مع وصول المريض إلى مشفى الرازي تبدأ آلية عمل الإسعاف، هذا ما أكده الدكتور "باسيل حمامجي" رئيس قسم "التنظير" ويتابع قائلاً: «العملية تتم بشكل سريع إما من بعد وصول سيارة الإسعاف القادمة إلينا أو حضور المريض إلى المشفى، فأول خطوة نقوم بها هي تحويل المريض لقسم الإسعاف مباشرة ليشرف عليه الطبيب لتقييمه سريرياً ـ تشخيصه ـ وبعدها يتم تحويله للقسم الإسعافي المناسب وتقدير عمق حالته، فيما إذا كان محتاج للتنظير أو التصوير، وإن كان هناك نزف "للدم" يقاس له "الضغط" و"النبض" ويراقب "الجرح" لتقدير فيما إذا كان بحاجة لفتح "الوريد" أو غير ذلك، ونقدم له كافة المستلزمات لعلاجه، وبعدها نقرّر إن كان بحاجة للبقاء في المشفى أو تخريجه إلى البيت مباشرة، وهذه تعتمد على الحالة نفسها»

أما عن عدد ساعات عمل قسم الإسعاف فهي /24/ ساعة، ذروتها تبدأ من الصباح وحتى الثانية عشر ظهراً وبعدها تمتد من الرابعة إلى السادسة، أما المرحلة المسائية فتبدأ من التاسعة ليلاً وحتى الثانية عشراً، أما الرابعة فتمتد إلى الصباح.

الخدمات هنا جيدة، لكن حبذا لو تتم زيادة عدد سيارات الإسعاف

ويتألف قسم الإسعاف في المشفى من اختصاصي للجراحة العامة والعظمية والبولية والأذنية والفكية وبالإضافة للجراحة الصدرية العصبية وجميعهم مناوبين على مدار /24/ ساعة، ناهيك عن الأطباء المقيمين المتواجدين مباشرة في قسم الإسعاف بشكل دائم.

الدكتور "باسل حمامجي"

جاهزية المشفى وأقسامه

"وضّاح حمدك" رئيس قسم التمريض

الرازي هو من أكبر المشافي في المنطقة الشمالية لمعالجة حالات الحروق بسبب التجهيزات والتقسيمات، وعنها أوضح الدكتور "حمامجي" قائلاً: «تجهيزاتنا مؤلفة من "قسم أشعة" للصور البسيطة لحالات الكسور، وجهاز "ايكوغرافي" لتصوير أحشاء البطن بالأمواج الصوتية و"سيتي سكان" لرضوض الإسعافية الرأسية أو البطنية».

وأضاف:«قسم الإسعاف يمتلك /12/ غرفة للعمليات مجهزة بالمعدات الكاملة، ومقسّم أيضاً إلى ثلاثة أقسام "إسعاف مفتوح" للحالات الجراحية المفتوحة وإسعاف مغلق لحالات الرضوض، وإسعافات عظمية في حالات الكسورـ الجبس ـ وقد عمدنا إلى هذا التقسيم للحصول على درجة عالية من التعقيم وخصوصاً في الإسعافات الجراحية المفتوحة التي تتطلب درجة عالية من التعقيم أكثر من غيره من الأقسام، وبالإضافة لهذا توجد أقسام إسعافية أخرى مثل صيدلية للأدوية الإسعافية، ومخبر مجهز بشكل كامل من تحاليل و"دمويات" وأجهزة العناية المشدّدة وكلها تتبع لقسم الإسعاف مباشرة، ناهيك عن عدد الغرف الإسعافية للمرضى من هم بحالة خطرة وتبلغ مائتا غرفة».

"زكريا رجب" ممرض في سيارة الإسعاف

عدد الحالات وأنواعها

عشرون ألف حالة اسعافية في عام /2009/ بمختلف أنواعها، أما عن أهم التصنيفات الإسعافية الشهرية أوضح قائلاً: «الحروق تبلغ /200/ حالة، وحوادث السير /150/ حالة، والطلق الناري تبلغ /6 ـ7 / حالات ، مشاجرات بطعنات السكين تبلغ/250/ حالة، وحالات أخرى متنوعة كالإغماء وغيرها وجميعها تحدث في كل شهر، أما عن حالات الجروح تمتد ما بين /6000/ إلى /8000/ حالة شهريا، وعندما تكون الحالات الإسعافية داخلية يجرى لها الإسعافات وتحول مباشرة لمشفى حكومي آخر، لأن محور عملنا هو إسعافي جراحي وليس داخلي».

