عندما تذكر اسمها يهديك إلى صورة يختزنها الذهن عن تلة كانت مركزاً لمملكة "غسان" تحتضنها سهول مترامية الأطراف فيها من جمال سهل "حوران" واخضرار جبل العرب ملامح وصفات جعلتها معبراً لأراضي مدينة "درعا" المدينة المجاورة.

قرية "المجيمر" التي باتت تلاصق قرية عرى الواقعة إلى الجنوب من مدينة السويداء بعد الامتداد السكني الواضح في السنوات الأخيرة مازالت تحمل طابع القرية التقليدية من حيث الحياة الاجتماعية، في الوقت الذي تتواصل فيها عمليات بناء البنى التحتية لتحقق نوعاً من التكامل الخدمي.

نستطيع القول إن نسبة التخديم بمشروع الصرف الصحي الذي نفذ على عدة مراحل وصلت هذا العام إلى 86 بالمئة، حيث ساعدت طبيعة القرية والميول على إنجاح العمل وقد نفذ مصب مناسب يلتقي حسب الدراسة المعدة لمحطة التحلية مع خط الصرف للمنطقة الجنوبية والوسطى من قرية "عرى" ومن المتوقع أن تنفذ المحطة في عام 2012 لتخدم هذه المنطقة

هذه صورة وصفها الأستاذ "ثائر الأطرش" رئيس البلدية الذي تحدث لموقع eSuweda عن الواقع الخدمي وقال: «تبعد قرية "المجيمر" حوالي 16 كم عن مدينة "السويداء" وهي آخر قرية على الحدود مع محافظة "درعا" المجاورة ولا تبعد أكثر من 14 كم عن مدينة "بصرى الشام "، حيث يحدها من الجنوب قرية "جمرين" ومن الشرق قرية "العفينة" ومن الغرب "خربا "ومن الشمال قرية "عرى" التي تفصلها عن "السويداء"، وقد كانت "المجيمر" تابعة لسنوات طويلة لبلدية هذه القرية لغاية العام 2002 حيث تم إحداث بلدية المجيمر ما ساهم في تحسين وتطوير الواقع الخدمي لهذه القرية، حيث تم شق وتعبيد عدد من الطرق الحيوية بما يخدم القرية التي تبلغ مساحة المخطط التنظيمي فيها 387 هكتاراً، ومن أهم الطرق الطريق العام الذي يعتبر شريان الحياة في هذه القرية ويصل طوله إلى 2775 مترا.

الأستاذ ثائر الأطرش

ومن المفيد هنا أن نعرف القارئ بالواقع الجغرافي لهذه القرية التي تشغل فيها البلدة القديمة تلة "المجيمر" التي تقع وسط القرية وهي كتلة معقدة من حيث التنقل لكون المنازل والأبنية القديمة تقوم على عدة طبقات من الأبنية الحجرية التي تعود لعهود قديمة كانت فيها هذه القرية مقراً للمملكة الغسانية، وطريقاً للحجاج ومازالت بقايا تلك العهود شاهدة عليها، وقد حرصنا على تخديم هذه البلدة وكانت نتيجة العمل شق عدد من الطرق في هذه البلدة بطريقة تساهم في الحد قدر الممكن وبمساعدة اللجنة الإقليمية من الأذى على الأبنية وبشكل لا يتجاوز فيه عرض الطريق من ستة إلى ثمانية أمتار، وهذا ما لبى مطالب الأهالي، لتبقى معالم البلدة القديمة بادية تزين هذه التلة التي نحاول تخديمها بالشكل الأمثل لتبقى مناسبة للإقامة ولكي لا تخلو هذه التلة من السكان وتبقى عامرة بالحياة».

تعتبر "المجيمر" من أولى القرى التي أنجزت مشروع الصرف الصحي بنجاح يضيف الأستاذ "ثائر" بقوله: «نستطيع القول إن نسبة التخديم بمشروع الصرف الصحي الذي نفذ على عدة مراحل وصلت هذا العام إلى 86 بالمئة، حيث ساعدت طبيعة القرية والميول على إنجاح العمل وقد نفذ مصب مناسب يلتقي حسب الدراسة المعدة لمحطة التحلية مع خط الصرف للمنطقة الجنوبية والوسطى من قرية "عرى" ومن المتوقع أن تنفذ المحطة في عام 2012 لتخدم هذه المنطقة».

مختار القرية سعيد بشير سليم

ومن خلال حديث العم "سعيد بشير سليم" نتعرف على الواقع الاجتماعي لهذه القرية التي تقدم نموذجاً من التلاحم بين مختلف العائلات فيها حيث قال: «حسب الإحصاء الأخير فقد تجاوز عدد السكان 3720 نسمة في قريتنا تعيش 14 عائلة بانسجام ومحبة فيها، وإذا زرتنا لا تستغرب حديث أهالي الجبل عندما يقولون من أراد الفرح فليذهب إلى المجيمر، وكذلك فهو محظوظ من يسلم الروح فيها لأن في أهلها حسن المواساة والألفة، فالحياة الاجتماعية مازالت محور اهتمام الأهالي وهناك تلاق على المحبة وما فيه مصلحة أهالي القرية، وقد كان لارتفاع نسبة المتعلمين أثر إيجابي في تقوية ارتباط الأهالي، ومن العائلات "الجباعي" وترد إليها مجموعة من العائلات و"الحلبي" و"مرداس" و"حديفة" و"حرب" و"سراي الدين" وقد لا تجد فرقاً بين هذه الأسر إلا في اسم العائلة فالكل عائلة واحدة».

مستقبل القرية يتجه نحو الزراعة التي تطورت بشكل ملحوظ، وعن هذه الفكرة حدثنا السيد "هاني سلمان رافع" رئيس الجمعية الفلاحية وقال: «مازال أهالي القرية يعتنون بالأرض ويحرصون عليها، وبعد دخول مشروع الحزام الأخضر تم استصلاح مساحات واسعة من الأراضي الوعرة لتستثمر في زراعات مختلفة حيث تجد الزيتون ومختلف الأشجار المثمرة إلى جانب زراعة الفستق الحلبي الذي حقق النجاح، وهناك مساحات كبيرة تزرع بالحبوب على اختلافها وبالتالي فإن مستقبل القرية يتجه نحو الزراعة وفي كل عام مساحات جديدة تزرع وقد ساعد على ذلك وجود بئر للري وهو من آبار المكرمة إلى جانب بئر ثان حقق الكفاية من مياه الشرب».

من سهول المجيمر المحيطة بتل غسان

أمام "المجيمر" فرص عديدة للتطور أهمها إحياء طريق الحج القديم الذي يقع على مقربة منها، إلى جانب التسويق لعدد هام من المواقع المناسبة للاستثمار مثل تل "غسان" وعدد هام من المواقع الأثرية التي تحيط بهذه البلدة.