اكتشف والد "ناجي الحسن" عند مراجعته الطبيب "ممدوح القاسم" أن قلب ابنه وباقي الأعضاء التي يفترض أن تكون على الجانب الأيسر تقع على الجانب الأيمن، ما جعله يصاب بصدمة قوية حينها.
"ناجي الحسن" من مواليد حماة "1977 م" متزوج ولديه أربعة أبناء، وهو يعمل موظفا في بلدية حماة بالإضافة لعمله على تكسي أجرة يمتلكها، وكذلك العمل في الفرن الذي يمتلكه والده في قرية "خطاب".
يمتاز ناجي بروح الفكاهة والنكتة وهو محبب وقريب من القلب بالنسبة لجميع أقاربه، ولا تراه إلا في ابتسامة دائمة، ووجود قلبه على الجانب الأيمن لم يؤثر كثيرا على حياته الزوجية والاجتماعية وأطفاله طبيعيون ولا يعانون من أي عارض مرضي
وقال "ناجي الحسن" : « وجود قلبي على الجانب الأيمن لم يؤثر كثيرا على حياتي اليومية، وأنا أمارس حياتي الطبيعية دون أي اختلاف عن الأشخاص الطبيعيين، ودقات قلبي منتظمة وطبيعية، وكنت أتخوف كثيرا من كلام الناس وعما سيقولونه، وكثيرا ما طرحت عليّ أسئلة عن إمكانية أن يصاب أطفالي في المستقبل بتشوهات خلقية ومضاعفات مرضية وهذا أكثر ما كان يقلقني، وأنا سعيد جدا بحياتي مع زوجتي وأولادي ولكنني في الفترة الأخيرة بدأت أشعر ببعض الإرهاق نتيجة ضغوطات العمل وقد راجعت طبيبي الخاص الذي أكد على أهمية خلودي إلى الراحة لفترة معينة لمعاودة حياتي الطبيعية».
وحول حياته الاجتماعية قال "مدين الحسن" ابن عم "ناجي" والممرض في المشفى الوطني بحماة : « يمتاز ناجي بروح الفكاهة والنكتة وهو محبب وقريب من القلب بالنسبة لجميع أقاربه، ولا تراه إلا في ابتسامة دائمة، ووجود قلبه على الجانب الأيمن لم يؤثر كثيرا على حياته الزوجية والاجتماعية وأطفاله طبيعيون ولا يعانون من أي عارض مرضي» .
وحول رأي الطب في حالة القلب على الجانب الأيمن قال الدكتور "نهاد إبراهيم الخوري" أخصائي أمراض القلب من جامعة "بنسلفانيا" من "الولايات المتحدة الأمريكية" والمشرف على حالة ناجي : «حالة القلب على الجانب الأيمن هي حالة نادرة، وتصيب شخصا واحدا من بين "مليون" شخص حول العالم، فوجود القلب في الجانب الأيمن من جسم الإنسان لا يعد تشوها خلقيا، والقلب في هذه الحالة يعمل بشكل طبيعي وكأنه موجود على الجانب الأيسر ولا يشكل أي معضلة طبية، وصاحبه يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي وأن يعمل في جميع الأعمال والمهن، فضلا عن قدرته على ممارسة جميع أنواع الرياضات التي يريدها، والمشكلة لدى الأشخاص الذين يقع قلبهم على الجانب الأيمن تكمن في الخوف من أنهم أشخاص غير طبيعيين، وتخوفهم من كلام المحيطين بهم، فأهل الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة يشعرون بالرعب على طفلهم وهذا الخوف غير مبرر، وينعكس سلبا على نفسية الطفل، كونه يمنعه من ممارسة حياته الطبيعية كباقي أقرانه».
ومن الناحية التشريحية قال الدكتور "الخوري": «إن الحجرات متشابهة تماما لحجرات القلب على الجانب الأيسر، كذلك البطينين والصمامات، والقلب عندما يكون على الجانب الأيمن يكون مثل المرآة، إذ يمثل انعكاسا كاملا، ويكون اتجاه رأس القلب إلى اليمين، وانعكاسا كاملا في الشرايين الرئيسية، والتكوين الفزيولوجي لجسم الإنسان يؤدي أحيانا إلى وجود مثل هذه الحالات وانعكاس لموقع الأعضاء، في حالة وجود القلب على الجانب الأيمن من الجسم تكون بقية أعضاء الجسم معكوسة أيضا مثل الكبد، والقلب إذا كان مقلوبا على الجانب الأيمن بشكل كلي مع كامل أحشائه والكبد والمعدة، لا يشكل أي خطر على حياة الشخص، بل يستطيع ممارسة حياته الطبيعية كالآخرين، وأما إذا كان القلب فقط على الجانب الأيمن، وباقي الأعضاء على الجانب الأيسر فإن هذا الأمر يعد "تشوها خلقيا وازرقاقية معقدة"، ويمكن أن يكون سبب هذه الحالة خلل أثناء التركيب الجيني خلال الأسابيع الأولى من تطور الجنين بحيث ينتقل القلب من الجانب الأيمن إلى الأيسر، فعدم رحيل القلب إلى الجانب الأيسر يسبب وجود القلب على الجانب الأيمن، بالإضافة إلى بعض أنواع الأدوية التي تسبب بعض الانتانات أثناء الحياة الجنينية، ومعظم الأحيان لا يترافق ذلك بخلل واضطراب في الأجهزة المرافقة للقلب كالشرايين والصمامات، فتجويف القلب على الجانب الأيسر في الحالة الطبيعية يصبح على الجانب الأيمن، إلا أنه في بعض الحالات يترافق وجود القلب على الجانب الأيمن باضطرابات وقصور في الصمامات القلبية، أو وجود ثقوب "فتحات" في جدار القلب، ووجود القلب في الجانب الأيمن كما في حالة "ناجي" حسب ما أظهرت الصور حالة غير وراثية وجهازه المناعي جيد، وأنا أعمل في حماة منذ عشر سنوات هذه الحالة الأولى من نوعها التي تعرض عليّ على مستوى المحافظة».
ويضيف الدكتور "الخوري" : «على الأشخاص اللذين يحملون قلبا على الجانب الأيمن عدم التخوف من هذا الأمر، ولكن عليهم أن يعرضوا أنفسهم على اختصاصي قلب للاطمئنان على وضعهم، والتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية والتي يمكن أن تصيب القلب على الجانب الأيسر أيضا، والتعامل مع هؤلاء الأشخاص صعب جدا من الناحية الاستقصائية فالمعدات الطبية وشبكات القلب مصممة للقلب على الجانب الأيسر، ما يضطرنا لإجراء العديد من التعديلات عليها، وهناك أجهزة خاصة موجودة في المستشفيات تكشف تشوهات القلب، وهؤلاء الأشخاص يستطيعون ممارسة جميع نشاطاتهم الحياتية بشكل طبيعي مثل الزواج والحمل والإنجاب، وممارسة جميع أنواع الرياضات».