بطلة ناشئة تملك العزيمة والإصرار كما تملك القدرات الجسدية اللازمة لتحقيق الإنجاز المرتجى، تتدرب بجد رغم كل ما يحيط بالرياضة التي اختارتها من شوائب تعيق بروز وتطوير المواهب الواعدة.

eLatakia زار مركز "اللاذقية" لألعاب القوى حيث تتدرب "ندى دغو" بطلة الجمهورية برمي الكرة الحديدية للعام 2009م بفئة الناشئات والتقى البطلة الواعدة تتمرن بين زملائها فحدثتنا عن علاقتها باللعبة قائلة:

نحن هنا نتدرب بالمجان، ولا يوجد من يدفع لنا لنلعب بل نحن ندفع من مصروفنا المتواضع، وما يهمنا هو خدمة الوطن ورفع اسمه عالياً، وما نطلبه هو فقط أن نشعر أن الوطن يهتم بنا ويقدر إمكانياتنا

«انتسبت إلى مركز ألعاب القوى منذ ما يقارب ست سنوات وكان اهتمامي آنذاك بلعبة رمي الرمح فشاركت في بطولات عدة، وحصلت على عدة مراكز أهمها المركز الثالث على مستوى سورية في فئتي العمرية، ولم أكن ملتزمة كثيراً، لاهتمامي بدراستي كما انقطعت عن التمرين في مرحلة الشهادة الإعدادية لمدة سنتين قبل أن أعود في هذا العام لأتمرن بجدية والتزام في لعبة جديدة هي الكرة الحديدية وفيها استطعت أن أحقق بطولة الجمهورية للعام 2009م لفئة الناشئات برقم قدره 8.24 أمتار، وهو الرقم الذي أهلني لأحصل على المركز الثالث على مستوى السيدات.

ندى اثناء التمرين

ومن بعدها انضممت إلى المنتخب الوطني، وهناك تعلمت الكثير واكتسبت الدافع لأقدم المزيد، وكان لمدرب المنتخب الوطني "عدنان إدريس" فضل كبير عليّ، هو دربني بشكل احترافي زاد من قدراتي وطور مستواي، وبعد أن عدت إلى "اللاذقية"، مع انقضاء معسكر المنتخب، أكملت البرنامج الذي وضع لي مستفيدة من النصائح التي قدمت لي هناك، فساعدتني في ذلك مدربتي في مركز اللاذقية "حكمت معروف" بأن أولتني اهتماماً إضافياً بعد أن شعرت باهتمامي ورغبتي الجدية في تطوير مستواي».

استطاعت "ندى" أن تطور رقمها الشخصي ليصل تسعة أمتار خلال التمرينات ومع ذلك انتهى موسم 2009م دون أن تشارك في أي بطولة دولية مع أن رقمها الشخصي كان ليساعدها أن تحصل على إحدى الميداليات في البطولة العربية التي أقيمت في "دمشق" هذا العام، فتقول:

«كان من المقرر أن أشارك في البطولة العربية لكن طلب مني أن أحقق رقماً أكبر من رقمي الشخصي لأتمكن من تمثيل المنتخب، فشاركت بدلاً مني بطلة أخرى لكنها حققت رقماً أقل مما حققته هذا العام ونالت بذلك المركز الثالث».

تصنف "ندى" عمرياً في فئة الناشئات لكن- ومن فئتها هذه- تطمح لاقتحام المنصة الأولى لفئة السيدات في الموسم القادم وعن ذلك تقول: «الآن عمري ست عشرة سنة ولذلك أطمح لأن أطور نفسي لأحصل على مرتبة متقدمة، أعتقد أن عليّ هذا العام أن أقدم أفضل النتائج، ليس على مستوى الناشئات فحسب بل أطمح للحصول على المركز الأول على مستوى السيدات أيضاً، ولذلك أعمل على تقوية ذراعيّ ونقاط الضعف في جسمي، فأستغل هذه الفترة وهي فترة بناء للجسم حيث لا يوجد بطولات، بأن أتدرب طوال أيام الأسبوع تمارين قوة "حديد" وتمارين تحمل».

أما مدربتها "حكمت معروف" فقد أثنت على إمكانياتها وقالت: «تملك "ندى" إمكانيات تؤهلها لأن تصبح بطلة متفوقة ولكن عليها أولاً أن تقوي جسمها أكثر، يداها الضعيفتان عضلياً بحاجة لتمارين تقوية للعضلات، وعندها تستطيع تطوير نفسها لتحقق ألقاباً عربية ودولية».

حصلت "ندى" على مكافآت مادية قيمتها 1000 ليرة سورية فقط لا غير هذا العام رغم أنها بطلة للجمهورية، ورغم الوعود التي حصلت عليها من إدارة نادي "الجيش الساحلي" الذي تنتمي إليه، ولكن حتى الآن ما تزال الوعود حبراً على ورق، وماتزال تدفع من جيبها ثمناً لتفوقها، وعن ذلك تقول: «نحن هنا نتدرب بالمجان، ولا يوجد من يدفع لنا لنلعب بل نحن ندفع من مصروفنا المتواضع، وما يهمنا هو خدمة الوطن ورفع اسمه عالياً، وما نطلبه هو فقط أن نشعر أن الوطن يهتم بنا ويقدر إمكانياتنا».

بقليل من الاهتمام والتشجيع تستطيع "ندى" ورفاقها أن يثبتوا أن التفوق في ألعاب القوى في سورية ليست حكراً فقط على "الطفرات"، وأن الاهتمام بالناشئين ومتابعة مستواهم كفيل بأن يرفع اسم سورية عالياً في هذه الرياضة المميزة.