هي أرض نادراً ما يصيبها المحل والجفاف.. ومثلها مثل باقي القرى الواقعة عند سفح الجبل، تتربع على تلة صغيرة حيث تطل على قرية "المزرعة" من الشرق، وتعتبر امتداداً طبيعياً لسهول "حوران" من الغرب، كما أن الجبل يبدأ من مساكنها صعوداً، ولهذا فهي القرية التي تجمع بين السهل والجبل في بنيانها وسهولها، ففي الغرب سهل وتربة حمراء وينابيع مياه، وفي الشرق جبل بطبيعته الوعرة وتربته الداكنة.
وللتعرف أكثر على هذه القرية الغنية، موقع eSuweda زارها والتقى عدداً من أهلها الذين تحدثوا عنها بقولهم:
تعتبر الثروة الحيوانية في القرية مصدراً جيداً للدخل للأغلبية العظمى من أهالي القرية، وقطيع القرية من مختلف الحيوانات ثابت تقريباً وقلما يتأثر بتقلبات المواسم، حيث تربى في القرية الأغنام والماعز والخيول والأبقار، ويوجد في القرية ثلاث مداجن لإنتاج الفروج، ويوجد خلايا صغيرة من الأرانب في عدد محدود من المنازل، أما بالنسبة للحجل والعصافير والأسماك فهي تربى بأعداد قليلة
السيد "نسيب الحايك" من أهالي القرية ويعمل موظفاً في المصرف الصناعي وقد قام ببحث عن القرية وتاريخها شمل فيه كافة جوانب الحياة فيها والمرافق والخدمات والأنشطة، وقد تحدث عن القرية بقوله: «تقع قرية "ريمة حازم" إلى الشمال الغربي من مدينة "السويداء" وتبعد عنها مسافة أربعة كيلومترات، واقعة على طريق الحج القديم والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عهد الولاية الرومانية عام 106 م، ورمم عام 186-187 م.
تمتاز القرية بغناها، فهي تعد من أغنى أراضي المحافظة ويعود ذلك لسببين: الأول تربتها الحمراء الخصبة والمناسبة للزراعات المختلفة، إضافة إلى نسبة الأمطار المقبولة والتي يصل معدلها إلى 350 ملم.
والثاني كثرة ينابيعها التي تتفجر في أراضيها في سنوات المطر الوفير وهي: نبع "عين البستان" الدائم الذي يروي قسماً من أحياء القرية، ونبع "السجين الدائم" ويروي قسماً من بلدة "المزرعة" ولا يحتاج لمضخة فهو نبع سيحي، أما "الفارعة"، و"النملة"، و"النوفرة"، و"أبو جرن"، و"النبعة" فهي ينابيع تتفجر في السنوات التي يصل معدل الأمطار فيها إلى 350 ملم، وهذه الينابيع تقع في الجهة الغربية والشمالية الغربية من القرية أسفل المنحدر وبداية امتداد السهل.
ترتفع القرية 942 م عن سطح البحر ويمر فيها واد جريانه موسمي متقطع، بشكل خاص بعد إقامة سد "قنوات" الذي حجز جريانه، ويمثل هذا الوادي أحد تفرعات وادي "قنوات- سليم" أو ما يسمى "وادي الذهب" أشهر أودية المحافظة إلى جانب "الزيدي" و"اللوا"».
أما عن سبب تسمية القرية فأضاف: «هناك بعض الروايات التي تقول إن أصل كلمة "ريمة حازم" هي "ريمة الخلاخيل" وهذا غير مؤكد إلا عبر ما تناقلته الأجيال، ولو عدنا إلى معجم اللغة لوجدنا أن أصل كلمة "ريمة" مشتق من: رام بالمكان أي أقام وثبت، الريم: الفضل أو الزيادة، الريم: الجبل الصغير، وبكسر الراء الظبي الخالص البياض.
أما "حازم" فاسم علم، ومن ذلك يمكن أن نستدل على أن المعنى يمكن أن يؤول إلى مكان إقامة حازم، أو المكان المفضل لحازم وذلك لكثرة الينابيع والموقع المميز».
الأستاذ "عماد هنيدي" مدير الإعدادية في القرية، تحدث لموقعنا عن وضع التعليم في القرية وعدد سكانها قائلاً: «تعتبر نسبة التعليم في القرية متوسطة المستوى مقارنة بعدد السكان وذلك بالنسبة لحملة الشهادات الجامعية بمختلف الاختصاصات، كما يوجد في القرية مدرسة ابتدائية ومدرسة إعدادية.
يبلغ عدد السكان حوالي 2744 نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الحيوان، أما بالنسبة لحركة الاغتراب فتعتبر القرية فقيرة بحركة الاغتراب مقارنة بالجوار، وأغلبية السفر والهجرة تتم إلى دول الخليج العربي ونادراً ما تكون نحو الأمريكيتين، وهناك حركة واسعة من التنقل بين شباب القرية باتجاه لبنان في العطلة الصيفية بقصد العمل».
