تعتبر جمعية البرّ في "معرة النعمان" نسخة طبق الأصل عن جمعية البرّ والخدمات الاجتماعية المُحدثة في مدينة "حمص" عام 1995 لكنها مُستقلة لأنّ المجتمع في كلّ مدينة يُحتّم شكلاً مختلفاً لعمل الخير ويفرض أحكاماً معينة لها، ففي نظامها الداخلي فإنّ جمعية البر هي جمعية خيرية انسانية تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين والبائسين وجمع الأموال لهذا الغرض وتوجيه الرأي العام للقيام بواجبه حيال هذه الجمعية.
أُنشئت جمعية البر في "المعرة" عام 2004 وعن نشاطها تحدّث لموقع eIdleb السيد "مصطفى تناري" وهو المشرف الفعلي على ادارة عمل الجمعية قائلاً: «نجري دراسة سنوية على عدد من الأسر المستورة المتقدّمة بطلب للحصول على مساعدة الجمعية، ونقوم بنشاطنا بناءً على هذا الأمر، ويكون هنا العمل على عدّة محاور أولها هو مكافحة الفقر، حيث تقدّم الجمعية للأسر الفقيرة الرواتب الشهرية الدائمة والمساعدات العينية ومساعدات التدفئة النقدية، أضف إلى ذلك المساعدات التموينية من المواد الغذائية الضرورية، واعتادت جمعية "المعرّة" توزيع الألبسة والأقمشة وتأمين أدوات المنزل الضرورية، ولدينا نشاط موسمي في الأعياد وشهر رمضان متعلق بتوزيع الأضاحي والمواد الغذائية».
وصلنا إلى سمعة جيدة ونشاط متميز وعلاقة وثيقة مع الأهالي، ونقوم بدور محدود للتنمية الاجتماعية ضمن خطة خمسية طالبت بها وزارة الشؤون الاجتماعية وتهدف إلى الاستفادة من آراء المجتمع المحلي، والأخذ بمقترحاته في مجال تطوير عمل الجمعية، لأن طبيعة عملنا بحاجة إلى تأقلم وتطور سريع في ظل مجتمع متغير الظروف
ويضيف "التناري" عن طبيعة عمل جمعية "المعرة" في مجال مكافحة الفقر بالقول: «كل ما ذكرته من الأعمال هو فعل مشترك وعادي بين جمعيات البر والاحسان، إلا أنّ طبيعة ظروف مدينة "المعرة" المعيشية المختلفة عن بقية المدن حتّمت أموراً أخرى على الجمعية، فلا يوجد مثلاً في "المعرة" موارد عمل كافية للشباب من معامل ومؤسسات خاصة، ومعظم من يعتبر من الطبقة الفقيرة هم من اليد العاملة الموسمية وهؤلاء لا نستطيع دعمهم بشكل دائم، لذلك نقتصر في تقديم الرواتب الشهرية على كبار السن والعجزة والأيتام والأرامل والمعاقين، ونساهم في مساعدة من نقدر على مساعتهم من ذوي الدخل المحدود من خلال توزيع الزكاة، وهذا الأمر يستدعي أخذ أموال الأغنياء واعادة توزيعها على الفقراء بشكل عادل ومنظّم، ولدينا أشخاص يعملون في الجمعية بأجر زهيد مقابل تحصيل الأموال الشهرية من التجار والاقتصاديين».
وعن نشاطها في مجال التعليم والصحة أضاف: «قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، فنحن نؤمن سنوياً احتياجات الطلاب من المستلزمات الدراسية، وتصل مساعداتنا إلى طلاب وكليات الجامعات والمعاهد الرسمية حيث نقدم لهم رسوم تسجيل جامعية وتخصص لهم رواتب شهرية مستقلة عن رواتب أسرهم، ويبلغ عدد الطلاب الذين نقدم لهم الدعم أكثر من ستمائة طالب وطالبة، كما افتتحنا عدداً من دورات محو الأمية لتقديم التعليم مجاناً، ومن الناحية الصحية نسعى بالتعاون مع السادة الأطباء لرفع المعاناة عن مرضى الأسر الفقيرة حيث نوجّه المريض إلى الطبيب المختص بعد اعطائه تأشيرة خاصة بالجمعية، وتتكفل الجمعية ببقية الأمور المتعلقة بتأمين المستلزمات الطبية والدواء المجاني وتساهم في دفع نسبة من تكاليف العمليات الجراحية لمرضى الأسر الفقيرة».
واجتماعياً فإنّ لجمعية البر في "المعرة" نشاط رئيسي وهو تزويج الشبان الذين لا يستطيعون تحمل أعباء الزواج المادية من خلال الأعراس الجماعية السنوية أو تقديم المساعدة الجزئية وقد بلغ عدد الشباب الذين قدّمت لهم مساعدة الزواج بشكل معلن وغير معلن حوالي مئة شاب وشابة، وهذا النشاط يتبع إلى لجنة منبثقة عن الجمعية هي لجنة تيسير الزواج، وبالنسبة لمشاريع الجمعية في المجال الاجتماعي فهي عديدة تحدّث عنها السيد "مصطفى" قائلاً: «بعد حصولنا على منحة يابانية مقدارها مليونا ليرة سورية افتتحنا بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية داراً للصناعات اليدوية للبنات ضمن مجمع سكني تمتلكه الجمعية، وخدمتنا في مجال تعليم البنات لا تذهب سدىً لأننا نؤمن فرص عمل سنوية للبنات المتعلمات في الدار بعد أن أحدثنا معمل خياطة للنساء وشجّعنا على ذلك أهل الخير والإحسان، وفي المستقبل سنحدث مشفىً خيرياً لجمعية البر في "المعرة" وهو بناء قيد الإنجاز في المنطقة الشرقية».
الشيخ "عبد الرحمن الصدير" وهو أحد القائمين على عمل الجمعية، تحدث عن علاقة الجمعية بالأهالي قائلاً: «وصلنا إلى سمعة جيدة ونشاط متميز وعلاقة وثيقة مع الأهالي، ونقوم بدور محدود للتنمية الاجتماعية ضمن خطة خمسية طالبت بها وزارة الشؤون الاجتماعية وتهدف إلى الاستفادة من آراء المجتمع المحلي، والأخذ بمقترحاته في مجال تطوير عمل الجمعية، لأن طبيعة عملنا بحاجة إلى تأقلم وتطور سريع في ظل مجتمع متغير الظروف».