ساقية بواسطة جذور هوائية أو زوائد ورقية أو بالأشواك، ومن هذه النباتات "الجهنمية" التي جاءت من موطنها الأصلي وتسلقت على جدران وحدائق "ديرا لزور".

وللتعرف على هذا النبات وطرق زراعته وتكاثره التقى esyria المهندس الزراعي "ياسر علي" والذي كان يعمل في دولة "قطر" في مجال المشاتل وتنسيق الحدائق ونباتات الزينة والذي حدثنا بالقول: «هي نبات متسلق مستديم الخضرة، موطنه الأصلي "البرازيل"، يصـل ارتفاعه لعدة أمتار 5-10م يزهر في أول الصيف فترة طويلة جداً، يتسلق بالأشواك ويجود في الأماكن المشمسة ويقاوم الجفاف، زهرته متعددة الألوان صغيرة الحجم والقنابات المحيطة بها ذات لون بنفسجي وهي كبيرة الحجم، يتكاثر بالعقلة أو بالترقيد ومنه عدة أنواع تختلف بلون أزهارها وأوراقها وقناباتها، تزرع هذه النباتات لجمال أزهارها أو أوراقها أو للسببين معاً، ويندر أن تخلو حديقة أو حوض من بعض هذه المتسلقات الجميلة، تزرع هذه النباتات عادة في الربيع ويعتنى بريها وتسميدها وتزال أفرعها الجانبية لمساعدتها على التسلق، وهنا يستحسن إزالة البرعم الطرفي لتشجيع النبات على إعطاء تفرعات جانبية زراعتها لاخفاء بعض المناظر غير المرغوب فيها، وتغطية البوابات والأقواس والأكشاك والمقاعد حيث تؤمن الظل المطلوب وتحقق الميزة الجمالية، ويمكن وضعها في الحدائق وتربيتها لشجيرة تزيينية فوق المروج، يمكن من خلال القص والتشكيل الاستفادة منها كشجيرات تزيينية هامة وزراعتها في المنحدرات، تزرع على جدار المنزل لتربط الحديقة بالمنزل ولتحقق تواصل المناظر الجميلة، وتغطي جذوع الأشجار والشجيرات المكسورة والجافة والميتة، تزيين الشرفات ومداخل الأبنية والمحلات التجارية، والمكاتب والفنادق وغيرها وموجودة بكثرة في شارع الحويقة الشرقي "بدير الزور" على جدران حدائق المنازل».

الجهنمية أو ما يسمى المجنونة نبات متلسق وهو ذو منظر جميل وخاصة عند المداخل وعلى الاقواس، ومطلوب بكثرة من قبل زبائن المشتل ومزروع بكثرة في مدينة "دير الزور" أمام الدوائر الحكومية وفي الحدائق العامة وحدائق المساجد، فألوانها جذابة ويوجد تناغم بين لون الأوراق والأزهار

