بهدف تقديم خدمات مالية متعددة للشرائح المهمشة من السكان، الذين لا يمكنهم عادة الوصول إلى مثل هذا النوع من الخدمات، وبهدف رفع سويتهم الاقتصادية ليتمكنوا من دخول السوق المحلية الرسمية، افتتح يوم الخميس 28/1/2010 أحدث فروع مؤسسة التمويل الصغير الأولى - سورية في "دمشق" والذي يقع في وسط المدينة، في منطقة "الميسات"، برعاية النائب للشؤون الاقتصادية "عبد الله الدردري".
وقال "الدردري" خلال الافتتاح: «إن مؤسسات التمويل الصغير أحد مكونات عملية التنمية في سورية وصدور المرسوم 15 الذي شرع لتأسيسها تحت إشراف المصرف المركزي دليل على رغبة الحكومة السورية في اعتماد هذه المنهجية».
إن مؤسسات التمويل الصغير أحد مكونات عملية التنمية في سورية وصدور المرسوم 15 الذي شرع لتأسيسها تحت إشراف المصرف المركزي دليل على رغبة الحكومة السورية في اعتماد هذه المنهجية
مضيفاً إلى أن هذا النوع من التمويل لقيَ الانتشار السريع في المجتمع السوري لتناسبه مع طبيعة النشاط الاقتصادي الصغير السائد في سورية.
وأضاف: «إن هيئة تخطيط الدولة بصدد إعداد استراتيجية للتمويل الصغير بالتعاون مع الجهات المعنية في وزارات المالية والشؤون الاجتماعية والعمل والاقتصاد والمصرف المركزي، ستطلق في مؤتمر دولي حول التمويل الصغير في حزيران القادم».
ووفقاً لدراسات سابقة قامت بها مؤسسة التمويل الدولية (IFC) وبنك التمنية الألماني (KFW)، فإن هنالك حوالي 260,000 إلى 420,000 عائلة سورية تحتاج إلى قروض صغيرة ومتناهية الصغر لتمويل مشاريع اقتصادية؛ ومليون أسرة سورية تحتاج إلى هذه القروض لأسباب أخرى مثل ترميم المنازل، التعليم، والرعاية الصحية. وتعتبر مؤسسة التمويل الصغير الأولى – سورية في الوقت الحالي هي المزود الأكبر لخدمات التمويل الصغير، بحجم قروض يصل إلى 14,500 قرض في العام.
قروض.. ولكن تنموية
وتحدث السيد "محمد مفضي سيفو" الممثل المقيم "لشبكة الآغا خان" في سورية قائلاً:
«اليوم افتتحنا الفرع الثامن لمؤسسة التمويل الصغير الأولى - سورية التي هي أحد مبادرات "شبكة الآغا خان للتنمية" وأحد فروعها، وتنتمي للشبكة انتماء مباشراً، ولكن سميت "مؤسسة التمويل الصغير الأولى"، ولها استقلاليتها المالية والإدارية وتم تسجيلها في وزارة الاقتصاد ووزارة المالية وتحت إشراف البنك المركزي».
وتابع "سيفو": «للمؤسسة ثمانية فروع في سبع محافظات "حلب، اللاذقية، طرطوس، حمص، السويداء، حماه، وأخيراً دمشق"، ونحن مسرورون لافتتاحنا هذا الفرع لمساعدة الناس المحتاجين والفقراء لقاء عملهم، والآن قدمت المؤسسة أربعة وستين ألف قرض في فروع سورية، بمبلغ يزيد عن أربعة مليارات وستمئة مليون ليرة سورية، وقروضنا تستهدف كافة حاجات أبناء الشعب "ثقافية، تعليمية، صحية، اقتصادية، تجارية، زراعية، اجتماعية"، ووحدة القرض الموجودة في المؤسسة تتلقى الطلب من المقترض وتدرسه، وتدرب المقترض وتساعده على تنفيذه».
وأكد "سيفو" أنه لا يوجد فائدة على القرض، ولكن هناك "كلفة أعمال" لأنه مشروع تنموي وليس ربحياً، وهذه "الكلفة" تصرف كأجور للموظفين، أو أجور بناء وما يزيد منها يعود لتنمية المشاريع نفسها، أو لمشروع آخر تنموي في سورية.
الأولى من نوعها
بدوره أشار مدير العمليات التنفيذي في المؤسسة السيد "أشرف ناصف": «مؤسسة التمويل الصغيرة الأولى هي أول مؤسسة تنموية تم انتشارها في سورية، بموجب المرسوم رقم خمسة عشر "كمؤسسة مصرفية اجتماعية، حيث بدأنا العمل في سورية عام 2006 وكان برنامجاً للتمويل وفي عام 2008 تم تحويل البرنامج إلى مؤسسة التمويل الصغير، حالياً لدينا ثمانية فروع تغطي سبعة محافظات وفرع دمشق هو فرع مهم لأنه في العاصمة وهناك احتياج كبير للوصول للخدمات المالية هنا، كما أننا نستهدف بشكل أساسي الفقراء، ورسالتنا هي محاولة الحد من الفقر من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للناس الفقراء والأكثر فقراً، الذين لا تتاح لهم الخدمات المالية من القطاع المصرفي التجاري الكبير».
وعن القروض أكد "ناصف": «لدينا نوعان من الإقراض سواء "إقراض الأنشطة المولدة للدخل" ويستهدف المقترض الذي لديه مشروع تجاري، صناعي، أو خدمي، والنوع الثاني "قروض غير مولدة للدخل وهي القروض الاجتماعية" سواء للصحة أو للتعليم أو للإسكان، تتم دراسة المشروع وكيفية مساعدة المقترض وكذلك صرف القرض خلال عشرة أيام، وتبدأ قيمة القرض من 5000 ل.س لغاية 150000 ل.س وهناك نسبة زيادة توضع على القرض وهي 1% وذلك لاستدامة تقديم هذه الخدمات».
الجدير بالذكر أن مؤسسة التمويل الصغير الأولى – سورية، هي إحدى مبادرات شبكة الآغا خان للتنمية، وهي المؤسسة الرائدة في قطاع التمويل الصغير في سورية، تأسست بداية في عام 2003 كبرنامج للقروض الصغيرة، قبل أن تستكمل نقلتها النوعية وتتحول إلى مؤسسة مالية مصرفية اجتماعية تقدم خدمات التمويل الصغير وتستقبل الودائع من الزبائن في تشرين الأول من عام 2008. وخلال السنوات الخمس القادمة، من المتوقع أن تتوسع شبكة فروع المؤسسة لتصل إلى 23 فرعاً في أربعة عشر محافظة سورية. كما سيرتفع عدد القروض التي تمنحها هذه الشبكة الواسعة من المؤسسات إلى أكثر من 86,000 قرض سنوياً.