لكل منطقة من المناطق زي خاص بها، وبه تُعرف فتياتها ونساؤها وبالتالي فإن غطاء الرأس بدوره يختلف أيضاً من منطقة إلى أخرى لأنه يجب أن يتجانس مع بقية الملابس سواءً من حيث الألوان أو من حيث الأقمشة، والمرأة الديرية كان لها غطاء الرأس الخاص بها.

للتعرف على ميزاته التقى eSyria السيد "عبد الرزاق مغير" عضو غرفة التجارة والصناعة وأكبر التجار سناً في سوق "عكاظ" وهو السوق الخاص بتجهيزات العرائس في "السوق المقبي" في "دير الزور" والذي حدثنا قائلاً: «كانت المرأة الديرية تغطي رأسها فترتدي "العصبة" وهي عبارة عن قطعة من القماش مؤلف من قسمين أحدهما يطوى ويلف حول الرأس ويكون له ارتفاع معين والثاني تغطي به رأسها ورقبتها وتلفه بحيث يكون له ارتفاع محدد وفي بعض المناطق قد يكتفى بقطعة واحدة كما في منطقة الجزيرة.

لا يوجد فرق إلا في طريقة وضعها على الرأس فكل جداتنا في المدينة لبسن "الهباري" مثلاً ولكن الفرق في طريقة لبسها، وليس بين الريف والمدينة فقط بل حتى بين القرية والقرية الأخرى

وهناك أنواع متعددة من العصائب مثل "الجرغد"، ولعل أشهر ما ارتدته المرأة الديرية "الهباري" ولها عدة أسماء تختلف باختلاف نقوشها ومنها "عجاج الخيل" وهو عبارة عن قطعة من القماش سوداء وبيضاء وفي سوادها بقع بيضاء منها أخذت هذا الاسم، "دوسة المهرة"وهي قطعة قماش فيها شيء من القصب، ومن أسماء "الهباري" أيضاً هباري "نثرحنة" و هباري "حُمُر" وهباري "خد أسعد"، والأكثر انتشاراً هباري "رقاب الحمام" المؤلفة من 4 قطع خمرية متصلة فيها رسوم بيضاء تشبه رقاب طيور الحمام وهذه الأخيرة هي الأكثر انتشاراً.

السيد عبد الرزاق مغير.

وكون الهباري رقيقة جداً وخفيفة تعلق المرأة أحياناً على أطرافها قطع من الزينة لتثقيلها تصدر مع الحركة "دندنات" ولذلك سميت تلك القطع "الدنّانات"

وحين تغادر منزلها تضع المرأة فوق "العصابة" "الإيشارب" أو "الملفع"ً تلف به كامل رأسها».

السيد خالد مغير يعرض الجرغد.

أما الفرق بين الريف والمدينة من حيث الزي فقد التقينا السيدة "نورية محمد" ، ربة منزل فأفادتنا قائلة: «لا يوجد فرق إلا في طريقة وضعها على الرأس فكل جداتنا في المدينة لبسن "الهباري" مثلاً ولكن الفرق في طريقة لبسها، وليس بين الريف والمدينة فقط بل حتى بين القرية والقرية الأخرى».

أما عن وضع هذا الزي في الوقت الحالي وتواجده في الأسواق التقينا السيد "خالد مغير" تاجر، حيث أخبرنا قائلاً: «إن هذا الزي تقريباً لم يعد موجوداً في المدينة وصار مقتصراً على النساء الريفيات وخاصة كبيرات السن وحتى في الريف صار مطلوباً بألوان خاصة تكون غامقة في أغلبها، أما غطاء الرأس في المدينة اليوم للنساء والفتيات فهو منوع وليس له طابع خاص».