في كل رحلة تقوم بها إلى ريف الساحل السوري ستكتشف شيئاً جديداً مدهشاً وهو جميل بالتأكيد، و"نبع كركر" في "الكفرون" هو محط رحالنا اليوم واستناداً إلى كلام السيد "حبيب ندور" أحد سكان القرية فإن سبب التسمية "نبع كركر" من معنى "كركر" وهو التكرير أي المياه المقطرة كدلالة على عذوبة مياهه ونظافتها وربما يكون اسم "كركر" كناية عن الكرم لأن هذا النبع كان يعد من أهم الموارد الاقتصادية لسكان القرية.
ويتابع السيد "ندور" حديثه عن النبع قائلا: «يجري "نبع كركر" في قرية أخذت اسمه وينبع من الجهة الشرقية للقرية، من واد يدعى "وادي السباع"، كان قديما على النبع طواحين قديمة للأسف لم تعد موجودة وإنما يحدثنا عنها الأجداد.
وهذه دعوة عبر موقعكم إلى جميع السياح لزيارة الموقع ولهم حرية الحكم عليه
يبلغ طول النبع 3 كم بغزارة 6 إنشات وكان يعتبر أهم مورد اقتصادي لسكان المنطقة منذ أكثر من مئة عام وبالنسبة لمصب النبع فهو في أسفل الوادي في حوض مائي يدعى "الحومة"».
ويرى السيد "ندور" «أن المطاعم والجلسات الشعبية المنتشرة على ضفتي النبع لا تفيه حقه سياحيا وهو بحاجة إلى تفعيل سياحي أكبر يبدأ بالتعريف به كموقع سياحي هام يجمع بين جمال الطبيعة ووجود المياه والمناخ المعتدل صيفا والبارد شتاء والأهم من ذلك كله بعد هذه البقعة عن التلوث بكافة أشكاله».
ويختم السيد "ندور" كلامه قائلاً: «وهذه دعوة عبر موقعكم إلى جميع السياح لزيارة الموقع ولهم حرية الحكم عليه».
وبعد انتهاء جولتنا على النبع أخذنا قسطا من الراحة إلى حين اقتربت الساعة من الثانية ظهرا حيث بدأ الزوار يتوافدون إليه ومن بينهم كان السيد "أمين يونس" من "صافيتا" والذي حدثنا قائلا: «اعتدت أن آتي مع عائلتي إلى هنا دائما فالمنطقة جميلة هادئة وآمنة لأولادي الصغار نجلب معنا طعام الغداء كنوع من تغيير الجو بعد أن نمل من المنزل خصوصا بعد عدة ليال ممطرة حيث يصبح الجو دافئا وتحن الزيارة لهذه المنطقة حيث الأشجار العملاقة الخضراء وخرير المياه الذي يذهلني بالإضافة إلى جمال الطبيعة وهي فرصة لتذكر أيام الخطبة».
وفي الضفة الثانية من النهر كان هناك تجمع كبير لعدد من الصبايا والشباب اقتربنا منهم حيث التقينا الآنسة "عتاب شحرون" التي قالت: «أعمل في صالون للحلاقة النسائية في "طرطوس" واليوم هو الاثنين أي عطلتنا واعتدت مع عائلتي أن نذهب في كل يوم عطلة إلى مكان ما وهذا الأسبوع كان دور "نبع كركر" بعدما سمعت عنه من زبوناتي وفعلا وجدت المكان أكثر جمالا من الوصف وأدعو الجميع لزيارته».
الطالب "منذر حبيب" أحد سكان القرية قال: «لا أستطيع القراءة إلا هنا فأجلب كتابي معي في كل يوم من الصبح وحتى المغيب أدرس وأستمتع دون ملل طبعا أكون قد أحضرت معي زوادتي من الطعام».