اختصاص الممرضين وعددهم

عدد الممرضين من /25 ـ30/ ممرّض موزعين على كافة الأقسام هذا ما أكده "وضّاح حمدك" رئيس قسم التمريض حينما قال: «أوقات عمل الممرضين مقسمة إلى أربع فترات، في كل فترة يوجد خمسة ممرضين على الأقل وهم مدربين بشكل جيد وخريجي مدرسة التمريض، باختصاصات مختلفة التي تدرّس حالياً في كلية التمريض في حلب منها، "عناية تمريضية" وأخرى "عناية جراحية وقلبية" وممرضين لقسم "الحروق"، وفي هذا المشفى أيضاً يتم تدريب الممرضين الخريجين لفترة من الزمن من اجل فرزهم لبقية المحافظات منها "إدلب " و"المشفى الوطني" بالرقة، وحالياً قمنا بتطوير قسم الإسعاف من خلال عزل "الإسعافات الجراحية" عن "الإسعافات الداخلية" وتخصيص كوادر تمريضية مع تأمين كافة المستلزمات الطبية من عناية وتعقيم وجهاز "صادم كهربائي" الذي يستخدم لعمل صدمات "للقلب" وجهاز للتنفس وجهاز لسحب "المفرزات" وغسيل "المعدة" و"الأمعاء" وعربة مخصّصة للإسعاف من "إبر" و"أدوية " ومستلزماتها وتأمين غرف ما بعد الإسعاف اسمها "عناية اسعافية" للمرضى الذين يحتاجون للإنعاش فعدد غرف الإسعاف تبلغ أربعة، ونحن قادرين على استقبال /15/ حالة اسعافية في الدقيقة ذاتها».

أما عن عدد سيارات الإسعاف وآلية نقل المريض من مكان إقامته إلى المشفى أوضح قائلاً:

«لا نملك أية سيارة للإسعاف لأننا مرتبطين مباشرة بمنظومة الإسعاف السريع المتواجدة في مشفى "ابن الرشد"، وحينما نحتاج لسيارة إسعاف لنقل المريض يتم مباشرة طلب السيارة وهذه العملية لا تستغرق سوى دقائق لحضور السيارة».

عدد سيارات الإسعاف والكادر الطبي والتمريضي

وللتعرف على عدد السيارات والأطباء والممرضين العاملين انتقلنا إلى مشفى "ابن الرشد" الكائن عند دوار "الأشرفية"، فحدثنا الممرّض "علي إبراهيم" المسئول عن منظومة الإسعاف السريع: «عند تلقينا مكالمة هاتفية من أحد المرضى يتم مباشرة إرسال سيارة إسعاف مجهزة من "طبيب طوارئ" و"ممرّض" و"سائق"، فعدد سيارات الإسعاف تبلغ سبعة موزعة في المناطق المختلفة، منها ثلاث سيارات مزودة بالتجهيزات الكاملة، أنبوبة للأوكسجين وجهاز لمص "المفرزات" للذين يعانون من حالات "النزف" وجهاز "أمبو" يستخدم لضخ الأوكسجين بشكل يدوي في حال نفاذ أنبوبة "الأوكسجين"، وجهاز صادم للكهرباء يستخدم في مرحلة توقف "القلب" عن العمل و"تذكرة" لحمل "المريض"، أما عن خطوط الاتصال الهاتفي فإننا نملك خمسة خطوط للاستقبال وواحد للإرسال، وعدد السائقين يبلغ سبعة أشخاص موزعين ومتواجدين بشكل مستمر في خلال 24 ساعة».

العمل منذ الدقيقة الأولى للاتصال

أما عن آلية سير سيارة الإسعاف بدءاً من مرحلة تلقي المكالمة من المريض وانتهاء بنقله إلى المشفى حدثنا عنها الممرّض "زكريا رجب" أحد الممرضين المتواجدين في سيارة الإسعاف فيقول: «فور ورود مكالمة ننطلق إلى مكان المريض مع طبيب الطوارئ، ونقوم بفحص المريض لتشخيص حالته لنقله إلى المشفى المختص لتلك الحالة، أو نقله إلى مشفى خاص وهذا يتم بناء على رغبة المريض نفسه، أما إذا وجدنا القلب متوقف عن العمل، نقوم بإجراء عملية للتنفس الصناعي، فكل خمس ضغطات على الصدر يلازمها نفخة واحدة في الفم، وهذه العملية تستمر من دقيقتين إلى ثلاث دقائق، وبعض الحالات تستلزم أكثر من ذلك، أما في حالات الغيبوبة فإننا نضع الأوكسجين ونفحص ضربات "قلبه"، فهناك "السيروم الملحي" لرفع الضغط المنخفض، أما في حالات الوفاة فإنها تظهر من خلال عدم وجود نبض وتنفس والتوسع في حدقة العين».

واختتم حديثه قائلاً: «نعاني أحيانا من ذوي أهل المتوفى، فعندما نأتي ونتأكد من وفاته يقوموا ذويه بإلقاء اللوم على تأخرنا الذي تسببه الأزمة المرورية وليس هذا تقصير بواجبنا».

وللمواطنين آراء أيضاً

"عبد القادر مصطفى" أحد المواطنين الذين قابلناهم في المشفى، والذي أخبرنا عن تجربته مع قسم الإسعاف قائلاً: «اعتاد الناس على الشكوى والتذمر من بطء الخدمات الإسعافية،لكن في الحقيقة ما حصل معي مختلف تماماً، فحين اتصلت بهم لإنقاذ والدتي تمت تلبية ندائي بسرعة»

أما السيدة "نور عيدو" والتي جاءت برفقة ابنها الذي تعرض لسكب الماء المغلي على جسده، فتقول «الخدمات هنا جيدة، لكن حبذا لو تتم زيادة عدد سيارات الإسعاف»

يذكر أن مشفى "الرازي" مشفى إسعافي "جراحي" وليس إسعافي "داخلي" وهو المشفى الوحيد المتقدم لمعالجة الحروق في المنطقة الشمالية الشرقية.