تتميز بحيرة "الجبول" أو "السبخة" الواقعة جنوب شرق مدينة "حلب" بحوالي 45 كم، بغناها الحيوي الحيواني والنباتي الكبير، فهي تشكل منطقة استراتيجية لآلاف الطيور المقيمة والمهاجرة، ومكاناً يجمع العديد من أنواع الطيور النادرة والمعرضة للانقراض، حتى أصبحت هذه البحيرة اليوم مقصداً لعشاق الطيور النادرة من جميع أنحاء العالم.
موقع eSyria زار البحيرة برفقة السيدان "أحمد المواس" و"ياسين مجاور" من أبناء قرية "الجبول"، والخبيرين بأنواع الطيور الموجودة في البحيرة، ويعملان كمرشدين سياحيين بما يخص هذه الأنواع، يقول "ياسين مجاور": «يوجد في البحيرة حوالي 145 نوعاً من الطيور، منها 17 نوعاً من الطيور النادرة المعرضة للانقراض، والتواجد الأكبر لهذه الطيور يكون خلال أشهر تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني، ومن أهم الأنواع النادرة التي نشاهدها في البحيرة: "القطقاط الاجتماعي" هذا الطائر تم تسجيله لأول مرة في سورية، يسكن في المناطق شبه الصحراوية، والسهول والحقول المزروعة بحبوب الشتاء، طوله 20 سم ويتميز بوقفته المنتصبة خاصة عندما يشعر بالخطر، يتميز بحاجب أبيض طويل يلتقي في قفا الرأس، وبطن أسود كستنائي وقنة سوداء، تظهر أجنحته أثناء الطيران مستديرة إلى حد ما، سيقانه قصيرة مسودة وله شريط اسود على نهاية الذيل، حركاته على الأرض مثالية، حيث يقوم بالجري السريع بينما الرأس مندس في الجسم، يشاهد غالباً في مجموعات صغيرة، وهناك "الحمراوي أبيض العين" يعيش في المياه الضحلة والبرك كثيفة النباتات والبحيرات المالحة، يعشش بين نبات القصب الكثيف، طوله 40 سم ويصل امتداد جناحيه إلى 66 سم، شكل الرأس قريب من الحمراوي ومنقاره رمادي داكن، غطائيات أسفل الذيل ناصعة البياض».
ولدينا أيضاً "البط أبيض الرأس" حيث تم اكتشاف 2400 من طائر البط أبيض الرأس في سبخة "الجبول"، ما يشكل نحو ربع عدد الطيور في العالم، وبذلك يسجل لأول مرة في سورية، وهذا النوع يعيش في البحيرات الداخلية والساحلية الضحلة التي يكثر فيها القصب، ويعشش في الماء بين القصب والنباتات المائية الأخرى، طوله 46 سم ويصل امتداد جناحيه على 66 سم، وهو بط غواص متوسط الحجم غريب الشكل ذي رقبة قصيرة ومنقار كبير، الذيل طويل وصلب ويبقيه منتصباً وقت السباحة في الماء
ويضيف السيد "ياسين مجاور": «ولدينا أيضاً "البط أبيض الرأس" حيث تم اكتشاف 2400 من طائر البط أبيض الرأس في سبخة "الجبول"، ما يشكل نحو ربع عدد الطيور في العالم، وبذلك يسجل لأول مرة في سورية، وهذا النوع يعيش في البحيرات الداخلية والساحلية الضحلة التي يكثر فيها القصب، ويعشش في الماء بين القصب والنباتات المائية الأخرى، طوله 46 سم ويصل امتداد جناحيه على 66 سم، وهو بط غواص متوسط الحجم غريب الشكل ذي رقبة قصيرة ومنقار كبير، الذيل طويل وصلب ويبقيه منتصباً وقت السباحة في الماء».
ويتابع السيد "أحمد الموس" الحديث عن أهم أنواع الطيور النادرة الموجودة في البحيرة قائلاً: «وهناك طائر "الفلامنغو" حيث تمتلك البحيرة أكثر من 15 ألف طائر منه، يعيش في البحيرات الساحلية والبحيرات المالحة والمسطحات الطينية، وهو يعشش على هيئة مستعمرات على الضفاف الطينية، وفي مياه البحيرات الضحلة، ويبني عشه في الطين على ارتفاع بضعة سنتميترات فوق الماء، طوله 130 سم، وامتداد الجناحين يصل إلى 155 سم، ومن السهل التعرف عليه فهو من الطيور الحواضة الوردية كبيرة الجسم، الأرجل والرقبة طويلة، لمنقاره شكل متميز لونه وردي ونهايته سوداء، ولدينا أيضاً "السحنون": يعيش في المستنقعات التي بها قصب كثيف، وعلى أطراف البحيرات والأنهار المتميزة بغطاء نباتي طويل وكثيف، إذ يعشش في مياهها الضحلة، الطول 47 سم وامتداد الجناحين 95 سم، منقاره أحمر وأرجله حمراء واضحة وجسمه منحن للأمام، خجول بشكل عام ويتخفى غالباً بين النباتات خاصة القصب، يبدو أثناء الطيران كأنه دجاجة ماء ضخمه ويبدو لونه بشكل بنفسجي فاتح يشوبه لون أزرق وأسود».
ويضيف السيد "أحمد المواس": «وهناك "القطقاط شوكي الجناح" الذي يعيش في أطراف مستنقعات المياه الحلوة والمالحة، يعشش في الأراضي الطينية الجافة أو المناطق الرملية القريبة، طوله 26 سم وامتداد الجناحين 75 سم، رشيق وطويل السيقان، الرأس من الأعلى والأجزاء السفلية سوداء، وجوانب الرقبة بيضاء، غطائيات الأجنحة رملية اللون، وشريط الذيل أسود عريض، حركة الطيران متأرجحة، أما "القطقاط الذهبي" فيعيش في المراعي الجافة والرطبة والأراضي المحروثة أو المحصودة، الطول 28 سم وامتداد الجناحين 71 سم، يتميز ببنيته الثقيلة ورقبته القصيرة، منقاره وسيقانه قصيرة نسبياً، لونه بني داكن منقط بالذهبي، حاجبه رمادي ومنقاره أسود، كذلك لدينا طائر "أبو منجل الأسود" الذي يعيش في الأراضي الرطبة والمسطحات الطينية، ويعشش على هيئة مستعمرات في حقول القصب، وبعض الأحيان على الأشجار، الطول 60 سم امتداد الجناحين 90 سم، أسود اللون، منقاره طويل، والأجنحة ذات لون أخضر لامع، تظهر على وجهه علامات بيضاء على قاعدة المنقار الوردي الباهت، يطير عادة مشكلاً خطاً طويلاً».
يشار إلى أن بحيرة "الجبول" تمتد على مساحة شاسعة تقدر بـ 26200 هكتار، ويتراوح عمقها بين 4- 5 أمتار، تنتشر حولها 27 قرية تضم قرابة 50 ألف نسمة، وعلى الرغم من أنها تعتبر من أهم المحميات الطبيعية في العالم، نظراً لوجود أنواع نادرة من الطيور والنباتات والحيوانات المائية فيها، فهي تنوء اليوم تحت ضربات التلوث متعدد الأشكال، الأمر الذي يتطلب من كافة الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة البيئة ومحافظة "حلب"، والجمعية السورية لحماية الحياة البرية، اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية ما تبقى من روعة هذه البحيرة، وتنوعها الحيوي النادر.