وأضاف "العلي" بالقول: «وتتكاثر بعدة طرق منها بالعقل، تؤخذ العقل من الساق أو من الجذور أو من الأوراق، وتؤخذ العقل عادة من السوق الناضجة القوية من نموات السنة الحالية، تزرع العقل في شهر شباط في مرافد أرضية ويمكن التأخير حتى آذار إذا كانت للنباتات حساسية للبرودة، على أن تتوافر الرطوبة اللازمة وخاصة إذا كانت المرافد مدفأة، بالخلفات والخلفة عبارة عن برعم بطيء قريب أو تحت سطح الأرض، لها جذر مستقل عن الأم، وتعطى عند زراعتها نبات شديد الشبه بالنبات الأم، وحيث أن العديد من المتسلقات تكون خلفات كثيرة حولها، فيمكن فصل الخلفة في أول الربيع وزراعتها مباشرة في الأرض الدائمة مثل الياسمين البلدي والياسمين الترقيد، تجري عملية الترقيد بهدف الحصول على نباتات طويلة خلال وقت قصير وينفذ الترقيد في الربيع ويكون للنبات قدرة أكبر على التجذير مقارنة مع الطرق الأخرى، ويكون الترقيد بأخذ أحد الفروع القريبة من التربة ويدخل داخل الأرض بجزء منه ويطمر بالتراب ويترك نهاية الفرع خارج التربة، تسمح هذه الطريقة في إكثار كل من الكرمة العذراء، اللبلاب، الجهنمية، التطعيم ويقصد به وضع برعم أو أكثر أو جزء من نبات حي على نبات آخر وأن يتحقق بين الطعم والأصل تلاحم جيد وتوافق، تستخدم هذه الطريقة في الحالات التي يصعب معها تطبيق الطرائق الأخرى، وفي حالات تمييز الأصل بصفات المقاومة لبعض الأمراض أو ملاءمته للظروف البيئية السائدة، يكمن استخدام التطعيم في نباتات اللبلاب والياسمين والجهنمية وغيرها، تنمو "الجهنمية" في جميع أنواع الترب، ومن المهم تحضير الأرض جيداً قبل الزراعة وتسميدها والاعتناء بها توضع النباتات في حفر عميقة 50×50×50 سم تملأ بالتربة والطمي النهري والسماد العضوي بنسبة 1-1-1 ويكون ذلك في الربيع وبمسافة بين 1-3م بين النبات والآخر، تضغط التربة حول النبات بعد الزراعة وتوضع للنباتات دعامات لتتسلق عليها، ينصح بتسميد المتسلقات متساقطة الأوراق قبل خروج العيون بنحو شهر وتسمد مستديمة الخضرة قبل بدء تزهيرها بنحو شهر، ومن المفيد التأكد من زراعة متسلقات متساقطة الأوراق على واجهات الاستراحات والمقاصف وعدم زراعة الشوكية منها بجوار المداخل وعلى جوانب الطرقات، ويفضل أن تكون مستديمة الخضرة عند زراعتها لتغطية جدار قديم أو لتغطية سور مثلاً، تتصف معظم نباتات المتسلقات بنموها الغزير والكبير وشدة التفرع وعليه فيجب تحقيق نوع من التوازن بين المجموع الخضري والمجموع الجذري، وتعد عملية التقليم من العمليات الضرورية والهامة لتحقيق هذا التوازن، ويستحسن تقليم جميع الأفرع الجانبية إذا كان الهدف تسلق النبات وصعوده لارتفاعات عالية، على أن يؤدي التقليم لمنع تزاحم الأفرع وتشابكها وتوزعها بانتظام ويمكن تجديد نمو المتسلقات بقطعها على ارتفاع نصف متر فوق سطح الأرض في شهر شباط على أن يوضع السماد البلدي في حفرة جانبية ومن ثم العناية بالري والتقليم يساعد التقليم في التخلص من الأفرع الجانبية والمسنة والميتة وافساح المجال لنمو أفرع جديدة، كما ويهدف التقليم إلى تحسين هيكل الشجرة وإدخال الشمس لداخلها وإلى تشجيع نمو البراعم الجانبية وإلى التخلص من الثمار حتى لا تأخذ كميات كبيرة من المواد الغذائية المصنعة، يكون التقليم وقت سكون العصارة لدى متساقطات الأوراق وقبل تفتح البراعم الورقية بنحو 30-40 يوم في كانون ثاني وشباط وبالنسبة للنباتات مستديمة الخضرة فيجري التقليم قبل موعد تفتح الأزهار بنحو شهرين، وتحتاج لعملية تقليم ثانية بعد تمام الإزهار للتخلص من الثمار، وبالنسبة لهذه المستديمة الخضرة يكون التقليم في الخريف للنباتات التي تزهر في الربيع ويكون في الخريف لتلك التي تزهر في الصيف».

الجهنمية في حديقة منزل في الحويقة

"محمد الاحمد" من حي الحسينية وعامل في أحد المشاتل "بدير الزور" قال: «الجهنمية أو ما يسمى المجنونة نبات متلسق وهو ذو منظر جميل وخاصة عند المداخل وعلى الاقواس، ومطلوب بكثرة من قبل زبائن المشتل ومزروع بكثرة في مدينة "دير الزور" أمام الدوائر الحكومية وفي الحدائق العامة وحدائق المساجد، فألوانها جذابة ويوجد تناغم بين لون الأوراق والأزهار».

الدكتور "احمد الخلف" قال: «هذا النبات من النباتات المطلوبة بكثرة في مدينتا وحتى في القرى، ولم يكن موجوداً منذ فترة بعيدة ولكن بسبب تطور علوم الزراعة وطرق التكاثر وانتشار المشاتل الحكومية والخاصة أصبح بالامكان الحصول على أنواع نباتات كنا نراها في المجلات الزراعية أو على شاشة التلفاز، وهذا النبات مزروع عندي بكثرة على سور المزرعة في قرية "البوليل"».

وهي صغيرة داخل مشتل"طيبة" في الحويقة