بعد أن كان في إسبانيا و"دمشق"، عُرض في المركز الثقافي العربي "بحمص" مساء الأربعاء 19/5/2010 الفيلم الإسباني "هواء الصحراء"، الذي يتحدث عن جوانب من الحياة الموسيقية في سورية، متناولاً الموسيقا الشعبية والأنواع الأخرى من الموسيقا السائدة في صورة بانورامية للموسيقا العربية، برؤية مخرجيه الإسبانيين "ميشيل غاسكو" وزوجته "نورما فيلا"، ويشاركهما في العمل الفنان السوري "عيسى فياض".
حيث يتنقل الفيلم من "تدمر" إلى "حمص" فمنطقة جبل العرب في "السويداء" إلى حلب ويحط رحاله في الختام بمدينة "دمشق"، مقدماً مقاطع موسيقية ومشاهد ومقابلات مع موسيقيين عازفين وملحنين.
المشروع المقبل الذي نود العمل عليه حول الموشحات الأندلسية في مدينة "حلب"، الفيلم بالدرجة الأولى مقدم للجمهور الغربي بهدف إعطاء الأفكار لتحفيز اهتمام الجمهور الغربي لتعزيز التواصل بينه وبين المجتمع السوري
عن هذا الفيلم وكيف تولدت فكرة إخراجه إلى النور تحدث الفنان "عيسى فياض" قائد فرقة إحياء التراث "بحمص" لموقع eHoms قائلاً: «ولدت فكرة الفيلم في مدينة "بلباو" الإسبانية، من تجمع لبعض الشباب والشابات الإسبانيين المحبين للموسيقا بشكل عام وللموسيقا العربية بشكل خاص، أطلقوا على نفسهم اسم تجمع "موشحات"، كانت غايتهم الالتقاء بفنانين عرب وسوريين، وزيارة سورية وإقامة عمل عن الموسيقا فيها، فاتصلوا بالمركز الثقافي السوري بمدينة "مدريد"، وتم إخبارهم أن المركز قام بدعوة فرقة "إحياء التراث" من سورية لإحياء أمسيات موسيقية في إسبانية، وأن هناك إمكانية التعرف على الفنانين لربما تكون فاتحة خير بعمل مشترك، وبالفعل تقابلنا ابتدأنا عام /2007/ بمدينة "بلباو" حيث قدمت مع فرقتي التي أقودها أمسيتين موسيقيتين، وصارت المحاورة بيننا وبينهم للمباشرة بعمل فيلم توثيقي عن الموسيقا في سورية، اتفقنا على أن نكون شركاء في هذا المشروع من خلال مساعدتهم بموضوع الإقامة وكيفية العمل والتحرك خلال تصوير الفيلم والمساعدة باختيار الشخصيات الفنية التي تم الالتقاء فيها ضمن الفيلم، الذي انطلق العمل فيه عام /2008/ واستمر لمدة عام كامل لإنجازه».
وتابع "فياض": «الفيلم وثائقي، يحكي عن الحياة الموسيقية في سورية، لكننا من غير الممكن الإحاطة بكل أوجه النشاط الموسيقي والفعاليات الموسيقية والفنانين السوريين، أخذنا عينات من مجموعة مناطق من سورية، تعطي فكرة بسيطة عن الحياة الموسيقية السورية وأنا برأيي أن الحياة الموسيقية في سورية أعمق وأكبر من أن يحيطها فيلم وثائقي واحد أو فيلمين أو أكثر من ذلك، طبعاً هذه أول تجربة سينمائية للمخرجين، بذلا جهداً كبيراً في العمل لأنه لم يكن لديهما أي تصور مسبق عن الموسيقا في سورية، وعن الفنانين فيها ، وكذلك عن اللغة العربية، لكن يسجل للفيلم أنه يشكل حالة هامة من الحوار الثقافي السوري الأوروبي وهذه هي الغاية الأساسية المنشودة من قامته».
من جهته تحدث المخرج "ميشيل غاسكو" عن مشروع الفيلم قائلاً: « كان الهدف الأساسي من الفيلم أن نطلع الناس في إسبانيا والغرب على جانب من الحياة الموسيقية في سورية، ونوصل لهم رسالة مفادها أن الشعب السوري هو شعب حضاري محب للسلام ومنفتح على الحضارات، يملك إرثاً موسيقياً كبيراً وهاماً، فهناك الكثير من الروابط والقواسم التاريخية والحضارية المشتركة بين سورية وإسبانية.