الأستاذ "بسام أبو كامل" مدرساً للتربية الفنية في الإعدادية، ومن أهالي القرية تابع عن الواقع الزراعي في القرية: «تبلغ المساحة الكلية للقرية 1200 هكتار، بما فيها المخطط التنظيمي، وقد تقلصت المساحة الزراعية في القرية نتيجة عاملين: الأول هو عملية البيع التي تمت في نهاية القرن التاسع عشر، حيث بيعت كامل الجهة الشرقية من أرض البلدة إلى بلدة "عتيل" لتسديد الضرائب التي فرضتها السلطة العثمانية على شيخ البلدة آنذاك.
والثاني هو الزحف العمراني والاستثماري حيث اقتطعت مساحات زراعية لإقامة مشاريع صناعية وحرفية.
تبلغ المساحة القابلة للزراعة 722 هكتاراً، ولقد تم تطوير 430 دونماً تزرع محاصيل، والمساحة غير القابلة للزراعة 477.4 هكتاراً من ضمنها الأبنية والأراضي الصخرية، أما مساحة المروج والمراعي فهي 0.6 الهكتار».
وعن الزراعات في القرية، تابع: «أهم الزراعات الحقلية الموجودة في القرية هي القمح والشعير والحمص والعدس، وهي زراعات بعلية تزرع على مساحة 489.5 هكتاراً، وإنتاج القرية منها يختلف من عام لآخر حسب وفرة الأمطار.
أما بالنسبة للأشجار المثمرة فتعد قرية "ريمة حازم" قرية فقيرة نسبياً بأشجارها المثمرة، رغم أن مناخها نموذجي ومناسب لزراعة أغلبية الأنواع من الأشجار، حيث يزرع فيها العنب بعلاً ورياً، ويبلغ عدد الأشجار المروية 339 شجرة، وأما البعلية فتمتد على مساحة 34.2 هكتاراً وعددها 17034 شجرة، المثمر منها 15500 شجرة، وتمتاز القرية بنضج العنب مبكراً فيها.
ومن الزراعات الحديثة زراعة الزيتون وتقسم إلى زراعة مروية وبعلية، أما المروية فتمتد على مساحة 6.8 هكتارات وعدد الأشجار 615 شجرة، المثمر منها 510 أشجار، والزراعة البعلية تمتد على مساحة 124 هكتاراً وعدد أشجارها 14855 شجرة المثمر منها 11000 شجرة.
أما زراعة التين والرمان فهي قديمة في القرية حيث تقدر المساحة المزروعة بأشجار التين حوالي 59 دونماً، وهي تضم 1606 أشجار، المثمر منها 920 شجرة، وعدد أشجار الرمان 103 أشجار المثمر منها 75 شجرة، واللوز زراعة بعلية فقط وتمتد على مساحة 3.4 هكتارات، وعدد أشجار اللوز في القرية 2551 شجرة، المثمر منها 1300 شجرة، والفستق زراعة دخلت حديثاً أيضاً حيث لا تتعدى المساحة المزروعة فيها 8 دونمات.
وهناك مساحة تتجاوز مئة دونم مزروعة بأشجار التفاح ولكن في موقع "الفارعة"، وفي حدائق المنازل يزرع الخوخ والكرز والدراق ولكن بأعداد قليلة».
وعن الثروة الحيوانية في القرية، حدثنا الأستاذ "معن الجابر" قائلاً: «تعتبر الثروة الحيوانية في القرية مصدراً جيداً للدخل للأغلبية العظمى من أهالي القرية، وقطيع القرية من مختلف الحيوانات ثابت تقريباً وقلما يتأثر بتقلبات المواسم، حيث تربى في القرية الأغنام والماعز والخيول والأبقار، ويوجد في القرية ثلاث مداجن لإنتاج الفروج، ويوجد خلايا صغيرة من الأرانب في عدد محدود من المنازل، أما بالنسبة للحجل والعصافير والأسماك فهي تربى بأعداد قليلة».
قرية "ريمة حازم" تتبع تنظيمياً لبلدية "ولغا"، وللتعرف على الواقع الخدمي في القرية التقى موقعنا الأستاذ "وائل أبو حسين" رئيس بلدية "ولغا"، الذي تحدث قائلاً: «تبلغ مساحة المخطط التنظيمي في قرية "ريمة حازم" 145 هكتاراً، نسبة تخديم السكان من الصرف الصحي حوالي 50% ومن الكهرباء 100%، والهاتف متوافر لمن يرغب.
كما يوجد في القرية روضة أطفال ومركز صحي مقدم من أهالي القرية ومشغل سجاد يدوي، وبالنسبة لمياه الشرب فتروى القرية من مياه "المزيريب" من خط "المزيريب- السويداء"، ويتم استجرار قسم من حاجة البلدة من نبع "عين البستان"، وهناك بئر ارتوازي في القرية لمياه الشرب أيضاً.
وبالنسبة للطرق فيبلغ طول شبكة الطرق المعبدة 1200 متر، وطرق القرية بما فيها الطرق الزراعية مخدمة بشكل جيد، يمر من قرية "ريمة حازم" طريق الحج ويتم حالياً العمل على توسيعه وتنفيذه بشكل جيد ضمن المقطع "ريمة حازم- السويداء" والجهة المنفذة هي مديرية الخدمات الفنية في "السويداء"».