لقبتها الشاعرة الإغريقية سافو بملكة الأزهار، كما ذكرت في ملحمتي الإلياذة والأوديسيا للمؤرخ الإغريقي هوميروس وذكرها الكاتب والشاعر الانكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله (جميلة كجمال وردة دمشق) .
واليوم يساهم الصندوق السوري لتنمية الريف "فردوس" وقسم الأبحاث في الأمانة السورية للتنمية في قطاف الوردة الدمشقية، وذلك في 20 أيار 2010 في قرية "المراح" بريف دمشق.
الآنسة "لين حبش" مديرة مشروع فردوس ذكرت أن هذه المبادرة التي بدأت منذ أقل من عام تأتي ضمن إطار برنامج "الوردة الدمشقية" المعروف رسمياً بمشروع "إحياء الوردة الدمشقية والمحافظة على سلالاتها المحلية من خلال تمكين المجتمع المحلي قي قرية المراح"، وهو برنامج أطلقته الأمانة السورية للتنمية بتمويل من برنامج المنح الصغيرة التابع لصندوق البيئة العالمي (ٍGEF/SGP)، ويطبقه كل من مشروع "فردوس" وقسم الأبحاث بهدف المشاركة في برامج ومشاريع التنمية الريفية الرائدة التي تساعد المجتمعات المحلية على تطوير إنتاجها المحلي وحماية تراثها.
وأضافت "حبش" بالقول: فريق المشروع على تواصل دائم مع المجتمع المحلي في "المراح" ومع الفرق الداعمة التي تم تكليفها لمتابعة المشروع حيث تم وضع خطة تتضمن تأهيل وتمكين المزارعين. كما تم تأسيس حقلين إرشاديين لهذا الغرض.
المشروع تجريبي نهدف من خلاله إلى التوسع وليس بالضرورة أن يتم هذا التوسع فقط مع مشروع فردوس وإنما مع شركاء آخرين من مؤسسات المجتمع الأهلي وأهالي القرية.
السيد "مدين البيطار" صاحب الحقل الإرشادي المزروع بالوردة الدمشقية في قرية "الرماح" تحدث بالقول: تبلغ مساحة أرضي المزروعة بالوردة الدمشقية 100 دونم، كما أن معظم أهالي القرية يعملون بزراعة الورد، فهو يشكل مصدر دخل لهم.
بلغت المساحات المزروعة بالوردة الدمشقية في القرية 2500 دونم، ويبلغ الإنتاج التقريبي لأهالي القرية من الورد الدمشقي لهذا العام 2010 حوالي 60 -70 طن، أما في عام 2007 فقد تجاوز الإنتاج 100 طن، وفي عام 2008-2009 لم يتجاوز 20 طن بسبب موسم الجفاف.
تعتمد زراعة الوردة الدمشقية على مياه الأمطار والثلج تحديداً، وهي تتحمل ظروف مناخية قاسية بين الصقيع والحر الشديد.
وعن سعر الكيلو غرام الواحد من زيت الوردة الدمشقية النقي يضيف "البيطار": يبلغ سعر كيلو غرام من زيت الوردة الخالص 6000000 ويحتاج من 10 – إلى 12 طن. حيث أن زيت الوردة يحتوي 350 عنصر مختلفا ليشكلوا معا زيت الوردة الدمشقية النقي.
قامت الأمانة السورية للتنمية بدعم جمعية "المراح" التي أشهرت في مطلع العام 2010 لإحياء وتطوير الوردة الدمشقية" التي أسسها مزارعون محليون في القرية، حتى تكون قادرة على إدارة إنتاج هذه الوردة بالطريقة المثلى التي تعود بالنفع المادي على القرية.
صمم برنامج "الوردة الدمشقية" بهدف تمكين أفراد المجتمع المحلي في قرية المراح وبناء مؤهلاتهم وتحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى حماية وإحياء نوع الوردة الدمشقية الذي ينمو في المنطقة. كما يسعى البرنامج إلى إلحاق المزارعين بدورات تدريبية في مجال تحسين سبل الزراعة الحالية، وإدارة المياه، واستخدام تقنيات أكثر فعالية في ري المحاصيل (من أجل مواجهة مشكلات نقص المياه) وزيادة أنواع المنتجات التي يمكن الحصول عليها وتحسن نوعيتها ومن ثم تسويقها.
عن ذلك تقول الآنسة "ديمة المنجد" مديرة مشروع الوردة الدمشقية بالمراح من قسم الأبحاث في الأمانة السورية للتنمية: وقع اختيارنا على قرية "المراح" لاعتمادها على زراعة الوردة الدمشقية كمصدر للدخل وقدم زراعتها فيها.
بدأنا المشروع بمسح لسكان المنطقة لنتمكن من معرفة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأهالي المنطقة ومستوى التمكين المطلوب وفي نهاية المشروع نعيد المسح لنعرف مستويات التحسن التي طالت السكان.
كما نعمل على دراسة سوق على منتجات الوردة في سورية لتقديم هذه المعلومات لأعضاء الجمعية ليستطيعوا الاختيار بين أفضل المنتجات التي تقدمها الوردة وحالياً نقوم بتسجيل الوردة عالميا ونعمل على إعداد دراسة حول أنواع الوردة وسلالتها.
المشروع مدته سنتين، ونعمل حاليا على توثيق الوردة من خلال فيلم نشرح فيه عن الوردة ومراحل زراعتها والعناية بها.
من الجدير بالذكر أن قرية المراح تعد من أقدم القرى المتخصصة في زراعة وإنتاج الوردة الدمشقية، كما تعتبر زراعتها أمراً متوارثاً بين أبنائها. وقسم التنمية الريفية في الأمانة السورية للتنمية، تأسس الصندوق السوري لتنمية الريف "فردوس" ليلعب دوراً ريادياً في تمكين الأفراد والمجتمعات المحلية في سورية من المشاركة بشكل فعال في تعميم وتحقيق الإستدامة في الريف السوري بالتعاون مع المنظمات الدولية وهيئات المجتمع السوري والحكومة لتحقيق هذا الهدف.