في وادي "المصاصية" الواقع إلى شمال شرق بلدة "دركوش" بنحو ستة كيلومترات تم اكتشاف مدفن أثري يعود للقرن الثالث الميلادي أو الفترة الرومانية في أرض تعود لأحد مزارعي البلدة وبداخله ثلاثة نواويس حجرية وبعض اللقى الفخارية والزجاجية القديمة معظمها بحالة سليمة.

وفي لقاء لموقع eIdleb مع "مصطفى قدور" معاون رئيس شعبة التنقيب الأثري في دائرة آثار "إدلب" تحدث عن تفاصيل هذا الاكتشاف بالقول: «إن اكتشاف المدفن تم من قبل أحد المزارعين أثناء حفره في أرضه الواقعة على منحدر صخري ذي تربة حوارية حيث عثر على مدخل المدفن المنحوت في الصخر وهو مغلق بحجر كبير، ويتوضع المدفن على مساحة أبعادها 3م * 3.30 م وبارتفاع يزيد عن المتر بقليل، ويوجد بداخله ثلاثة "نواويس" اثنان منها كبيران بطول مترين وعرض نصف متر والثالث صغير على الأغلب هو لطفل صغير و"النواويس" مغطاة ببلاطات حجرية كبيرة طول كل منها أكثر من متر، ويرجح أن المدفن هو لعائلة واحدة، وكان باب المدفن مغلقاً بشكل محكم بواسطة باب حجري على شكل بلاطة أبعادها 130 سم وعرض 65 سم وسماكة 30 سم، وهو من المرات القليلة التي يتم فيها العثور على مدفن مغلق بهذا الإحكام دون أي تخريب».

إن أعمال التنقيب التي قامت بها الشعبة كشفت عن العديد من اللقى الأثرية الفخارية داخل المدفن حيث عثر على جزء من تمثال فخاري مكسور وبعض القطع والأيقونات الفخارية والزجاجية وبعض الأحجار الكريمة التي كانت تستخدم لأغراض الزينة في تلك الفترة، كما تم العثور على ختمين أحدهما مسطح يعتقد أنهما يعودان للعائلة صاحبة المدفن حيث كانت تستخدم هذه الأختام في ختم بعض المعاملات والأوراق الشخصية في تلك الفترة الزمنية

وأضاف "القدور": «إن أعمال التنقيب التي قامت بها الشعبة كشفت عن العديد من اللقى الأثرية الفخارية داخل المدفن حيث عثر على جزء من تمثال فخاري مكسور وبعض القطع والأيقونات الفخارية والزجاجية وبعض الأحجار الكريمة التي كانت تستخدم لأغراض الزينة في تلك الفترة، كما تم العثور على ختمين أحدهما مسطح يعتقد أنهما يعودان للعائلة صاحبة المدفن حيث كانت تستخدم هذه الأختام في ختم بعض المعاملات والأوراق الشخصية في تلك الفترة الزمنية».

مدخل المدفن

يذكر أن بلدة "دركوش" هي إحدى المناطق السياحية في محافظة "إدلب" تقع إلى الغرب من مدينة "إدلب" بنحو 33 كم و إلى شمال مدينة "جسر الشغور" بنحو عشرين كيلومتر، وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى دير "كوش بن كنان" وكانت قديماً مسورة ومغلقة بثلاثة أبواب ويوجد فيها العديد من المواقع الأثرية الهامة، ومنها الجسر الروماني على نهر "العاصي" وآثار بناء لطاحونة مياه على النهر ومغارة "الحكيم" التي كان يسكنها أحد الأطباء القدماء، وكذلك خان "الحريري" والحمام القديم الذي يعود للعصر الروماني والذي تم تجديده في عهد الملك "الظاهر" والجامع القديم بمئذنته القديمة ومدفن السلطان "بدر الدين الهندي" مع بعض حاجياته الخاصة، وكذلك النواعير التي كانت إلى وقت قريب قائمة على ضفتي النهر وهناك رسم على الصخور على شكل إنسان يعرف بكبير الملاحين وهو من فعل وصنع العوامل الجوية.

ويعد نبعا "الدباغة" و"التكية" أهم ينابيع المياه الموجودة في "دركوش" والتي يزيد عددها على ثلاثين نبعاً.

ناووس مبني من الحجارة
المنطقة المحيطة بالمدفن