الرقصات تنوعت في العرض المسرحي الذي قدمته "فرقة أجيال" على مسرح الشهيد "عبد الحميد الزهراوي" مساء يوم الاثنين 28/6/2010. فقد قدم /50/ طفلاً وطفلة عدداً من الفقرات المسرحية التي جمعها عنوان واحد وهو "سحر المحبة".

للتعرف أكثر على العرض المسرحي الذي قدمته "فرقة أجيال" موقع eSyria التقى مخرج العمل المسرحي الأستاذ "ياسر أيوبي" فقال: «"فرقة أجيال" هي فرقة مسرحية للأطفال عمرها /3/ سنوات وقد أتينا اليوم من "دمشق" لنقدم هذا العرض المسرحي الذي يحمل اسم "سحر المحبة". والجديد بهذا العرض هو اشتراك /25/ طفلا وطفلة مع /25/ طفلاً وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتنوعون بين الأطفال المكفوفين والمقعدين والصم، وهذا التلاقي والتعاون المشترك بين هؤلاء الأطفال هو الذي ميز هذا العرض، وأعتقد أن انسجام الأطفال جميعاً هو الذي حقق هذا النجاح».

كخبيرة في رقص الباليه والعروض المسرحية أجد أن من المفيد جداً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أن يشتركوا بمثل هذه العروض لأنها تقدم لهم الكثير من الفائدة المعنوية والنفسية وتخلق مودة كبيرة بينهم

وعن أقسام العرض قال: «العرض مقسّمٌ إلى فقرات، كل فقرة تحمل موضوعاً فهناك فقرة للرقص بالكراسي للأطفال المقعدين، وفقرة للأطفال المكفوفين وهناك عدة فقرات مشتركة بين كل الأطفال.. وكل هذه الفقرات أخذت منا وقتاً طويلاً في التدريب.

الأستاذ "ياسر أيوبي"

واخترنا اسم "سحر المحبة" لأن المحبة جمعت الأطفال الأصحاء والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن نؤمن أن للمحبة سحرها الخاص الذي يرتسم على وجوه الأطفال التي تجعلهم يتحركون مع بعضهم ويتعاونون بكل شيء، ونجاح هذا العرض هو خير دليل على ذلك».

وعن مراحل التدريب والعمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قال: «الحقيقة أخذت منا التدريبات قرابة /10/ أشهر وكانت تدريبات شاقة جداً. في البداية كانت التدريبات مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم مع الأطفال الأصحاء ثم أصبحت التدريبات مشتركة كل حسب دوره.

الطفل "مؤيد منصور"

العمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة له طابعه المختلف لأنهم يتمتعون بقدرة عالية على الإبداع المتواصل والصبر على أصعب أنواع التدريب، وأغلبية هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة من المتفوقين في دراستهم.

أتمنى أن نتعاون دائماً مع هؤلاء الأطفال لأن لهم مكاناً خاصاً في أعمالنا المسرحية».

الطفلة "ماري حمدان"

ولمعرفة رأي أعضاء "فرقة أجيال" التقينا الطفل المقعد "مؤيد منصور" فقال: «أنا في الصف الثامن وأشعر بسعادة غامرة لأنني اشتركت في عرض "سحر المحبة" رغم أننا تعبنا كثيراً خلال مراحل التدريب، كان دوري خلال العرض، الرقص بالكرسي المتحرك وحدي بين رفاقي المقعدين، وعملية الرقص بالكرسي المتحرك عملية صعبة جداً وتتطلب مهارة خاصة وتدريبا متواصلا، لأن مؤدي هذه الحركات بحاجة إلى توازن كبير وهذا يتناقض مع جسم الشخص المعاق، ولكن التصميم وتحدي الإعاقة يخلق المعجزات، فخلال التدريبات كنت أقع على رأسي عشرات المرات ولكن في النهاية نجحت، وأنا الآن أحب العمل مع الأطفال الأصحاء لأن محبتهم لنا تجعلنا ننجح في أمور كانت مستحيلة سابقاً».

وعن رأيه بالعمل مع فرقة "أجيال" قال: «أفكر بالبقاء والاستمرار بفرقة أجيال لأنها تقدم لنا الكثير وتساعدنا على نسيان واقعنا وشعورنا بالإعاقة والنقص، لأننا نتدرب دائماً ونسافر إلى المحافظات ونقدم العروض وهذا يشعرني ويشعر أصدقائي بمزيد من الثقة والاندماج بمجتمعنا».

أما الطفلة "ماري حمدان" فقالت: «كنت ألعب دور الساحرة وكنت أفتتح الفقرات المقدمة برقصة قصيرة، كما كنت أوّزع الأدوار على باقي الأطفال. العمل مع الأطفال المعاقين عمل ممتع لأننا منذ تعرفنا عليهم حاولنا أن نشعرهم باهتمامنا، ونحن اليوم نعمل معهم دون النظر إلى حجم إعاقتهم وأنا الآن لدي عدد من الأصدقاء المقعدين والمكفوفين».

ولمعرفة رأي حضور الحفل الراقص التقينا الآنسة "سوسن فاحلي" مديرة "فرقة حمص للباليه" فقالت: «في السابق كنت أسمع عن "فرقة أجيال" وعروضها ولكن هذا العرض الأول الذي تمكنت من حضوره وكان عرضاً رائعاً.

المميز بالعرض انسجام الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الأصحاء، وهذا يدل على جدية في التدريبات وتعب من كافة أعضاء الفرقة.. فوجئت بالفقرة الأخيرة التي قدمها كل الأطفال وهي أغنية "يا شام" فكان الأطفال فرحون جداً وارتسمت على وجوههم ابتسامة ساحرة، وأنا أحببت للحظات أن أترك مكاني وأشترك معهم بالرقصات».

وأضافت: «كخبيرة في رقص الباليه والعروض المسرحية أجد أن من المفيد جداً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أن يشتركوا بمثل هذه العروض لأنها تقدم لهم الكثير من الفائدة المعنوية والنفسية وتخلق مودة كبيرة بينهم».

الجدير ذكره أن عرض "سحر المحبة" أقيم تحت رعاية "مركز ميثودز الثقافي"..