من عمق الشرق وصلب تراثه وفنه تبلورت تجربة عازف الفيولا العالمي "دلشاد سعيد" الذي تميز بإبداعاته الخاصة في المزج بين تقنياته الأوروبية التي حصلها من خلال دراسته للكمان وفق مناهج التعليم الأوروبية وثقافته الموسيقية المحلية، التي سيحظى بسماعها جمهور الفن والموسيقا للمرة الأولى بعزف حي يقدمه في سورية ضمن أمسية موسيقية ليبحر بجمهوره بعيداً من خلال تمكنه العميق من خصوصيات الموسيقا الشعبية والتراثية، إضافة الى توغله بزخارف هذا النوع الموسيقي وعناصر التطريب بها، ذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشر من مهرجان "السنديان الثقافي" الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة السورية وينظمه أصدقاء الشاعر الراحل "محمد عمران" من تاريخ 25/7 ولغاية 6/8/2010 في قرية "الملاجة" بمحافظة "طرطوس" حيث يقام الحفل في الأيام الأخيرة للمهرجان.
من الجدير ذكره أن الموسيقار العالمي "دلشاد سعيد" ولد في مدينة "دهوك" العراقية عام 1958، ويقيم حالياً في مدينة "لينز" بدولة "النمسا"، حيث يدرس الموسيقا وهو أحد عازفي الفرقة السمفونية النمساوية، عرف بإمكانياته وقدراته الخاصة واستخدامه المميز لآلة الكمان وتكنيك يصعب أن يجيده غيره من العازفين بشهادة الخبراء والموسيقيين الأجانب، كما نجح في مزج الموسيقا الشرقية بالموسيقا الكلاسيكية رغم أنه يعزف بروح شرقية جبلية.
"دلشاد سعيد" أحب الموسيقا منذ طفولته متأثراً بالفلكلور الكردي وعشقه جمال طبيعة وطنه, تعلم العزف على أكثر من آلة موسيقية إلا أن "الكمان" ظلت هي المحببة إليه والأقرب إلى قلبه ولا تفارقه إينما حل، أنهى "دلشاد" الدراسة في معهد "الفنون الجميلة" ببغداد, وأنضم بعدها كعازف إلى الفرقة السمفونية الوطنية كما عمل في الفرقة الموسيقية التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقي، ومن ثم أسس فرقة "دهوك" الموسيقية عام 1979 التي نالت شهرة واسعة بعد أن فازت مرتين بالمركز الأول في مهرجان الموسيقا العراقية.
أكمل دراسته العليا في المملكة المتحدة بجامعة "ويلز" البريطانية، وحاليا يواصل دراساته بأكاديمية "موزارت" في النمسا حيث يقيم منذ بداية التسعينيات.
كما ألف العديد من المعزوفات والمقطوعات الموسيقية، عزف مع أشهر الفنانين والمطربين العراقيين، وألف الموسيقا التصويرية لعدد من الأفلام العراقية.
من مؤلفاته الموسيقية "الراعي" وسمفونية "الجنائن المعلقة".
وأقام العديد من الحفلات الموسيقية في معظم الدول الأوروبية، وكانت حفلته التي قدمها في "فيينا" مدينة الفن والموسيقا منذ قرون، شاهداً على إنجازاته وإبداعاته الموسيقية الهامة بحضور تجمع ضخم جداً يتقدمه في الصفوف الأولى رئيس جمهورية "النمسا" والعديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية من دول مختلفة ليشكروه نهاية بتصفيق دام طويلاً دون انقطاع.