بحضور نائب رئيس الجمهورية الدكتورة "نجاح العطار" وعدد من الوزراء والفعاليات الثقافية والاجتماعية، أطلق برنامج "مام" "أطلس دمشق القديمة" وفيلماً يوثق تاريخ "دمشق".

وعن هذا البرنامج تحدث وزير الإدارة المحلية "تامر الحجة": «برنامج تحديث الإدارة البلدية "مام" بالتعاون مفوضية الاتحاد الأوروبي كان له اهتمامات كبيرة في مدينة "دمشق" القديمة والتي أفضت الكثير من النتائج، منها المسارات السياحية التي طبعت باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية، وبعد ذلك أصبح نسخة الكترونية، وأيضاً هناك اهتمام بالمعالم الأثرية للمدينة القديمة منها أعمال ترميم وإعادة تأهيل حديقة "القشلة" في نهاية شارع "مدحت باشا" بالتعاون مع المديرية العامة للمتاحف والآثار».

الفيلم من إنتاج برنامج "المام" وهو باللغتين العربية والإنجليزية، وسيضيف إلى المنتوج السياحي منتوجاً إضافياً يعرّف عن مدينة دمشق

وتابع "الحجة": «تم تحويل الملجأ في تلك الحديقة إلى معرض للفنون والصور، وأصبح منبراً ثقافياً يتحدث عن ثقافة المدينة، وأكد "حجة" أن هناك تعاوناً مشتركاً مع الاتحاد الأوروبي في إعادة تأهيل ساحة ومقام "صلاح الدين" وإنارته».

غلاف أطلس دمشق القديمة

مضيفاً: «سيطلق اليوم عملان لبرنامج "المام" وهما "أطلس دمشق" بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة السياحة والمديرية العامة للمتاحف والآثار، ليكون الدليل والمرشد لمن سيعمل في المدينة القديمة».

مؤكداً أن الفكرة من هذا الأطلس هو تحديد المعالم الأثرية التي سجلت في التاريخ العالمي إذ كان لابد من إعداد هذا الأطلس الذي تمخضت عنه مئات المخططات التي حددت هذه المعالم ومواقعها، المندثرة منها والحالية لتوثق "مدينة دمشق القديمة" توثيقاً تاريخياً».

من حفل الإطلاق

ويتضمن الأطلس أربعة أقسام تقدم التطور التاريخي لمدينة دمشق ومبانيها التاريخية الموجودة حالياً ويعرض جزءاً من المباني والأسواق التي تهدمت ومخططاً للمباني المسجلة أثرياً ومحيطها التاريخي ودراسة تحليلية للوضع الراهن للمناطق المحيطة بمدينة دمشق القديمة والنسيج القديم والمباني الحديثة، كما يعرض مخططات دمشق القديمة داخل السور والدراسات التفصيلية للشوارع والبنية الإنشائية والفراغات العامة وخرائط الوظائف المستخدمة حالياً.

وفي حديث السيد وزير الإدارة المحلية عن فيلم "ملامح دمشقية" إخراج "ريمون بطرس" قال: «تم إنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن مدينة "دمشق القديمة" بكل مكوناتها الأثرية والسياحية لتلفظ هذه المدينة غبار الزمن عنها، ولتتحدث عن قيمها التاريخية العريقة، بأنها أقدم عاصمة في التاريخ، ولا ننسى الآن ونحن في قصر الأمير "عبد القادر الجزائري" أنه أيضاً نتاج العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والإدارة البلدية».

قصر عبد القادر الجزائري

وأردف "الحجة" قائلاً: «الفيلم من إنتاج برنامج "المام" وهو باللغتين العربية والإنجليزية، وسيضيف إلى المنتوج السياحي منتوجاً إضافياً يعرّف عن مدينة دمشق».

وتابع: «نحن نعرف أن صحيفة /النيويورك تايمز/ قد صنفت "دمشق" بأنها سابع مدينة سياحية في العالم، وبالتالي يأتي هذا الفيلم ليكون إضافة جديدة، كما قدمنا لأبناء دمشق القديمة شيئاً يخفف معاناتهم في الإدارة المحلية، ولذلك قمنا بفتح النافذة الواحدة التي نأمل أن تقدم التسهيلات للإخوة المواطنين من خلال القيام بأعمال الترميم».

كما أكد قائلاً: «منذ أيام أطلق محافظ "دمشق" مشروع القروض الصغيرة لأبناء المدينة القديمة بالتعاون مع المؤسسات المصرفية في سورية، ليقدم التسهيلات للإخوة المواطنين كي تعبّر أبنيتهم عن آلاف السنين من التاريخ الزاخر والحافل لمدينة "دمشق"».

أما عن بناء القدرات فقد أوفد برنامج "المام" العديد من القدرات المحلية إلى دول أوروبية وعربية منها إيطاليا واليونان وتونس كي يتم تأهيلهم فيما يتعلق بتراث المدينة القديمة.

بدورها أكدت الدكتورة "عبير عرقاوي" مسؤولة فريق "دمشق" القديمة في برنامج "المام": «في الحقيقة بدأ برنامج تحديث الإدارة البلدية من خلال برنامج "المام" في مدينة "دمشق" القديمة بالتعاون مع مديرية "دمشق" القديمة ومحافطة "دمشق" منذ ثلاث سنوات، ومن خلال العمل بالتعاون مع الجهات المعنية حاولنا في البداية جمع المعلومات الأساسية الخاصة بمدينة "دمشق" القديمة، لأنه من الضرورة قبل القيام بأي مخطط جمع المعلومات والخرائط الضرورية للقيام بالتخطيط، ومن خلال التعاون مع "مديرية الآثار العامة" و"مديرة السياحة" و"مكتب عنبر" تمت أول طبعة والتي جمعت معلومات نعتبرها الخطوة الأولى في عملية توثيق "دمشق" القديمة، علماً أن مدة المشروع الأول كانت ثلاث سنوات».

من الجدير ذكره أن قصر "الأمير عبد القادر الجزائري" الذي هو مقر برنامج تحديث الإدارة البلدية الآن، قد تم بناؤه في عام 1852 ليكون القصر الصيفي للأمير، يتألف القصر من ثماني غرف في الطابق العلوي وثماني غرف للطابق الأرضي، وبعد وفاة الأمير "عبد القادر" ترك القصر فترة زمنية طويلة، وفي عام 2007 "برنامج تحديث الإدارة البلدية" أعاد ترميم هذا القصر بكلفة وصلت إلى مليونين يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي.