رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة وضعف الإمكانيات المادية، والإعاقة الحركية في اليد اليسرى والقدم أيضا ونطقه الصعب، اختار الشاب "محمد خير الله" الدراسة في كلية الآداب- قسم الإعلام.
ولم يقف عند هذا الحد بل هو يطمح للمزيد بعد تخرجه المرتقب بأن يكمل دراساته العليا، لأنه وبحسب كلامه طموح ولا يحب الروتين ويحلم منذ الصغر بأن يكون إعلاميا كبيراً يفخر به والداه وأبناء قريته "الكوم".
ولدت بإعاقة نقص أكسدة دماغية مع خلع ولادي كنت جدا مزعوج من وضعي الصحي في بداية حياتي لكنني تأقلمت وهذا ما زادني إرادة وتصميم على المتابعة
يقول "محمد" عن مشواره ومعاناته التي تخطاها بدعم أسرته وإرادته وتصميمه الذي لا يلين: «رغم إعاقتي في الطرف السفلي إلا أنني كنت أسير إلى مدرستي في "خان أرنبة" على الأقدام لأنني لا أحمل أجرة النقل من "الكوم" التي تبعد عن مدرستي 3كم، فأنا من عائلة فقيرة ماديا، ولدي شقيق وثلاث شقيقات.
دخلت المدرسة الابتدائية وكنت متفوقا في جميع المواد وانتقلت بعدها إلى المرحلة الإعدادية حيث بدأت أعمل مع والدي في البقالية وهي مصدر رزق العائلة لأساعد في مصروف البيت وحصلت على الإعدادية بتفوق، وبدأت أتعلم على الحاسوب دون مساعدة وتميزت بإتقان "الفوتوشوب" وبرامج المونتاج والبرامج المكتبية وبدأت أحلم بالإعلام كدراسة جامعية».
وعن إعاقته التي تحداها ليغدو عنصرا فعالا في المجتمع أضاف: «ولدت بإعاقة نقص أكسدة دماغية مع خلع ولادي كنت جدا مزعوج من وضعي الصحي في بداية حياتي لكنني تأقلمت وهذا ما زادني إرادة وتصميم على المتابعة».
وبعد دخوله كلية "الإعلام" توفي والده تاركا له أمانة كبيرة في عنقه ألا وهي العائلة، ليبدأ مشواره ما بين التزام الجامعة والواجب الأسري وعن ذلك يقول: «كنت أقطع مسافة 55 كم من قريتي إلى الجامعة ذهاباً وإياباً من محافظة "القنيطرة" إلى"دمشق" وهذا يتطلب تكاليف مادية وأحيانا لم يكن متوفراً لدي المصروف، وكنت مضطراً لأعمل وأجتهد لأتابع دراستي.
أنا راض حاليا عن نفسي لقطع شوط كبير في حياتي بالإضافة إلى عملي حاليا في المركز الإذاعي والتلفزيوني بمحافظة "القنيطرة"».
وعن مشروع التخرج الذي قدمه مؤخراً وطموح ما بعد التخرج قال: :«تناولت ملف القدس في الصحافة السورية وبحثي كان دراسة تحليلية لصحيفة البعث مابين عام 1967 إلى 1973 ونلت 90% في مشروع التخرج وأطمح أن أكمل دراستي في الجامعة وأن أغدوا أستاذا جامعيا».
الجدير ذكره أن الزميل "محمد خير الله" من مواليد قرية "الكوم" في محافظة "القنيطرة" ويعمل "فني مونتير" في المركز الإذاعي والتلفزيوني بالقنيطرة.