«في إطار برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي تتم حالياً أعمال إعادة تأهيل "شارع غازي عنتاب" الواقع في الجهة الشمالية لمدينة "حلب" والذي يشكل منطقة العبور الأساسية بين كل من "سورية" و"تركية" و"إيران" و"أوروبة" حيث تمر عليه يومياً الآلاف من الآليات والحافلات التجارية والسياحية وغيرها، وبما أنّ هذا الشارع مهترىء وقديم أصبح من الضروري إعادة تأهيله كما يقول المهندس "محمد مؤذن" مدير خدمات "حلب الجديدة"».
ويضيف بالقول متحدثاً لموقع eSyria الالكتروني: «المحور الذي يُنفّذ عليه المشروع يُسمى "شارع غازي عنتاب" ويمتد من "دوّار البليرمون" وحتى "بوابة الشهباء" بطول 2،5 كم تقريباً حيث تم دراسة المشروع ن قبل مجلس مدينة "حلب" بالتعاون مع الوحدة الهندسية في "جامعة حلب" وتم إبرام عقد مع الشركة العامة للطرق والجسور فرع لتنفيذه».
هذا الشارع كما قلت يشكل محور العبور نحو الجارة "تركية" وعبرها إلى كل من "إيران" و"أوربة" هذا من جهة ومن جهة أخرى
بالنسبة لتمويل المشروع يقول متابعاً: «يتم تنفيذ المشروع في إطار برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي كما قلت ويقدم صندوق البرنامج ما نسبته 60% بينما يقدم مجلس مدينة "حلب" 40% من تكاليف المشروع التي تبلغ بحسب الكشف التقديري بحدود 65 مليون ليرة "سورية"».
وحول نسبة انجاز المشروع حتى الآن وأهم الأعمال التي يتضمنها مشروع إعادة تأهيل الشارع المذكور يقول "مؤذن": «أمر المباشرة بالمشروع هو في27/12/2009 وتم تسليم مواقع العمل فعلياً للشركة العامة للطرق والجسور بتاريخ 11/1/2010 وقد تم التأخر بالتنفيذ بسبب الأحوال الجوية /أمطار/ وحالياً العمل قائم على قدم وسائق في تنفيذ المشروع الذي مدة انجازه 90 يوماً وتتضمن الأعمال التي تُنفّذ حالياً تجهيز البنية التحتية في المحور مثل المصافي المطرية وغرف الوصل للمؤسسات الخدمية وتتضمن بواري لمد الأسلاك وغيرها بحيث لا تحتاج للحفر مستقبلاً كما تتم حالياً أعمال قلع الأشجار المزروعة على المحور بشكل عشوائي وبدون دراسة وإزالة الأردفة وبلاطات الأرصفة المهترئة».
«أما بالنسبة للأعمال التي يتضمنها المشروع بشكل كامل -والكلام للمهندس "محمد مؤذن"- فهي تزفيت الشارعين /ذهاب وإياب/ بعرض 12 متر في كل طرف مع أعمال التخطيط والتدهين المروريين وتوزيع الحارات وذلك وفق دراسة مرورية معتمدة من مديرية هندسة المرور والنقل وتنظيم السير، وكذلك إنشاء جزيرة وسطية بعرض 4 متر مزروعة بالأشجار وبشكل متناسق من حيث المسافات والنوع وأرصفة بعرض 5 متر من كلا الطرفين تتضمن أحواضاً لزرع الأشجار وإزالة بعض اللوحات الإعلانية الغير مرخصة أو تعديل أماكن بعضها للقضاء على ما يُسمى بظاهرة التلوث البصري، بالإضافة إلى المصافي المطرية والغرف البيتونية على الأرصفة مع التمديدات اللازمة للربط عبر الشارع للمؤسسات الخدمية وإنشاء المواقف الخاصة بالسيارات والباصات على طول المحور».
أما أهمية تنفيذ المشروع على هذا المحور والفئات المستفيدة يقول: «هذا الشارع كما قلت يشكل محور العبور نحو الجارة "تركية" وعبرها إلى كل من "إيران" و"أوربة" هذا من جهة ومن جهة أخرى» يصل الشارع إلى المناطق السياحية الهامة في منطقة "جبل سمعان" والتي تُسمى بالمدن المنسية وتتضمن أهم المواقع التاريخية والدينية مثل قبر "المار مارون" في قرية "براد" وباقي المناطق الشمالية وبالتالي تمر عليه يومياً آلاف السيارات والمركبات وتأهيله ضروري جداً بسبب الوضع السيئ لهذا المحور، فالمشروع على هذا الأساس هو مشروع مروري وسياحي وجمالي لمدخل المدينة ويساهم في تشجيع وتنشيط الحركتين السياحية والتجارية /الاستثمارية/ وخاصّة مع "تركية" كما يعطي مظهراً عمرانياً جميلاً للمدينة، والجدير بالذكر أنه تم اختيار نماذج الاردفة في الجزيرة الوسطية والأرصفة بشكل مشابه لشارع "حلب" الموجود في مدينة "غازي عنتاب" التركية».
من سكان المنطقة التقينا بالسيد "محمد سليمان" الذي تحدث عن فوائد المشروع وأهميته بالقول: «للمشروع أهمية كبيرة بالنسبة للمدينة أولاً فالمثل الشعبي يقول /المكتوب باين من عنوانه/ ولذلك وباعتبار أنّ هذا المحور هو مدخل المدينة وعنوانها فيجب أن يكون جذاباً من النواحي العمرانية والبيئية، وكما ترون فالزفت على الطريق مهترىء تماماً بينما الحشائش والأوساخ تغطي أرصفته ووسطه ولذلك فالمشروع في غاية الأهمية، نشكر الجهات الدارسة والمنفذة والمقترحة».
وأخيراً "عزت مستو" وهو سائق سرفيس قال: «هذا الشارع مليء بالحفر والجور منذ عدة سنوات ومن الضروري إعادة تأهيله لأنّ هذه الحفر تؤثر على /دوزان/ سياراتنا كما تشكل مصدر إزعاج للركاب وخاصّة إذا كانوا مرضى، هذا من جهة ومن جهة ثانية وهي المهمة أكثر وهو أنّ الشارع يشكل مدخل مدينة "حلب" العريقة ويجب أن يكون مدخلها مميزاً إذ تمر عليه يومياً مجموعات سياحية كثيرة ومن مختلف بلدان العالم وخاصة من الجارة "تركية"، وهو أخيراً يشجع التجار الأتراك المجيء للمدينة وإقامة الاستثمارات والتجارة».