أنا وزوجتي نحب الموسيقا وقد درسنا الموسيقا العربية، أحسسنا أن إخراج هذا الفيلم يعد أفضل طريقة من أجل التواصل بين الموسيقا العربية في سورية والموسيقا في إسبانيا وتعريف الناس على هذا النوع من الموسيقا».
وعن الفترة التي استغرقها العمل وانطباعات الجمهور الإسباني حول الفيلم قال: «استغرق العمل في سورية سنة كاملة من التصوير، لكننا حضّرنا لمدة سنة للمشروع قبل ذلك في إسبانية واستغرقت عمليات المونتاج حوالي ستة أشهر.
أما بالنسبة لانطباعات الجمهور الإسباني عن هذه الفيلم، فصراحة أنا فوجئت بانطباعات الجمهور الإسباني الإيجابية وتفاعلهم مع الفيلم أكثر مما كنا نتوقعه، حيث أحبوا جداً الأنماط الموسيقية المتنوعة التي قدمت في الفيلم، وأحس الجمهور الإسباني بأن هناك ما يربطهم بهذه الموسيقا، وخاصة عند استماعهم لعزف الفنان "طارق صالحية" على الغيتار، و"أحمد الحسن" على البزق إضافة إلى صوت الآذان من شيخ المسجد، نود أن نخص بالشكر وزارة الخارجية الإسبانية التي مولت هذا المشروع، وكل الجهات التي ساعدتنا لإتمام العمل في سورية، والشكر الأكبر للفنان "عيسى فياض"الذي كان العصب الرئيسي في العمل لهذا الفيلم من خلال مساعدته لنا في اختيار الموسيقا والموسيقيين، فمكان إقامتنا الرئيسي كان في "حمص" تحركنا منها إلى المناطق السورية الأخرى لتصوير الفيلم مع صديقنا المرافق لنا الأستاذ "عيسى فياض" ».
وعن الأعمال المقبلة للمخرجين الإسبانيين قال "غلاسكو": «المشروع المقبل الذي نود العمل عليه حول الموشحات الأندلسية في مدينة "حلب"، الفيلم بالدرجة الأولى مقدم للجمهور الغربي بهدف إعطاء الأفكار لتحفيز اهتمام الجمهور الغربي لتعزيز التواصل بينه وبين المجتمع السوري».
وعن رأي الدكتور "نزيه بدور" رئيس نادي السينما "بحمص" حول الفيلم قالك «الفيلم الذي عرض اليوم أعده بمثابة تكريم لابن "حمص" الموسيقي المعروف المهندس "عيسى فياض" الذي ساهم بشكل كبير في ولادة هذا الفيلم وإبصاره النور، وبغض النظر عن مستوى الإخراج والتقطيع والمونتاج، كنا أمام عمل توثيقي لموسيقا متنوعة من عدة مناطق في سورية، عرض في إسبانيا عدة مرات ومنذ أسبوع عرض في "دمشق" واليوم في "حمص"، رايته فيلماً جيداً تشارك فيه شخصية موسيقية هامة من مدينة "حمص" نفخر بها».
السيد "فاضل خوري" من المتابعين لأنشطة نادي السينما قال حول انطباعه عن الفيلم: «لقد قدم الفيلم نماذجاً من الفلكلور الموسيقي السوري، كان جميلاً، تناول عدة أشكال للفن الموجود في سورية مراعياً الاختلاف بين بيئات البادية السورية وريف سورية الجنوبي ومدن "حمص" و"حلب" و"دمشق"، وتنقل ما بين الموسيقا التي تعمل على الفطرة وما بين الموسيقا الأكاديمية المنوطة، واضح أن هناك مجهود كبير من القائمين على هذا العمل الوثائقي ضمن الإمكانيات المتاحة لهم، نستطيع أن نقول أنه عمل جميل وجيد، لكن كنت أتمنى أن يكون التركيز في الفيلم على موسيقا الريف والبادية بمستوى التركيز على الموسيقا في المدن السورية، وإعطائه حيزاً أوسع وأشمل».