تتعدد الأنواع والأشكال المستخدمة في الديكور، ويجتهد كل نوع منها لإرضاء رغبة الناس والاستحواذ على إعجابهم، ومن أكثر الأنواع استخداماً في الديكور مادة "الجبصين" هذه المادة السحرية التي تحاكي معظم الأشكال، فمن خلال وزنها الخفيف وقوتها يتم تصنيع معظم الأشكال التي ما إن تصبح جاهزة حتى يصعب التمييز بينها وبين الحجر أو الاسمنت وذلك بعد طليها وتعتيقها، لتضفي جمالية منقطعة النظير.

ومن المهتمين في هذا المجال الأستاذ "عباس سلوم" الذي يعمل في مهنة "ديكورات الجبصين" منذ ما يقارب العشرين عاماً إلى جانب عمله الأساسي كمدرس لمادة الشريعة الإسلامية، وعن عمله الفني يقول: «"الجبصين" مادة مطاوعة تستجيب لأي تشكيل ترغبه، وهناك تعدد كبير في الأشكال التي تمنحها لنا فهي تدخل في ديكور المنازل، والمكاتب، والفيلات، وتتركز بشكل أساسي في الأسقف والجدران والزوايا، على سماكاتٍ مختلفة وبقوة تقارب قوة الاسمنت إذا ما بقيت بعيدة عن الرطوبة والأمطار.

يتم تلبيس الجدران والأعمدة بحجر "جبصين" متعدد الأشكال يتم فيما بعد تلوينه أو تعتيقه بحيث يأخذ الشكل المطلوب كالخشبي، والرخامي، والحجري، وإلى ما هنالك من أشكال. وتشترك القناطر مع التنويع والتميّز فمنها ما هو مصمم لغايات جمالية ومنها ما يستخدم لغرض الفصل بين أجزاء المنزل إلا أنها تحتاج لجهد أكبر ووقت أطول في العمل فضلاً عن حاجتها لمهارة كبيرة في التركيب

وهي تنقسم إلى نوعين رئيسيين: مستوٍ ومحفور، ومن أشكالها: "الكورنيشة" التي تركب على الزاوية بين الجدار والسقف، والبحرة التي تتوسط السقف، والقناطر التي تركب للفصل بين غرفة الضيوف وباقي المنزل أو لتقسيم الصالون، إضافة إلى الأشكال العديدة التي تتوضع على الجدران كالرفوف وإطارات اللوحات والورود، والأعمدة التي تلصق إلى جانب الجدران لتعطي إيحاءات بقدم المكان، أو التي تتوضع عند المداخل والزوايا كمنظر جمالي».

"عباس سلوم" في ورشته

وعن عملية تصنيع ديكورات "الجبصين" أعطانا "عباس" شرحاً وافياً تلخص بقوله: «علينا أولاً خلط الكمية المطلوبة من "الجبصين" المعالج والخاص بالديكور والذي يمتاز ببطء جفافه ما يتيح لنا مده والتحكم بشكله لوقتٍ كاف، ونضيف إليه مادة القنّب لتكسبه القوة والتماسك، ثم نقوم بصب "الجبصين" على قالب خاص من مادة "الفيبر"، ونراعي هنا دهن القالب بمادة الزيت لكي لا يعلق "الجبصين" عليها، وبعدها نمد "الجبصين" بحيث يكون السطح الخلفي مجرّح لسهولة إلصاقه عند التركيب».

والأشكال التي يقوم "عباس" بتصنيعها عديدة فبالنسبة "للكورنيشة" التي يصنعها يقول: «أقوم بإضافة قضبان من "الجبصين" تركب على السقف وتبعد عن "الكورنيشة" بمسافة /35/ إلى /50/ سم وتكون نقطة التقاء القضبان مع "الكورنيشة" بشكل زاوية، ولها العديد من الموديلات وهي توضع لغرض جمالي، بالإضافة لذلك نركّب في وسط الغرفة بحرات لها عدة أشكال منها يكون لصق "وهي خفيفة الوزن ولا تحوي سبوتات إنارة" ومنها مفرّغ "يبعد عن السقف مسافة /10/ سم تحوي ضمنها سبرتات إنارة".

ديكورات من الجبصين تحيط بالمدخل

أما بالنسبة للأسقف المستعارة فهي عبارة عن ألواح من "الجبصين" تبعد عن السقف بمقدار /10 إلى 15/سم حسب نوع "الكورنيشة" تتوضع عليها "سبوتات" إنارة يتم تثبيتها بحوامل حديدية بالإضافة إلى القنّب والجبصين الذين يُلف بهما الحديد كي لا يصدأ ويهترئ».

والجدران أيضاً لها نصيب وافر من عمليات الديكور التي يقوم بتصنيعها "عباس" حيث يقول: «يتم تلبيس الجدران والأعمدة بحجر "جبصين" متعدد الأشكال يتم فيما بعد تلوينه أو تعتيقه بحيث يأخذ الشكل المطلوب كالخشبي، والرخامي، والحجري، وإلى ما هنالك من أشكال. وتشترك القناطر مع التنويع والتميّز فمنها ما هو مصمم لغايات جمالية ومنها ما يستخدم لغرض الفصل بين أجزاء المنزل إلا أنها تحتاج لجهد أكبر ووقت أطول في العمل فضلاً عن حاجتها لمهارة كبيرة في التركيب».

تمثال للعذراء من الاسمنت

ولا يعيب الجبصين سوى عدم قدرته على تحمل الرطوبة والمياه الأمر الذي يجعل منه ديكوراً داخلياً فقط، أما من الخارج فهناك مواد أكثر قوة وتحملاً لعوامل الطقس ومنها مادة "الاسمنت" هذه المادة التي يقوم السيد "علي ناصر" بتصنيع أشكال متعددة منها وبأحجام مختلفة ومخصصة في الغالب لتتوضع أمام واجهات المنازل، وتتركز هذه الأشكال في المجسمات والتماثيل والوجوه، وعن طريقة عمله يقول "علي": «لتصنيع تمثال من الاسمنت يجب أولاً بناء هيكل أو شبك من المعدن وبالأخص من مادة "الحديد" لما لها من قوة ومتانة، ثم يتم تحضير عجينة الاسمنت بمعايير مختلفة ويتم بعدها تشكيل القطعة، وبعد أن تترك فترة لتجف يتم طليها بالاسمنت الأبيض وذلك لتحديد التفاصيل، ثم تأتي مرحلة التعتيق باللون المطلوب وهي تتم من خلال إضافة صبغة محددة مع المياه ثم تطلى بمادة عازلة للحفاظ على رونق القطعة، ولكي تصبح القطعة جاهزة تحتاج لفترة إراحة تبلغ مدة أسبوعين بعدها تصبح جاهزة للنقل».

وبشكل عام يرى كل من "عباس" وعلي" بأن عملهما يتركز على الناحية الجمالية، وأن هناك اهتماماً واضحاً من الناس لتغيير ديكور منازلهم وإعطاء بصمة فنية ربما يجسدها الجبصين أو الاسمنت كلٌّ بحسب القيمة الفنية التي يجسدها.