واحد من رجال الجزيرة السورية، المجاهد الراحل "فرحان العيسى" ابن قرية "الغنامية" أمضى حياته في الدفاع عن الوطن رغم فنون التعذيب التي مارسها عليه سجانوه من جنود الاحتلال.

موقع eHasakeh التقى نجل المجاهد "فرحان العيسى" السيد "عبد الرحمن فرحان العيسى" الذي تحدث عن والده قائلاً: «ولد المجاهد "فرحان العيسى" في قرية "الغنامية"(قرية تقع شمال الحسكة تبعد عنها مسافة 80كم) عام 1905 الذي ينحدر من نسب "البدرخانيين" وهم من وجهاء عشائر "الكيكان" في منطقة "الدرباسية"، (بلدة تقع شمال الحسكة مسافة 85 كم محاذية للحدود التركية)، التي قاومت الاحتلال، إذ فما زال ذلك الفجر حاضراً أمام الأعين منذ عام 1945 عندما طوقت قوات الاحتلال الفرنسي بقيادة الكابتن "قاسم" قرية "الغنامية" بوشاية من العملاء الفرنسيين في المنطقة، وذلك على خلفية اجتماع للكتلة الوطنية التي كانت مجتمعة في قرية "الغنامية"، وبعد الاجتماع شهر الكابتن "قاسم" مسدسه وحلف اليمين بأنه لو بقي آخر شخص فرنسي سوف ينتقم منه لحرية وطنه، وتم اعتقال المجاهد "فرحان العيسى" ونقل إلى سجن "الحسكة" الذي أمضى فيها فترة فيها، وعانى فيه الأمرين مع زملائه المجاهدون وأذكر منهم المطران "قرياقس"».

في عام 1959 أصبح جدي عضواً في الاتحاد القومي ودعي هو وزملائه من قبل الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ولمدة شهر كامل للإقامة في القاهرة، كما دعي من قبل الرئيس "ناظم القدسي" في عام 1962 لمدينة السويداء لإزاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى، وبقي في ضيافة "سلطان باشا الأطرش" لمدة أربعة أيام

ويتابع السيد "عبد الرحمن" حديثه: «أثناء وجود والدي في سجن "الحسكة"، طلب منه الفرنسيين تكسير الحجر، وذلك عقاباً له فرفض ذلك، ودخل عليه المستشار الفرنسي "دانجليه" وأقسم بعزة فرنسا بأن "فرحان العيسى" سيكسر الحجر، وجاء رد المجاهد "فرحان" قوياً له حيث قال: "بعزة سورية الأبية لن أكسرها"، فوقع المسدس من يد المستشار الذي كان يهدد به المجاهد "فرحان العيسى" عندما سمع الرد، وأمر الحرس بأن يضعوه في غرفة انفرادية ضمن برميل مغلق بداخله ماء لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم يتم نقله إلى معتقل "دير الزور".

السيد عبد الرحمن العيسى

وفي صباح يوم العيد تم استدعائه إلى "الحسكة" ليخبروه الفرنسيون بأن شقيقه "أحمد العيسى" قد توفي لكنه لم يكترث لإدعاءاتهم وأجابهم: "يومياً آلاف الفرنسيين يقتلون على يد الألمان وأنتم تدعون بأن أخي مات ولكن سورية باقية وشعبها باقي".

على خلفية رده هذا تم نقله مرة أخرى إلى "دير الزور"، وفي هذه المرة دسّوا له السم في طعامه لقتله ببطء على يد الكابتن "دانجليه"، لكن بعض الوطنين في "دير الزور" تدخلوا لمعالجته ونقلوه إلى المشفى وتم معالجته ومن ثم أعيد إلى المعتقل، وبعد فترة تم نفيه إلى جزيرة "أرواد" حيث المعتقل الثالث له وكان من المقرر أن يأخذوه إلى معتقل آخر في جزيرة عدن، ولكن الكتلة الوطنية استلمت زمام الحكم بعد الجلاء حيث تم الإفراج عنه وعن باقي زملائه.

المجاهد فرحان العيسى الثالث من اليسار

اجتمع الضابط "توفيق نظام الدين" والنقيب "آصيل" في يوم الجلاء ورفعوا أول علم سوري في قرية المجاهد "فرحان العيسى" ومن ثم تم رفع العلم على الدوائر الرسمية في مدينة "الدرباسية".

أما الكابتن "قاسم" فأبى تنزيل العلم الفرنسي عن الثكنة إلا بوجود المجاهد "فرحان" وعدد من الضباط الوطنيين، وقد أقام ثلاثين من رجال الدرك الوطنيين مع عائلاتهم ضيوفاً في منزل المجاهد "فرحان" لمدة شهر كامل دون أن يعرف أولاده أو زوجته "نوفة العبد الرحمن آغا" الملقبة بالمرأة الحديدة، أي كلل أو ملل في خدمة ضيوفها».

قرية المجاهد

حفيد المجاهد الأستاذ "أحمد العيسى" رئيس مجلس بلدة "الغنامية" يضيف: «في عام 1959 أصبح جدي عضواً في الاتحاد القومي ودعي هو وزملائه من قبل الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ولمدة شهر كامل للإقامة في القاهرة، كما دعي من قبل الرئيس "ناظم القدسي" في عام 1962 لمدينة السويداء لإزاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى، وبقي في ضيافة "سلطان باشا الأطرش" لمدة أربعة أيام».

توفي المجاهد "فرحان العيسى" في صيف عام 1982 ودفن في مقبرة قريته"الغنامية".